ينتظر عشاق الشوكولاتة حول العالم موجة أخرى من ارتفاع الأسعار، حسب ما أوردته شبكة «سى إن بى سي»، ويعزى ذلك إلى النقص فى حبوب الكاكاو الناجم عن ضعف إنتاج المحاصيل فى غرب إفريقيا، التى تنتج حوالى 75 فى المائة من الإنتاج العالمى لحبوب الكاكاو، بسبب موجات الجفاف والأمطار الغزيرة وغيرها من التأثيرات المناخية، وانتشار أمراض مثل فيروس تورم براعم الكاكاو (CSSV). وقد أدى هذا العجز فى العرض إلى ارتفاع أسعار الكاكاو إلى مستويات قياسية، والتى ينقل تأثيرها مصنّعو الشوكولاتة إلى المستهلكين من خلال ارتفاع أسعار منتجات الشوكولاتة.
مع بداية العام الحالي، شهدت العقود الآجلة للكاكاو تراجعًا بشكل عام، حيث انخفضت من 8 آلاف دولار للطن المترى فى بداية يناير إلى حوالى 7 آلاف دولار فى أغسطس الجارى. وعلى الرغم من انخفاض سعر الكاكاو عن أعلى مستوياته القياسية التى بلغها أواخر 2024، فإن الأسعار لا تزال مرتفعة مقارنة بالسنوات السابقة، حيث يقوم تجار التجزئة بتعديل أحجام المنتجات وأسعارها لتعويض ارتفاع التكاليف. ومع استمرار العجز فى الأسواق، والنضوب الكبير فى توافر حبوب الكاكاو، لن ينعكس التراجع الأخير على أسعار الشوكولاتة على المدى القريب، وفقًا لتريسى ألين، خبيرة استراتيجيات السلع الزراعية فى «جى بى مورجان».
كما قد يشكل استمرار تضخم أسعار التجزئة فى المملكة المتحدة وتأثير الرسوم الجمركية الأمريكية ضغطًا متزامنًا على التكاليف على جانبى المحيط الأطلسى. ووفق تقرير صادر عن مجموعة حماية المستهلك فى بريطانيا «ويتش؟» عام 2024، كانت منتجات الشوكولاتة هى الفئة الغذائية التى سجلت أعلى نسبة تضخم بنسبة 11 فى المائة، بينما فى الولايات المتحدة الأمريكية، قفز سعر المنتجات الشهيرة مثل شوكولاتة هيرشى بنحو 12 فى المائة.

فى هذا السياق، أكد الدكتور مدحت الفيومى، رئيس شعبة الحلويات بالغرفة التجارية، بالدقهلية، أنه «نظرًا لوجود مخاوف من الحروب الدائرة فى منطقة الشرق الأوسط، واستمرار الحرب «الروسية - الأوكرانية» تولد مناخ غير مناسب للحاويات والاستخلاص الجمركى، تسبب فى ارتفاع أسعار الكاكاو منذ العام الماضي، ومع استمرار الظروف المواتية للعام الحالى، وصعوبة الحصول على إمدادات من محصول الكاكاو، تحمّل المستوردون وصُناع الشوكولاتة العبء الأكبر فى مصر وغيرها من الدول.
«الفيومى»، أضاف أن «الانخفاض فى إنتاج الشوكولاتة مع ارتفاع أسعارها سيؤثر على حجم الصادرات فى مصر وبقية دول العالم.