رئيس مجلس الإدارة

عمــــر أحمــد سامى

رئيس التحرير

عبد اللطيف حامد

أزمة هدنة غزة!


21-3-2025 | 11:45

.

طباعة
بقلـم:عبدالقادر شهيب

تواجه مفاوضات هدنة غزة أزمة لم تجد لها حلاً فى مفاوضات الدوحة الأسبوع الماضى بعد أن رفضت حماس مقترح «ويتكوف» المبعوث الشخصى لترامب فى منطقة الشرق الأوسط الذى تقدم به مؤخرًا لجسر الهوة فى المواقف بين حماس وإسرائيل، وتمسك حماس بربط الاقتراح الجديد بالتحرك لتنفيذ المرحلة الثانية من اتفاق الهدنة التى تماطل حكومة نتنياهو فى الانتقال إليها والشروع فى مفاوضات تنفيذها والتى تقضى بانسحاب قوات الاحتلال من كل أراضى القطاع والوقف الدائم للقتال وإطلاق النار.

وكان «ويتكوف» قد قدم مقترحه الجديد بعد أن تبين له أن حماس لن تقبل بمقترحه السابق الذى يقضى بتمديد المرحلة الأولى لاتفاق الهدنة ستة أسابيع جديدة تفرج حماس فى بدايتها عن نصف المحتجزين الإسرائيليين فى غزة وتفرج فى نهايتها عن النصف الباقى.. أما مقترحه الجديد فإنه يقضى بالإفراج عن خمسة محتجزين إسرائيليين أحياء وخمسة من جثث القتلى من المحتجزين مقابل الإفراج عن عدد أكبر من الأسرى الفلسطينيين فى السجون الإسرائيلية، مع تمديد الهدنة حتى بعد عيد الفصح اليهودى فى منتصف أبريل المقبل، وفتح المعابر أمام المساعدات الإغاثية المقدمة لأهالى غزة، وقال «ويتكوف» إنه عرض مقترحه الجديد هذا على إسرائيل قبل أن يطرحه على الوسطاء وحماس، فى إشارة إلى موافقتها عليه.

غير أن حماس لم تقبل بهذا المقترح الجديد لاعتراضها على عدد المحتجزين الأحياء الذى يلزمها بالإفراج عنهم لأنها تدرك أن السلاح الوحيد الآن فى يدها هو سلاح المحتجزين ولا تريد أن تُستدرج للتفريط فيه بتمديد أو أكثر، ولذلك اكتفت بعرض الإفراج عن المحتجز الأمريكى وأربعة من جثث مزدوجى الجنسية من المحتجزين، فضلاً عن أن الاقتراح الجديد لا يتضمن ما يلزم بالانتقال إلى تنفيذ المرحلة الثانية؛ اكتفاء بكلام مرسل غير ملزم عن الاستفادة بتمديد وقف إطلاق النار فى التفاوض حول الانتقال إلى المرحلة الثانية.

ولذلك فشلت جولة مفاوضات الدوحة التى شارك فيها ويتكوف قبل أن يتوجه إلى موسكو ليقابل الرئيس الروسى بوتين ليناقش معه اقتراح ترامب بهدنة مع أوكرانيا لمدة شهر.. وقد ألقى «ويتكوف» تصريحات يبدى فيها غضبه من رفض حماس لمقترحه الجديد وحذرها من أن الفرصة أمامها قريبة من الإغلاق.

ولكن رغم تصريحات «ويتكوف» هذه فإن المفاوضات لم تتوقف بعد.. فقد قرر نتنياهو إرسال وفد للتفاوض فى القاهرة حول تمديد الهدنة، بينما غادرها وفد لحماس.. وتسعى مصر وقطر لإنقاذ تلك المفاوضات وجسر الفجوات فيها بين حماس وإسرائيل للتوصل إلى اتفاق لتمديد وقف إطلاق النار وعودة المساعدات الإنسانية للتدفق من جديد لأهالى غزة الذين يعانون الآن نقصًا فادحًا فى الغذاء والدواء ومياه الشرب والوقود، حيث تضغط حكومة نتنياهو على حماس بتجويع أهالى غزة وحرمانهم من مقومات الحياة الأساسية، مع التهديد بالعودة إلى الحرب والقتال من جديد من خلال تصريحات متوعدة مقترنة بمناورات عسكرية وحشود للقوات، بينما تراهن حماس على الضغوط الداخلية التى يتعرض لها نتنياهو من قبل أهالى المحتجزين والتى جاءت فى وقت تمر فيه إسرائيل بأزمة جديدة هى أزمة إقالة نتنياهو رئيس الشاباك.

أما مصر فهى رغم انفتاحها على أية مقترحات جديدة إلا أنها تتمسك بضرورة أن تصب هذه المقترحات فى اتجاه الانتقال لتنفيذ المرحلة الثانية من اتفاق الهدنة الذى وقعت عليه إسرائيل وشارك مبعوث ترامب فى التوصل إليه وقتها وقد شارك فى ضمان تنفيذه أيضًا، وقد تم تنفيذ مرحلته الأولى رغم المناورات الإسرائيلية.!

إن ما تستهدفه مصر هو الوقف المستدام لإطلاق النار وتنفيذ الانسحاب الإسرائيلى من أراضى القطاع للشروع فى تنفيذ خطة إعادة إعماره التى أعدتها وأيدها كل العرب وأيدتها الدول الإسلامية والأوروبيون.. وتهتم مصر بإزالة العقبات التى تضعها إسرائيل أمام تنفيذ ذلك، حماية لأهل غزة من استئناف حرب الإبادة التى عاشوها خمسة عشر شهرًا، وحماية لحق الشعب الفلسطينى فى الاستقلال وإقامة دولته على أراضى غزة والضفة وعاصمتها القدس الشرقية.. وهذا ما سمعه وفد حماس فى القاهرة حينما زارها مؤخرًا وسمعه أيضا «ويتكوف» من الوفد المصرى الذى شارك فى مفاوضات الدوحة الأسبوع الماضى لحل أزمة مفاوضات الهدنة.

 
 
 
 

أخبار الساعة

الاكثر قراءة