رئيس مجلس الإدارة

عمــــر أحمــد سامى

رئيس التحرير

عبد اللطيف حامد

تحديث المطافئ فى انتظار المزيد من الاعتمادات الحكومية


18-7-2025 | 09:28

.

طباعة
بقلـم: غالى محمد

بكلمات من نور، وبالحق المبين، أبهر رجال الحماية المدنية، الشعب المصرى، ببطولتهم أثناء إطفاء نيران سنترال رمسيس.

أثناء الإطفاء، استبسل رجال الحماية المدنية، كعادتهم، فى بطولات سوف يسجلها التاريخ، إننا إزاء رجال يحافظون على الوطن، ويقدّرون قيمة إنجازاته.

 

تلك البطولات التى تجلت، أثناء إطفاء حريق سنترال رمسيس، من حقنا أن نطالب بتسجيلها فى المناهج الدراسية لأطفالنا، كدروس للقدوة الوطنية لرجال من أبناء الشعب المصرى، جنبا إلى بطولات رجال القوات المسلحة فى معاركها وانتصاراتها؛ حتى يبقى الوطن صامدًا فى أحضان مصر المحروسة، مصر القوية على مر التاريخ.

ولولا تلك البطولات لرجال الحماية المدنية، لما كان لمعدات وسيارات المطافئ أية فاعلية، لكن المشهد الذى رأيناه يؤكد ضرورة التكامل بين التقدم التكنولوجى لآليات وسيارات المطافئ، وشجاعة رجال الحماية المدنية.

وهذا المشهد الذى تجلّى فى حصار وإطفاء نيران سنترال رمسيس والعديد من الحرائق التى نشبت مؤخرًا، يؤكد الأهمية القصوى لقوات الحماية المدنية فى الحفاظ على مقدرات ومشروعات الوطن، خاصة مع طموحات خطط التنمية والتوسع العمرانى وزيادة الاستثمارات وعدد المشروعات.

ورغم تعدد مهام قوات الحماية المدنية التابعة لوزارة الداخلية، فإننى سوف أركز فى هذا المقال على مهمة المطافئ والتى يعرفها ويدركها المصريون عمليًا عندما تقع أية حرائق فى أى مكان، ليجدوا دائمًا قوات المطافئ فى المقدمة، يحاصرون، ويطفئون النيران، ويحمون كافة المنشآت والوحدات السكنية المجاورة، من أن تمتد النيران إليها.

أركز فى هذا المقال على قوات المطافئء التى يجب أن يكون لها اهتمام خاص من جانب الحكومة، ليس لدورها الكبير الذى تجلى مؤخرًا فى إطفاء العديد من الحرائق التى نشبت مؤخرًا، ولكن لأن إنجازات الجمهورية الجديدة فى مشروعات التنمية، والتوسع العمرانى وإنشاء المدن الجديدة، وجذب الاستثمارات الصناعية فى العديد من المناطق الصناعية -أصبحت تحتم زيادة الاعتمادات المالية من جانب حكومة الدكتور مصطفى مدبولى، لكى تنتشر تمركزات قوات المطافئ بالشكل الذى يتناسب مع كل هذا النشاط الاقتصادى والكثافة البشرية فى أنحاء مصر المحروسة.

وهنا سوف أتحدث عن نقاط محددة.

أولاها: أن البطولات التى تجلت فى إطفاء حريق سنترال رمسيس تحتم الحاجة إلى المزيد من التحديث التكنولوجى لمعدات وسيارات الإطفاء.

وعندما نتحدث عن التحديث والتطوير التكنولوجى لقدرات قوات المطافئ، وذلك لأننا نرى أن هناك دولًا عديدة، أصبح لديها وسائل تكنولوجية حديثة فى إطفاء الحرائق، مثل استخدام الطائرات المسيّرة، فضلًا عن وسائل ومواد حديثة فى إطفاء الحرائق لا تعتمد على الوسائل التقليدية فى الاعتماد على إطفاء الحرائق بخراطيم المياه من الارتكاز على الأرض إلى الأدوار العليا المتعددة التى تستعر فيها النيران.

ولا أدعى أننى خبير فى هذا الشأن، لكن إذا كان الاعتماد على إطفاء النيران بخراطيم المياه، فلا بد أن نعرف أنه اختفى من كل أنحاء مصر المحروسة، إنشاء حنفيات الإطفاء فى المدن والشوارع فى كل مكان، وأصبح يتم الاعتماد على خزانات مياه عربات الإطفاء، والتى من المؤكد سوف تنفد مع ضخامة الحريق، كما حدث فى إطفاء حريق سنترال رمسيس، واضطرت قوات المطافئ مع نفاد مياه خزانات عربات المطافئ إلى اللجوء إلى حنفيات المطافئ الخاصة بمؤسسة الأهرام.

وهذا يجعلنا نتوقف عند ضرورة نشر حنفيات مياه الإطفاء فى المدن والقرى.

وإن تعذر ذلك بزعم عدم قدرة محطات وشبكات المياه على إنتاج المياه بوفرة وبقوة، فليتم إلزام كافة الجهات سواء حكومية أو خاصة بالتوسع فى إنشاء حنفيات مياه الإطفاء، كلٌّ فى نطاقه، للاستخدام العام وقت الطوارئ ووقوع أية حرائق.

فى طفولتى بقريتى «تطاى» مركز السنطة بمحافظة الغربية، كنت أرى حنفيات مياه إطفاء الحريق، أما الآن فلا أجدها فى قريتى أو حتى فى القاهرة الجديدة، وبالتالى كل المدن وكافة القرى والنجوع.

أعرف أن قوات الحماية الوطنية تلقى اهتمامًا كبيرًا من وزير الداخلية اللواء محمود توفيق من حيث استمرار التحديث والحفاظ على القدرات المالية البشرية، لكن حجم وعدد الحرائق الذى شهدته مصر مؤخرًا، يجعلنا نطالب بالتوقف لإعداد خطط جديدة للمزيد من التحديث التكنولوجى فى وسائل الإطفاء الحديثة، والقادرة على التعامل السريع مع الحرائق النوعية، مثل حرائق المصانع والكيماويات، وحرائق المشروعات والكيانات الكبيرة التى لا تصلح معها وسائل الإطفاء التقليدية.

ما نراه على وسائل التواصل الاجتماعى من التطور المذهل لدى الصين فى إطفاء الحرائق، يحتم علينا أن ننفتح على الصين، لنأخذ بالتكنولوجيا الصينية أو غيرها فى إطفاء الحرائق، خاصة الحرائق التى ترتبط بالكيانات الكبيرة والأدوار العالية.

ثانيًا: أنه قد آن الأوان، ونحن نتحدث عن ضرورة تحديث قوات المطافئ، أن ندرك الأنماط الجديدة للبناء العمرانى، وتحديدًا الاتجاه إلى بناء الأبراج، ليس فى العاصمة الإدارية أو العلمين الجديدة، ولكن فى مناطق متعددة مثل المعادى والجيزة وعلى جوانب النيل بالقاهرة الكبرى وأبراج ماسبيرو وغيرها فى الإسكندرية.

ورغم أن بناء الأبراج فى العاصمة الإدارية والعلمين الجديدة يراعى كافة قواعد الأمان والحماية المدنية بنسبة مائة فى المائة داخل هذه الأبراج، والتى تتطلب المزيد من استهلاك الطاقة لرفع المياه إلى كافة أدوارها العليا، فإن هذا لا يمنع أن تكون هناك سيارات ومعدات ووسائل إطفاء كإجراءات وقائية وقادرة على التعامل فى إطفاء أى حريق إذا وقع فى داخل وحدات هذه الأبراج، خاصة فى حريق –لا قدر الله– قمة الأدوار بهذه الأبراج.

ولعل الصورة التى نُشرت أثناء إطفاء حريق سنترال رمسيس لأبطال الحماية المدنية على أعلى سلم هيدروليكى، وعدد أدوار السنترال لا يتجاوز عشرة أدوار، فمن المؤكد أنه أصبح لدينا أبراج تتضاعف أدوارها بكثير فى المناطق التى سبق أن ذكرتها، الأمر الذى يحتم أن تتسلح قوات المطافئ بإمكانات خارقة تناسب مرحلة التوجه فى التوسع ببناء الأبراج.

وهنا قد يقول قائل، لما لا يكون لدينا طائرات للإطفاء للتعامل مع أى حريق قد يقع فى أى برج، لكن هذا وحده لا يكفى، ولا بديل عن أن تتسلح قوات المطافئ بالإمكانات والوسائل القادرة على التعامل بكفاءة مع حرائق الأبراج –لا قدر الله– إذا حدثت، كما يحدث فى كل دول العالم التى تنتشر فيها الأبراج وناطحات السحاب.

وبشكل مباشر، أسأل: هل لدينا أحدث الوسائل وأعلى السلالم، للتعامل مع أية حرائق إذا وقعت –لا قدر الله– فى أبراج العاصمة الإدارية أو أبراج العلمين الجديدة، أو أبراج مثلث ماسبيرو كثيفة العدد؟

نطرح ذلك من خلال أسئلة استباقية لا بد منها، ونحن ندعو إلى المزيد من الاستمرار فى تحديث قوات المطافئ والحماية المدنية.

ثالثًا: أنه قد آن الأوان لمراجعة أماكن تمركز قوات المطافئ، خاصة فى القاهرة الكبرى وعلى مستوى كافة المحافظات والمدن والقرى.

وبشكل مباشر، وبكل صراحة، لا توجد أماكن ومساحات كافية، تخصصها الوزارات المختلفة، لكى تتمركز بها قوات المطافئ.

وكلنا يعلم مدى الزحام المرورى الذى يعرقل وصول سيارات الإطفاء، وكذلك الإسعاف إلى مناطق الحدث فى التوقيت السريع والمناسب.

وهذا ليس بجديد، ومنذ أيام كنت فى شارع قصر العينى من جهة قصر العينى الفرنساوى، وأجزم أنه لا يمكن أن تخترق سيارة إطفاء أو إسعاف هذا المكان، إلا خلال ساعة من شدة الزحام المرورى.

وهكذا حال شوارع وسط البلد مثل شارع رمسيس وشارع الجلاء وشارع الأزهر وكافة شوارع وطرق القاهرة الكبرى، الأمر الذى أصبح يحتم أن نستغل إخلاء وسط القاهرة من موظفى الوزارات والجهات المختلفة، وانتقالهم إلى العاصمة الإدارية، ليطلب وزير الداخلية من رئيس الوزراء، تحديد أماكن فى وسط القاهرة وغيرها، لتتمركز بها قوات المطافئ.

وبدلًا من التوسع فى بيع كل هذه المقرات أو طرحها للاستثمار كفنادق أو جامعات، ماذا يمنع أن يتم تخصيص مساحات لتتمركز بها قوات المطافئ، لتحمى وسط القاهرة وكافة المناطق السياحية إذا وقع أى حريق؛ حتى لا يتأخر وصول سيارات الإطفاء إلى موقع الحدث.

وهذا ينطبق على كافة المحافظات والمدن، أن يتم تخصيص مساحات جديدة، لتمركز قوات المطافئ.

ولا أستثنى من ذلك المدن الجديدة، وهنا سوف أتوقف عند القاهرة الجديدة، التى لا أرى بها سوى مكان واحد صغير جدًا لعربة إطفاء، فلماذا لا يوجد بها أكثر من مكان لتمركز قوات المطافئ؟

وعندما أركز على منطقة البنوك والشركات بالتجمع الخامس، فالمثير أنه لا يوجد به أى مكان لسيارات الإطفاء، رغم الأهمية الاقتصادية والبشرية لهذا المكان الحيوى.

لكل هذه الأسباب، أدعو الدكتور مصطفى مدبولى رئيس الوزراء الذى تحرك لإعلان خطة جديدة وزيادة الاعتمادات لصيانة الطرق بعد حوادث الطرق المختلفة، إلى زيادة الاعتمادات لوزارات الداخلية للمزيد من تحديث قوات الإطفاء، وإجبار كافة الوزراء والمحافظين على تخصيص مساحات جديدة وعاجلة لتمركز ونشر قوات المطافئ، وفقًا لدراسة أمنية تقوم بها وزارة الداخلية.

أخبار الساعة

الاكثر قراءة