يحتفل المصريون بعيد وفاء النيل يوم 15 أغسطس من كل عام، تكريمًا لهذا النهر العظيم الذي كان وما زال شريان الحياة وسر الحضارة المصرية منذ آلاف السنين، ومن الوفاء له أن نعلم أبناءنا قيمة كل قطرة ماء، وأن نغرس فيهم حب النيل والحرص على مياهه، ومن منطلق تلك المناسبة نستعرض دور الأم كقدوة ومعلمة، لتنشئ جيلًا يعرف أن حماية النيل ليست واجبًا وطنيًا فحسب، بل أمانة للحفاظ على الحياة نفسها.
ومن جهتها تقول الدكتورة هبة الطماوي، أخصائي الإرشاد النفسي والتربوي والعلاقات الأسرية، في تصريح خاص لبوابة "دار الهلال"، إن التربية على قيمة النيل تبدأ من البيت، وأول مدرسة في حياة الطفل هي الأم، وهنا يأتي دورها النفسي والتربوي في غرس فكرة أن الماء ليس مجرد مورد طبيعي، بل هو حياة كاملة، وذلك من خلال تبني بعض النصائح التربوية، والتي منها ما يلي:
-القدوة الفعلية، فالطفل يتعلم بالسلوك قبل الكلام، وحين يرى أمه تغلق الصنبور أثناء غسل الأسنان أو تنظيف الخضار، يترسخ داخله أن ترشيد الماء أمر طبيعي وعادي.
-الربط القيمي والديني، من خلال غرس الأم في أولادها مفهوم أن الإسراف في الماء مرفوض، حتى لو كنا على نهر جارٍ، فهذا مبدأ ديني وأخلاقي.
-القصص والذكريات، بأن نحكي لهم تاريخ النيل، كيف عاش أجدادنا على ضفافه، وكيف ارتبطت حياتهم بفيضانه، لنربط الطفل وجدانيًا بالنهر.
-التجارب العملية، من خلال زيارة كورنيش النيل، أو المشاركة في حملات تنظيفه، أو رسمه في لوحة، تجعل الطفل يرى النهر كجزء من حياته وليس مجرد صورة في كتاب.
وأضافت أخصائي العلاقات الأسرية، أنه من الناحية النفسية، هذه التربية تخلق لدى الطفل شعور الانتماء والمسؤولية، وهو شعور إذا تأسس منذ الصغر يستمر معه طوال حياته، والابن الذي يشعر بأن النيل ملكه وأمانة في عنقه، سيكبر ليكون مواطنًا حريصًا على كل موارد بلده، كما أن عيد وفاء النيل ليس مجرد يوم في التقويم، بل هو تذكير سنوي بأن النهر أمانة في أيدينا، وأن علينا أن نكون أوفياء كما كان هو لنا وفيًّا.