نحتفل في 13 أغسطس من كل عام، باليوم العالمي للعسر، والذي يهدف لتسليط الضوء على هذه الفئة المميزة، التي قد لا يعرف الكثيرون عنها سوى كونها تستخدم اليد اليسرى في الكتابة أو المهام اليومية، ومن منطلق تلك المناسبة، نستعرض مع أخصائية كيف تكتشف الأم ميل طفلها لاستخدام اليد اليسرى؟.
من جهتها، أكدت الدكتورة رانيا كمال مدرب معتمد وأخصائية تخاطب وصحة نفسية، وتأهيل سلوكيات غير سوية للأطفال والمراهقين، في تصريح خاص لبوابة "دار الهلال"، أن استخدام اليد اليسرى ليس دليل على تميز أو اختلاف في الذكاء، كما يعتقد البعض، حيث أشارت الأبحاث أن الذكاء لا يرتبط بعسر اليد، إلا إذا ثبت ذلك من خلال مقاييس علمية، بل يرتبط بعوامل وراثية وبنية الدماغ، وليس بالقدرات العقلية بشكل مباشر، وبالنسبة للطفل، فإنه هناك العديد من العلامات التي تشير للأم أن طفلها يميل للاعتماد واستخدام اليد اليسرى بدلا من اليمنى، ومنها ما يلي:
-منذ اللحظات الأولى بعد الولادة، يمكن للأم أن تلتقط بعض المؤشرات البسيطة، على سبيل المثال، إذا وجدت أن طفلها يمسك القلم أو الملعقة باليد اليسرى تلقائيًا، أو يرفض استخدامها باليمنى، فقد يكون ذلك علامة مبكرة، ويحدث هذا لأن عضلات اليد في هذه المرحلة تكون ما زالت في طور النمو، فيختار الطفل بطبيعته اليد التي يجدها أكثر راحة له.
-لا يقتصر الأمر على الكتابة، فالأعسر يميل أيضًا لاستخدام قدمه اليسرى في لعب كرة القدم، أو إمساك الشوكة والسكين، أو القيام بأي نشاط يتطلب تحريك اليدين أو القدمين.
-يعتمد الطفل الأعسر بشكل أكبر على النصف الأيمن من دماغه، وهو المسؤول عن الإبداع، وحل المشكلات، والتفكير خارج الصندوق، وهذه الميزة تمنحه قدرات خاصة في مجالات مثل الفنون، أو حتى حل المسائل الرياضية بطريقة مبتكرة.
وأضافت أخصائية التخاطب، أن الأم لها دور أساسي في دعم الطفل الأعسر، والتي يمكن إجماله في النقاط الآتية:
- على الأم أن تمنح طفلها الأدوات التي تسهل عليه ممارسة أنشطته اليومية باليد اليسرى، سواء في الكتابة أو تناول الطعام أو ممارسة الرياضة.
- يجب تعزيز ثقته بنفسه من خلال التشجيع المستمر، وعدم مقارنته بالآخرين، فالاختلاف هنا ليس نقصًا، بل هو سمة مميزة وهبة وراثية جعلت بنية دماغه مختلفة قليلًا عن الآخرين، وأعطته قدرة فريدة على الإبداع والتفكير المبتكر.
- قد يواجه الطفل الأعسر انتقادات أو تعليقات سلبية من بعض المحيطين، مثل السخرية من طريقة إمساكه للأدوات أو إجباره على استخدام يده اليمنى، هذا النوع من الضغط يمكن أن يسبب له هشاشة نفسية، أو حتى مشكلات مثل العزلة والاكتئاب وفقدان الثقة بالنفس، وهنا يأتي دور الأسرة والمجتمع في تقديم الدعم والتشجيع، بدلًا من الانتقاد، لأن الكلمة الطيبة قادرة على تعزيز شعور الصغير بالأمان والانتماء.