في شوارع غزة، يمتد طابور طويل من الرجال والنساء والأطفال، ينتظرون دورهم للحصول على كيس دقيق أو زجاجة ماء، وفجأة، قد يتحول هذا المشهد الإنساني إلى فوضى ورعب تحت وقع الرصاص أو القصف، فتسقط الأرواح التي كانت قبل لحظات تنتظر لقمة تسد جوعها.
وحول هذا الواقع، تحدث مدير شبكة المنظمات الأهلية الفلسطينية، أمجد الشوا، اليوم الأربعاء عن الإجراءات التعسفية والعراقيل التي تفرضها إسرائيل على إدخال المساعدات الإنسانية والتي تمثل إمعانا متعمدا في تعميق الأزمة الإنسانية في غزة.
مصر شريان حياة
وأشاد الشوا بالجهود التي تبذلها مصر لإدخال المساعدات إلى غزة، معتبرًا أن هذه الجهود تمثل شريان حياة حقيقي للسكان، مع تدفق شحنات من المواد الغذائية والطبية، موضحًا أن استمرار القيود الإسرائيلية يقلل كثيرًا من أثر هذه الجهود، ويترك آلاف الأسر في مواجهة جوع متصاعد ونقص حاد في الخدمات.
وصف الشوا الوضع في غزة بأنه كارثة إنسانية متصاعدة، مشيرًا إلى أن أعداد الشهداء في ازدياد يومي، والمستشفيات تعمل بأقل من طاقتها، بينما تتقلص مخزونات الغذاء والدواء بسرعة، داعيًا إلى ممارسة ضغط دولي أكبر على إسرائيل، ليس فقط لفتح المعابر، بل لضمان إدخال المساعدات بكميات كافية ومن خلال طرق آمنة.
المساعدات تحت النار
انتقد مدير شبكة المنظمات الأهلية الفلسطينية، الآلية الإسرائيلية الحالية لتوزيع المساعدات، مشيرًا إلى أنها تحولت إلى "كمائن موت" تستهدف المدنيين أثناء محاولتهم الحصول على الغذاء، مؤكدًا أن هذه الممارسات لا تزيد إلا من معاناة الناس، وتضعهم أمام خيار قاسٍ: إما الجوع أو المخاطرة بالحياة.
وطالب الشوا بالعودة إلى الآلية الأممية بالتعاون مع المؤسسات الأهلية الفلسطينية، لضمان توزيع المساعدات بطريقة تحترم كرامة وأمان المواطنين في مختلف مناطق القطاع، مشيرًا إلى أن التعنت الإسرائيلي طال حتى المساعدات المخصصة لوكالة الأونروا، ما يهدد بحرمان آلاف الأسر من احتياجاتهم الأساسية.