لا يتعلق محيط الخصر بمقاسات الملابس أو معايير الجمال، بل بما يحدث داخل الجسم ، فمجرد زيادة بسيطة في هذا القياس قد يعكس اضطرابات هرمونية أو مخاطر قلبية، وفيما يلي نستعرض لك في السطور التالية كيف يؤثر محيط الخصر على الصحة، وفقا لما نشر على موقع، times of india وإليك التفاصيل:
-يؤكد خبراء الصحة أن محيط الخصر مؤشرًا أساسيًا لتقييم صحة المرأة على المدى القريب والبعيد، فوفقا للهيئات الصحية العالمية، إن محيط خصر يتجاوز عن 35 بوصة قد يكون علامة تحذيرية لاحتمالية الإصابة بأمراض القلب، والسكري من النوع الثاني، واضطرابات التمثيل الغذائي، حتى لدى النساء ذوات الوزن الطبيعي، ويمكن أيضا لهذا القياس أن يكشف عن كيفية تعامل الجسم مع الإجهاد، وعادات نمط الحياة، والتغيرات المرتبطة بالتقدم في السن.
ما هو متوسط مقاس الخصر للنساء؟
تشير الدراسات السكانية الحديثة في الولايات المتحدة وأوروبا إلى أن متوسط محيط خصر النساء البالغات يتراوح بين 34 و37 بوصة. وقد ازداد هذا المتوسط خلال العقود الثلاثة الماضية نتيجة لأنماط الحياة الخاملة والأنظمة الغذائية المصنعة.
تؤكد منظمة الصحة العالمية أن الخطر الصحي لا يرتبط بالوزن فقط، بل بتوزيع الدهون ،وهو ما يجعل محيط الخصر أكثر دقة في التنبؤ بالمخاطر.
لماذا تعد دهون البطن مختلفة؟
الدهون المتراكمة حول الخصر تعرف باسم الدهون الحشوية، وهي أخطر من الدهون تحت الجلد، لأنها تحيط بأعضاء مثل الكبد والبنكرياس، هذه الدهون نشطة بيولوجيا، وتفرز مواد تؤثر علي صحة القلب ومستويات السكر في الدم، والتوازن الهرموني.
عند النساء، تلعب التغيرات الهرمونية دورا محوريا في تراكم دهون البطن أثناء الحمل وانقطاع الطمث، وفترات التوتر، فمنطقة الخصر أكثر حساسية لزيادة الدهون، وهذا يفسر سبب اكتساب بعض النساء دهون البطن حتى بدون تغييرات كبيرة في الوزن.
محيط الخصر وصحة القلب:
أظهرت دراسة طويلة الأمد أجرتها جمعية القلب الأمريكية أن النساء اللواتي يزيد محيط خصرهن عن 35 بوصة أكثر عرضة للإصابة بأمراض القلب ،حتى وإن كان مؤشر كتلة الجسم لديهن طبيعياً، وهذا معناه أن الخصر يعكس مستوي الالتهاب الداخلي والضغط علي القلب.
ما يكشفه مقاس الخصر عن الهرمونات والتمثيل الغذائي:
زيادة محيط الخصر لدى النساء تشير إلى خلل هرموني، الكورتيزول هو هرمون التوتر الذي يحفز تخزين الدهون حول البطن، كما قد يشير ذلك ،الى مقاومة الأنسولين، وهي حالة تزيد من خطر الإصابة بداء السكري من النوع الثاني ومتلازمة تكيس المبايض، وغالباً ما تبدأ هذه التغيرات دون ظهور أعراض، قبل ظهور الأعراض بفترة طويلة.
ما علاقة محيط الخصر بالعمر وانقطاع الطمث؟
مع التقدم في العمر، وخصوصا بعد انقطاع الطمث، قد ينخفض مستوى الاستروجين، مما يؤدي إلى إعادة توزيع الدهون لصالح منطقة البطن، لهذا السبب يركز الأطباء بشكل متزايد على محيط الخصر لدى النساء فوق سن 45، باعتباره انعكاس للتغيرات الداخلية التي لا يكشفها الميزان.
قياس محيط الخصر ليس أداة للقلق أو جلد الذات، بل وسيلة للفهم المبكر، فالإجهاد المزمن، وقلة النوم، وضغوط الحياة اليومية، كلها عوامل تؤثر على هذا القياس، كما تؤكد دراسات حديثة أن تحسين جودة النوم، وتقليل التوتر، وزيادة الحركة اليومية قد تحدث فرقا ملحوظا في محيط الخصر قبل أي تغيير كبير في الوزن.