اعتبر خبراء ومحللون روس أن اللقاء المرتقب بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ونظيره الأمريكي دونالد ترامب، يمثل فرصة حقيقية لتقليص التصعيد في النزاع الأوكراني، لافتين في الوقت ذاته إلى العقبات الكبيرة - وفي مقدمتها الموقف التصادمي لأوروبا.
ويرى أعضاء في البرلمان الروسية أن الاجتماع المباشر بين الزعيمين قد يوفر أيضًا دفعة جديدة للتعاون بين روسيا والولايات المتحدة، مؤكدين أن البرلمان الروسي سيكون مستعدًا لاستضافة أعضاء الكونجرس الأمريكي في المستقبل -وذلك وفق ما نشرته صحيفة إزفيستيا الروسية.
وفي الوقت نفسه، تأمل العواصم الغربية في عقد قمة ثلاثية تضم بوتين وترامب وفولوديمير زيلينسكي. ولم يتم الإعلان رسميًا عن مكان الاجتماع، ولكن وفقًا للمساعد الرئاسي الروسي يوري أوشاكوف، تم الاتفاق بالفعل على المكان.
وأشار بوتين إلى أن دولة الإمارات العربية المتحدة قد تكون مكانًا مناسبًا لإجراء المحادثات. كما عبرت سويسرا، التي استضافت قمة الولايات المتحدة وروسيا الأخيرة في 2021، عن استعدادها لتسهيل المفاوضات المباشرة.
وقال بيير-ألان إلتشينغر، المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية السويسرية، لإزفيستيا "تؤكد سويسرا استعدادها، إذا لزم الأمر وعند طلب الأطراف، لدعم الحوار وتقديم "مساعيها الحسنة" وفقًا لتقاليدها الطويلة في تعزيز السلام والدبلوماسية".
ووفقًا لريتشارد بنسيل، أستاذ في جامعة كورنيل في نيويورك، فإن فلاديمير بوتين يسعى على الأرجح لتأجيل فرض عقوبات أمريكية جديدة، لكن مقابل ذلك لن يقدم أي تنازلات. من جانبه، لا يرى ترامب أي سبب للتخلي عن تهديد العقوبات، رغم أنه قد يؤجلها من باب العادة مقابل أن يعبر بوتين عن دعمه لأهمية المفاوضات مع أوكرانيا، وفقًا لما يراه الخبير.
وبالنسبة لترامب، فإن عقد قمة جديدة بحد ذاته له دلالة كبيرة؛ حيث يتيح له عرض تقدم في المفاوضات مع روسيا، كما قال المحلل السياسي مالك دوداكوف لإزفيستيا، وأضاف "بالنسبة لروسيا، من الضروري التأثير على موقف إدارة ترامب وإقناعها بمعالجة الأسباب الجذرية للصراع الحالي بجدية. فقط عندئذ يمكن البدء في الحديث عن فرصة حقيقية لخفض التصعيد في الأزمة الأوكرانية".
من جانبه، قال كونستانتين بلوخين، الباحث البارز في مركز الدراسات الأمنية التابع لأكاديمية العلوم الروسية، لإزفيستيا إن اللقاء المقبل بين الرئيسين يجب أن يُنظر إليه بتفاؤل حذر. وأضاف "حتى إذا توصل الجانبان إلى اتفاق بشأن أوكرانيا، فإن أوروبا تظل عاملًا مهمًا، إذ إنها تواصل دعم أوكرانيا، وقدرة ترامب في الضغط على أوروبا أيضًا محدودة".