يرغب كل أب وأم في مساندة أبنائهم، خاصة في خطواتهم الأولى نحو الحياة العملية، لكن أحيانًا يتحول هذا الدعم إلى تدخل مفرط قد يضر أكثر مما ينفع، حيث كشف تقرير نشر على موقع " psychologytoday"، أن بعض الآباء يتجاوزون حدود الدعم التقليدي، ليصل الأمر إلى حضور مقابلات العمل مع أبنائهم أو التدخل في مفاوضات الرواتب وحتى الاعتراض على نتائج التوظيف، وتشير بيانات مسح حديث إلى أن واحدًا من بين كل خمسة أصحاب عمل واجه حالة حضور أحد الوالدين مع خريج جامعي جديد إلى مقابلة عمل، في مشهد يثير الدهشة ويفقد الشاب استقلاليته أمام مسؤولي التوظيف.
وأشار الباحثون، أن في بيئة العمل، يتوقع من الموظفين الجدد إظهار القدرة على الاعتماد على النفس وتحمل المسؤولية، لكن تدخل الوالدين بشكل مباشر ينقل صورة عكسية للمديرين، مفادها أن المرشح غير مستعد للاستقلال أو مواجهة تحديات العمل، وهذا بدوره يدفع أصحاب العمل للتردد في التوظيف أو فقدان الثقة في قدرات المرشح على النجاح بمفرده.
وأضاف التقرير، أن الآباء يطمحون دائمًا لتأمين مستقبل أفضل لأبنائهم، إلا أن الإفراط في الدعم قد يتحول إلى تسلط أبوي، يعكس صورة سلبية، ويجعل الشاب يبدو وكأنه غير قادر على اتخاذ قراراته أو إدارة مساره المهني، فالتدخل المبالغ فيه يفقد الأبناء فرصًا حقيقية ويضعف من قدرتهم على بناء خبراتهم الخاصة.
كما أن العمل في بيئة تنافسية يفرض على الشباب أن يكونوا أكثر صلابة ومرونة، وهو ما لا يتحقق إلا بالتجربة المباشرة وتحمل الأخطاء، لذلك، فإن دور الآباء يجب أن يظل في إطار الدعم النفسي والتوجيه العام، دون التدخل في التفاصيل التي تخص علاقة الأبناء بأصحاب العمل أو القرارات المهنية اليومية، وأفضل ما يمكن أن يقدمه الوالدين هو الثقة بقدرات أبنائهم، ومنحهم المساحة الكافية للتعلم من التجارب والنجاحات وحتى الإخفاقات.