سجلت أسعار العملات الرقمية ارتفاعا قويا خلال تعاملات اليوم /الاثنين/، حيث قفزت عملة "بيتكوين"، أكبر عملة مشفرة في العالم من حيث القيمة السوقية، لتتجاوز حاجز 121 ألف دولار، في ظل موجة شراء واسعة يقودها المستثمرون المؤسسيون وتفاؤل الأسواق حيال سياسات التيسير النقدي المرتقبة من جانب الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي.
وذكرت بيانات منصة "كوين ماركت كاب"، أن سعر عملة "بيتكوين" صعد بنسبة 2.84% ليصل إلى 121625 دولارا، مقتربا من أعلى مستوى تاريخي له عند 123218 دولارا، والمسجل في منتصف يوليو الماضي، كما لامس السعر مستوى 122355 دولارا في بعض المنصات.
وارتفعت القيمة السوقية للبيتكوين إلى 2.33 تريليون دولار، فيما بلغت أحجام التداول على مدار 24 ساعة نحو 78.42 مليار دولار، وهو ما يعكس قوة الطلب المؤسسي مقارنة بالتداولات الفردية.
وفي سوق العملات الرقمية الأوسع، سجلت عملة "ريبل" (XRP) قفزة قوية بلغت 11%، لتتجاوز مستوى 3.25 دولار، مدعومة بإعلان إسقاط التسوية في قضية ريبل مع هيئة الأوراق المالية الأمريكية (SEC)، ما أدى إلى انفجار أحجام التداول المؤسسي بنسبة 208% لتصل إلى 12.40 مليار دولار.
كما سجلت عملة "إيثيريوم" ارتفاعا قويا بلغ 1.6%، ليصل السعر حاليا إلى حوالي 4271 دولارا، بعد أن بلغ أعلى مستوى خلال الجلسة عند 4337 دولارا.
وترجع موجة الصعود هذه إلى مجموعة من العوامل التي خلقت بيئة مواتية للمستثمرين، فقد شهدت السوق زيادة ملحوظة في المخصصات المؤسسية للعملة الرقمية عقب وضوح اللوائح التنظيمية، الأمر الذي عزز ثقة المؤسسات المالية الكبرى ودفعها إلى زيادة انكشافها على الأصول الرقمية.
كما أسهمت توقعات خفض أسعار الفائدة الأمريكية في سبتمبر في رفع شهية المخاطرة لدى المستثمرين، ما شجع على تدفق السيولة نحو الأصول عالية العائد مثل العملات المشفرة.
وأظهرت بيانات السوق تراجعا في احتياطيات منصات التداول من البيتكوين، وهو مؤشر على قيام المستثمرين طويلي الأجل بتجميع العملة بدلاً من بيعها، ما يقلص المعروض المتاح للتداول ويدعم الأسعار.
كما ارتفعت المراكز المفتوحة في سوق المشتقات بأكثر من 3 مليارات دولار، معظمها على عقود تستهدف مستوى 140 ألف دولار، مما يعكس تفاؤل المتعاملين بإمكانية تحقيق مكاسب إضافية.
ويرى محللون أن الصورة الفنية لـ "بيتكوين" وبقية العملات الرئيسية باتت أكثر إيجابية، مع استمرار اختراق مستويات مقاومة محورية وثبات الأسعار فوق مناطق دعم قوية، الأمر الذي قد يمهد لموجة ارتفاعات جديدة إذا استمرت المعطيات الاقتصادية المواتية وضخ السيولة المؤسسية.