أكد السفير علي الحفني، رئيس جمعية الصداقة «المصرية – الصينية» ومساعد وزير الخارجية الأسبق، أن هناك تفاهمًا عميقًا ومتجددًا بين مصر والصين تجاه العديد من القضايا الدولية والإقليمية، يستند إلى أسس راسخة منذ خمسينيات القرن الماضي، أبرزها الإيمان المشترك بأهمية إقامة نظام عالمي عادل ومنصف، قائم على احترام سيادة الدول ووحدة أراضيها، ورفض التدخل في شؤونها الداخلية أو استخدام القوة لحل النزاعات.
وأشار الحفني إلى أن هذه المبادئ ترسخت منذ مؤتمر باندونج ومبادئ التعايش السلمي الخمسة، مرورًا بتأسيس حركة عدم الانحياز، مؤكدًا التوافق المصري الصيني حول الالتزام بالقانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة، وموقف مصر الثابت تجاه قضية تايوان، باعتبارها جزءًا لا يتجزأ من الأراضي الصينية.
وفي السياق ذاته، لفت إلى تنسيق بارز بين البلدين بشأن القضية الفلسطينية، حيث دعمت الصين جهود المصالحة واستضافت لقاءات مهمة، وأكدت موقفها الرافض لأي تهجير قسري، في توافق تام مع الموقف المصري الداعي لحل الدولتين وإقامة دولة فلسطينية مستقلة على حدود 4 يونيو 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.
وأضاف أن التعاون المصري الصيني يمتد أيضًا إلى دوائر أوسع، منها إفريقيا والعالم العربي، مشيرًا إلى دور البلدين في تأسيس منتدى التعاون الصيني الإفريقي عام 2000، ومنتدى التعاون العربي الصيني في 2004، بالإضافة إلى مشاركة مصر الفاعلة في مبادرة "الحزام والطريق"، وعضويتها في البنك الآسيوي للاستثمار وبنك التنمية التابع لـ"بريكس".
وشدد الحفني على أن العلاقات بين القاهرة وبكين تشهد تصاعدًا مستمرًا في جميع المجالات، منذ الارتقاء بها إلى مستوى "الشراكة الاستراتيجية الشاملة" خلال أول زيارة للرئيس عبد الفتاح السيسي إلى الصين عام 2014، موضحًا أن هذه الشراكة تقوم على التفاهم والاحترام المتبادل وتحقيق المصالح المشتركة، وفق مبدأ "الربح المتبادل" الذي ترفعه الصين تحت شعار Win-Win Cooperation.