يحتفي العالم في الأول من أكتوبر باليوم العالمي للمسنين، وهو احتفاء بمرحلة عمرية طالما ألهمت الشعراء، الذين برعوا في تصوير الشيخوخة بما تحمله من ضعف الجسد وتراجع الحواس، لكنهم لم يقدموها بوصفها وهنًا فحسب، بل اعتبروها خلاصة عمر وتجربة إنسانية ثرية، وهو ما تجسد بوضوح في أبيات الشاعر ذو الإصبع العدواني التي رسمت أثر الزمن على الجسد والروح بصدق بالغ، حيث يقول:
أصبحت شيخا أرى الشخصين أربعة
والشخص شخصين لما مسني الكبر
ما للكواكب يا دهماء قد جعلت
تزورعني وتطوى دوني الحجر
قد كنت فراج أبواب مغلقة
ذب الرياد إذا ما خولس النظر
لا أسمع الصوت حتى أستدير له
ليلا وإن هونا غاني به القمر
وكنت أمشي على الرجلين معتدلا
فصرت أمشي على ما تنبت الشجر
إذا أقوم عجنت الأرض متكئا
على البراجم حتى يذهب النفر
وتوضح تلك الأبيات معاناة الشيخوخة بصدق مؤثر، حيث يصف الشاعر ضعف بصره واضطراب سمعه وتثاقل خطواته، في لوحة شعرية تعكس صراع الإنسان مع الزمن، لكنها في الوقت نفسه تؤكد قيمة الاعتراف بالحقيقة ومواجهة دورة الحياة.