أكد الرئيس السوري أحمد الشرع أن السياسات الإسرائيلية تعمل بشكل يخالف الموقف الدولي الداعم لسوريا وشعبها، في محاولة منها لاستغلال المرحلة الانتقالية التي تمر بها بلاده، ما يعرض المنطقة إلى الدخول في دوامة صراعات جديدة لا يعلم أحد إلى أين تنتهي.
وقال الرئيس الشرع، خلال خطابه أمام أعمال الدورة الثمانين للجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك مساء اليوم الأربعاء، إن سوريا تستخدم لغة الحوار والدبلوماسية لتجاوز هذه الأزمة والتزامها باتفاق "فك الاشتباك عام 1974"، ودعمها للحوار كأداة لحل النزاعات، داعيا المجتمع الدولي الوقوف الى جانب بلاده في مواجهة المخاطر، واحترام سيادة وحدة الأراضي السورية.
وأشار إلى أن الحكومة السورية الحالية وضعت سياسة واضحة الأهداف تقوم على عدة ركائز تتمثل في الدبلوماسية المتوازنة والاستقرار الأمني والتنمية الاقتصادية، فيما قامت بملء فراغ السلطة ، ودعت إلى حوار وطني جامع ، وعززت مبدأ التشارك وعملت على تأسيس هيئة وطنية للعدالة الانتقالية وأخرى للمفقودين، وذلك انصافا وعدلا لمن ظلم.
وتعهد الشرع بإعادة بناء الدولة السورية على أسس قانونية ومحاسبة كل من تلطخت يداه بدماء السوريين ، قائلا : "إننا ماضون في انتخابات ممثلي الشعب بالمجلس التشريعي، وأعدنا هيكلة المؤسسات المدنية والعسكرية عبر حل جميع التشكيلات السابقة، تحت مبدأ حصر السلاح بيد الدولة".
وأضاف أن سوريا استعادت علاقاتها الدولية وعقدت شراكات اقليمية وعالمية ، وبدأت كبرى الشركات الإقليمية والدولية بالدخول في السوق السورية والمساهمة من خلال الإستثمار إلى اعادة الأعمار.
وتابع أن سوريا : " توجهت برفع معظم العقوبات عنها تدريجيا، وتأمل برفعها بشكل كامل حتى لا تكون أداة لتكبيل الشعب السوري ومصادرة حريته من جديد"، لافتا إلى أن بلاده تعيد بناء نفسها عبر المؤسسات والقوانين المنظمة التي تكفل حقوق الجميع دون استثناء.
وتوجه الرئيس الشرع بالشكر إلى كل من وقف مع قضية الشعب السوري وأعانه في مأساته واستقبله في بلاده، مجددا شكره لكل دول العالم وشعوبها التي فرحت بانتصار ارادة الشعب السوري وتقف اليوم إلى جانبه في مسيرة السلام والإزدهار.
وأعرب الرئيس السوري عن دعمه إلى أهل غزة وأطفالها ونسائها وباقي الشعوب التي تتعرض الى الانتهاكات والاعتداءات، داعيا إلى وقف الحرب في قطاع غزة فورا.