حذّر الدكتور محمد كمال، رئيس قسم القوى الميكانيكية بكلية الهندسة جامعة عين شمس، من العواقب الخطيرة لإهمال الصيانة، مؤكدًا أنها تمثل عنصرًا حاسمًا في حماية الأرواح وترشيد النفقات، وتُعد ركيزة أساسية في تشغيل المعدات والمنشآت، سواء كانت صناعية أو خدمية.
وأوضح كمال في تصريحات خاصة لـ"المصوّر"، أن الصيانة لا تقتصر على استبدال الأجزاء التالفة فحسب، بل تشمل الفحص الدوري والتدخل الاستباقي، استنادًا إلى مؤشرات القياس أو الخبرات الفنية، مشيرًا إلى أن أعطال المعدات غالبًا ما تنتج عن تهالك مكونات لم تتم صيانتها في الوقت المناسب.
وأشار إلى أن مصر تأخرت كثيرًا بسبب تراجع الاهتمام بالصيانة، وهو ما انعكس في حجم الخسائر التي تكبّدتها بعض القطاعات، خاصة قبل بدء الدولة في السنوات الخمس الأخيرة بإعادة إحياء هذا الملف، ورفع كفاءته داخل المنشآت والمصانع، موضحًا أنه "لو كان هذا التوجه بدأ قبل 15 عامًا، لكانت مصر اليوم في مصاف الدول المتقدمة".
واعتبر أستاذ القوى الميكانيكية أن غياب التأهيل الكافي للمهندسين من أبرز تحديات قطاع الصيانة، موضحًا أن ضعف إعداد الكوادر في إدارة الأزمات يُفاقم من الخسائر عند وقوع الأعطال. كما أشار إلى أن ندرة قطع الغيار الجيدة، وغياب الضمير المهني لدى البعض، يمثلان تحديين إضافيين يُضعفان منظومة الصيانة.
وطالب كمال بوضع خطة شاملة داخل مؤسسات الدولة، تتضمن تخصيص موازنات مرنة لأعمال الصيانة، إلى جانب تدريب العاملين، وربط عمليات المتابعة بشركات الصيانة المعتمدة. كما دعا لتفعيل التعاون بين الجامعات والمصانع، وضمان أن تُعالج رسائل الدراسات العليا مشكلات حقيقية من أرض الواقع، على غرار النماذج المطبقة في دول مثل كندا.
وفي ختام تصريحاته، شدد على أن إهمال الصيانة لا يُهدد فقط الأصول المادية، بل يكلف المؤسسات خسائر تُقدر بنحو 200 مليون جنيه سنويًا في المتوسط، ويُعرض الأرواح للخطر، مؤكدًا أن أي دولة لا يمكنها التقدم دون منظومة صيانة قوية ومستمرة.