قال رئيس الوزراء الياباني شيجيرو إيشيبا، اليوم الجمعة، إنه يعتزم الإشراف على "التنفيذ المتدرج" لاتفاق التجارة الذي تم التوصل إليه مؤخرًا مع الولايات المتحدة، وذلك في خضم ضغوط متزايدة من داخل حزبه الحاكم تطالبه بالاستقالة عقب الأداء الضعيف في انتخابات مجلس الشيوخ الأخيرة.
جاء ذلك خلال اجتماع نادر عقده إيشيبا مع زعماء أحزاب المعارضة في البرلمان الياباني، هو الأول منذ الإعلان عن الاتفاق التجاري في واشنطن الثلاثاء الماضي، بعد أيام فقط من الانتخابات -وذلك وفق ما نقلته وكالة أنباء كيودو اليابانية.
وقال يويتشيرو تاماكي، زعيم حزب الشعب الديمقراطي، للصحفيين عقب الاجتماع، إن إيشيبا أبدى "رغبة قوية" في البقاء في منصبه من أجل ضمان دخول الاتفاق حيّز التنفيذ، رغم النتيجة المخيبة للآمال التي حققها الائتلاف الحاكم بقيادة حزبه الليبرالي الديمقراطي.
لكن بعض قادة المعارضة عبّروا عن خيبة أملهم، معتبرين أن رئيس الوزراء فشل في تبديد مخاوفهم بشأن الاتفاق، خاصة في ظل غياب وثيقة رسمية مكتوبة حتى الآن.
وصرّح تاماكي: "شكوكي تعمّقت أكثر بعد الاجتماع.. لا نعلم بعد ما إذا كانت الآثار السلبية على الاقتصاد والشركات يمكن تقليلها بموجب هذا الاتفاق".
وينص الاتفاق على فرض رسوم جمركية بنسبة 15% على السيارات ومنتجات أخرى، وهو ما يُعد أقل مما كان الرئيس الأميركي دونالد ترامب يطالب به، ويشمل أيضًا خطة استثمارية يابانية بقيمة 550 مليار دولار في الولايات المتحدة.
وقال إيشيبا خلال اللقاء مع قادة الأحزاب: "توصلنا إلى اتفاق مع الولايات المتحدة يحمي مصالح كلا البلدين".
يأتي الاتفاق في وقت حرج بالنسبة لإيشيبا، حيث تراجع حزب الليبرالي الديمقراطي إلى أدنى مستوى له في الانتخابات منذ سنوات، وفقد الائتلاف الحاكم، الذي يضم شريكه الأصغر "كوميتو"، السيطرة على الأغلبية في مجلسي البرلمان.
ورغم دعوات من بعض أعضاء الحزب الحاكم للاستقالة، لا يزال إيشيبا متمسكًا بمنصبه، معتبرًا أن من واجبه مواجهة التحديات التي تمر بها البلاد.
وقد أعطى تخفيف الرسوم الجمركية – من 27.5% إلى 15% – دفعة مؤقتة لصناعة السيارات اليابانية وساهم في ارتفاع أسعار الأسهم المحلية.
لكن الإعلان الأميركي التالي أثار الجدل، حيث أُعلن أن اليابان ستشتري ما قيمته 8 مليارات دولار من المنتجات الزراعية والغذائية الأميركية، مثل الذرة وفول الصويا والأسمدة والوقود الحيوي، إلى جانب زيادة وارداتها من الطائرات التجارية الأميركية، بما في ذلك 100 طائرة بوينج، ومعدات دفاعية بمليارات الدولارات سنويًا.
وخلال اجتماع لفريق العمل الحكومي في وقت سابق من اليوم، وجّه إيشيبا المسؤولين باتخاذ كافة التدابير الممكنة للتعامل مع تداعيات الرسوم الجمركية، والتي يتوقع الاقتصاديون أن تؤثر سلبًا على الاقتصاد المعتمد على التصدير.
من جهته، دعا يوشيهيكو نودا، زعيم الحزب الدستوري الديمقراطي، وهو أكبر أحزاب المعارضة، إلى توثيق الاتفاق رسميًا خلال قمة ثنائية، وطالب الحكومة بإعداد حزمة اقتصادية لمواجهة تداعيات الاتفاق.
وأشار نودا إلى أن إيشيبا لم يتطرق خلال الاجتماع إلى إعداد ميزانية تكميلية للسنة المالية الجارية، كما لم يوضح موقفه من مسألة الاستقالة.