رئيس مجلس الإدارة

عمــــر أحمــد سامى

رئيس التحرير

عبد اللطيف حامد

فينشينسو بيليني.. أيقونة البيل كانتو وسحر الأوبرا الإيطالية

23-9-2025 | 04:04

فينشينسو بيليني

طباعة
فاطمة الزهراء حمدي

تحل اليوم ذكرى وفاة المؤلف الإيطالي فينشينسو بيليني، الذي رحل في مثل هذا اليوم من عام 1835 عن عمر لم يتجاوز أربعة وثلاثين عامًا، تاركًا إرثًا موسيقيًا رسخ اسمه كرمز للرومانسية وصوت خالد لأسلوب الـ«بل كانتو»، ورغم مسيرته القصيرة، استطاع أن يضع بصمة لا تُمحى في تاريخ الأوبرا، مهدت الطريق أمام عمالقة مثل فيردي وبوتشيني.

ولد بيليني في 3 نوفمبر 1801 بصقلية، قبل أن يُكمل بيتهوفن سمفونيته الثالثة «البطولية» بثلاث سنوات، وبدأت نجاحاته الكبرى مع أوبرا «القرصان» التي كتبها بتكليف من «أوبرا لا سكالا» عام 1827، ثم واصل تألقه بـ«المتزمتون» و«السائر أثناء النوم»، التي كتبها خصيصًا للتينور الشهير جيوفاني روبيني، الملقب في أوروبا بـ«ملك التينور».

قدم بيليني موسيقى مختلفة عما اعتاده الجمهور في عصره، بينما كان مؤلفو الأوبرا يكتفون بصياغة ألحان منفصلة عن الكلمات، انطلق هو يكتب موسيقى مكثفة ترتبط مباشرة بمشاعر شخصياته ومواقفها، ليمنح الأوبرا بعدًا دراميًا جديدًا، وحتى ريتشارد فاجنر نفسه وصفه بعد وفاته بأنه «كله عاطفة».

وصل بيليني إلى ذروة إبداعه عام 1831 عندما كتب رائعته «نورما»، التي صارت منذ ذلك الحين معيارًا لصوت السوبرانو العالمي، وتألقت فيها أسماء كبرى مثل ماريا كالاس، مونتسيرات كابليه، وجوان سازرلاند، في هذه الأوبرا تماهت الكلمة مع اللحن والحدث، لتشكل نقطة تحول بارزة في تاريخ الأوبرا الإيطالية.

تميزت موسيقاه بكونها قمة الـ«بل كانتو»، هو الأسلوب الغنائي الذي يقوم على المزج بين جمال اللحن وعمق العاطفة، وهو ما ركز عليه بيليني ليجعل الموسيقى والغناء انعكاسًا للمشاعر الدرامية للشخصيات، لا مجرد استعراض لقدرات الصوت، حيث تطلبت أصواتًا ذات مرونة ومجال واسع، إضافة إلى قدرة هائلة على التحمل، وهو ما جعل أدوار الرجال في أعماله من الأصعب في تاريخ الأوبرا، خصوصًا مع اعتماده على صوت الفالسيتو الرقيق بدلاً من الصوت الكامل.

رحل بيليني منهكًا بعد إنجازه «المتزمتون»، حيث مات وحيدًا في إحدى ضواحي باريس في 23 سبتمبر 1835، بينما كان العرض الأول لأوبراه الأخيرة يُقدم، وحمل روسيني نعشه بنفسه في القداس الجنائزي، قبل أن يُعاد دفنه لاحقًا في كاتدرائية كاتانيا مسقط رأسه، ليظل حاضرًا في ذاكرة الفن كأحد أهم رواد الأوبرا الإيطالية.

أخبار الساعة

الاكثر قراءة