ذكرت صحيفة "ذا تليجراف" البريطانية، أن الاتحاد الأوروبي يستعد لاستغلال المفاوضات المتعلقة بالرسوم الجمركية الجديدة على واردات الصلب من أجل الضغط على رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر للحصول على مزيد من التنازلات بشأن تأشيرات العمل المخصصة للشباب.
وأضافت الصحيفة أن الدول الأوروبية ترى في المحادثات المقبلة فرصة للدفع نحو شروط أكثر سخاء في هذا الملف، مشيرة إلى أن المفوضية الأوروبية أعلنت الأسبوع الماضي خططا لفرض رسوم تصل إلى 50% على جميع واردات الصلب إلى التكتل، بما في ذلك الواردات من المملكة المتحدة.
وحذر ممثلو قطاع الصناعة من أن هذه الخطوة قد تكون مدمرة لشركات الصلب البريطانية، إذ يتم تصدير نحو 80% من إنتاجها إلى أوروبا.
ويهدد هذا الخلاف بتقويض مساعي ستارمر لـ"إعادة ضبط" العلاقات مع الاتحاد الأوروبي، والتي بدأت بتوقيع اتفاق جديد في مايو الماضي.
وتضمن الاتفاق التزام بريطانيا بالتفاوض حول اتفاق لتنقل الشباب، يسمح للأوروبيين دون سن الثلاثين بالعمل في المملكة المتحدة عبر تأشيرات مؤقتة.
وكانت المفوضية الأوروبية قد طالبت سابقا ببرنامج يتيح عددا غير محدود من الشباب الأوروبيين للعمل في بريطانيا لمدة تصل إلى أربع سنوات، مع منح البريطانيين دون الثلاثين حقوقًا متبادلة للعيش والعمل في أية دولة من دول الاتحاد الأوروبي للمدة نفسها.
وفي حين استبعد حزب العمال في البداية الموافقة على مثل هذا البرنامج، فقد أعلن لاحقًا أنه سيقبل فقط خطة تتضمن سقفًا سنويًا لعدد الوافدين..غير أن بروكسل من المتوقع أن تسعى لاعتماد سقف مرتفع قدر الإمكان قد يصل إلى السماح لما يصل إلى نصف مليون أوروبي بالانتقال إلى بريطانيا سنويًا.
في المقابل، رفضت مصادر في الحكومة البريطانية الربط بين مساري التفاوض، مؤكدة أنها تلقت تطمينات من بروكسل بأن ملف الرسوم الجمركية لن يُستخدم للضغط في قضية تنقل الشباب.
وحذرت تقارير من أن خلاف الصلب قد يمتد ليعرقل ملفات تعاون اقتصادي وأمني أخرى، إذ يسعى ستارمر لاتفاق زراعي-غذائي يخفف القيود على الصادرات، فيما يشترط الاتحاد الأوروبي التزام لندن بقواعد سلامة الغذاء الأوروبية.