وصل موسم التين الشوكى إلى ذروته، ليس فقط محليا، بل أيضا هناك انتعاشة ملحوظة فى صادرات التين الشوكى إلى الدول العربية، خاصة السعودية والأردن، وبعض الدول الأوروبية، خاصة هولندا.
التين الشوكى، ليس فقط فاكهة الصيف الشعبية اللذيذة التى لا يخلو شارع منها حاليا، بل هو نبات مربح بأقل التكاليف كما يتحمل أقسى الظروف، ورغم التوسع الحذر فى زراعته مؤخرا بهدف التصدير، فإن الدولة يجب أن تتوسع بقوة فى زراعته فى ظل مشروعات استصلاح الصحراء، خاصة أن استخدامه لا يتوقف عند التصدير للأكل، بل تستخدمه بعض الدول فى إنتاج مستحضرات التجميل، ويُباع زيت التين الشوكى الناتج من استخلاص بذورة بما يعادل ألف يورو للتر، بخلاف مصانع إنتاج العصير والمربى.
المهندس الزراعى محمود جاد، صاحب مكتب تصدير بمدينة السادات، قال: «الدول العربية الأكثر استهلاكا للتين الشوكى المصرى، بخلاف صادراتنا من الموالح، والتى تتركز على روسيا، فهى تعد بوابة الموالح المصرية إلى أوروبا، أما السعودية فهى بوابة التين الشوكى المصرى إلى الدول العربية وبقية دول الخليج، كذلك الأردن، حيث يقومون بالتوزيع إلى دول الجوار، وذلك بعد أن كانت أغلب الكميات تتوجه إلى سوريا، ولكن بسبب الحروب والأحداث السياسية أصبح الطلب أكبر فى السعودية من خلال مكاتب استيراد أغلبها سورية تعمل بالسعودية، أما أغلب الدول الأوروبية فتنظر إلى التين الشوكى باعتباره نبات زينة صباريا، فيما عدا عدد محدود الذى يقبل عليه، ومنها هولندا التى تستورد التين الشوكى من مصر، ولكن ما زالت الكميات أقل بكثير من الدول العربية».
«م. محمود»، أكد أن «تكلفة زراعة التين الشوكى منخفضة جدا، الأمر الذى أدى إلى التوسع فى المساحات المزروعة منه، فالتكلفة الإنتاجية مقابل التسويق والبيع محليا وخارجيا مجزية جدا، فهو يحتاج لكميات محدودة من المياه ما بين 5 إلى 7 فى المائة من بقية الحاصلات الزراعية، وبالتالى أغلب زراعات التين الشوكى فى أماكن بها مشكلات نقص مياه، علاوة على التكاثر الذاتي، كما أنه لا يحتاج إلى رعاية خاصة، ولا يتأثر بتغير ظروف الجو سواء من حرارة أو برودة، وذلك يحتاج إلى ما يقرب من 5 فى المائة من المبيدات والمخصبات والمغذيات العادية والأسمدة».
وأشار «جاد»، إلى أن «التين الشوكى شبه منعدم الهالك، فهو نبات يتحمل كافة الظروف، وبالتالى نجد أغلب أراضى التين الشوكى منتشرة فى منطقتين؛ أولاهما الظهير الصحراوى لمحافظة البحيرة بمساحات كبيرة، كذلك قرى المنيا، وأشهرها قرية «مطاى» والتى تضم ما يقرب من 95 فى المائة من إنتاج التين الشوكى بمحافظة المنيا، وما يقرب من 60 فى المائة من التين الشوكى بمصر».
وأوضح أن «التين الشوكى يتميز بغزارة الإنتاج، فالفدان بالأراضى القديمة ينتج ما بين 25 إلى 30 طنا، أما الزراعات الحديثة فمتوسط الإنتاج ما بين 12 إلى 15 طنا للفدان، بينما فدان البشاير لحديثى الإنتاج فهو من 8 إلى 10 أطنان، ونظرا لفتح أسواق تصديرية له منذ أربع سنوات تقريبا؛ أصبح له سعر مربح، وزادت المساحات المزروعة منه، فبعد أن كان يوجد على الشجر ولا يُباع ولا يُشترى ويتم تركه على الأشجار لتأكله الغربان أصبحت له جدوى اقتصادية، فبدأ سعر الكيلو للتصدير مع بشاير الموسم بسعر 80 جنيها، ولكن حاليا مع وصولنا إلى ذروة الموسم أصبح سعر الكيلو ما يقرب من 35 جنيها فى مرحلة الشحن، لكن السعر محليا يختلف عن التصدير، فهناك تفاوت فى السعر حسب مكان البيع، وبالطبع يختلف تين التصدير، فهناك معايير للجودة يجب أن تنطبق عليه وتختلف المقاييس من الدول الأوروبية عن العربية، فهناك ما لا يقل عن 13 مواصفة، فمثلا أوروبا تطلب منتجا بنسبة سكريات أقل من 16 فى المائة، بخلاف الدول العربية التى تفضل نسبة أعلى من السكريات».