أجاب الشيخ أحمد وسام، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، على سؤال هاجر عبد العليم من محافظة المنيا، قالت فيه: «عندي واحدة صاحبتي خلعت سنانها، ووشها بقى فيه فراغ وخلل بسبب خلع الأسنان، وهي حابة تعمل عملية حقن فيللر أو البوتكس، علشان تملى وشها، فهل الحقن ده يُعد من عمليات التجميل اللي بتغيّر في خلق الله، ولا يُعد عملية علاجية؟ وهل ده حلال ولا حرام؟».
وأوضح أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، خلال حلقة برنامج «فتاوى الناس»، المذاع على قناة الناس، اليوم الاثنين، أن هذا السؤال مهم جدًا ويهم عددًا كبيرًا من الناس، لأنه يوضح الفارق بين ما هو جائز شرعًا وما هو غير جائز في عمليات التجميل، مؤكدًا أن تغيير خلق الله المحرّم هو الخروج عن المقاييس الأصلية والطبيعية التي خلق الله الإنسان عليها دون وجود حاجة أو سبب علاجي.
وبيّن الشيخ أحمد وسام أن الحالة التي وردت في السؤال تُعد من باب «العيب الحادث»، أي تشوه طرأ على الإنسان بسبب سبب خارجي، وهو خلع الأسنان وما ترتب عليه من تغير في شكل الوجه، موضحًا أن التدخل الطبي هنا يهدف إلى علاج هذا التشوه وإزالة العيب، وإعادة الوجه إلى هيئته الطبيعية التي كان عليها قبل حدوث هذا الخلل.
وأكد أمين الفتوى أن هذا النوع من الإجراءات لا يُعد تغييرًا لخلق الله، وإنما هو إزالة لضرر وتشوه طارئ، وهو أمر جائز شرعًا ولا حرج فيه، لأنه يدخل في باب العلاج والتداوي، وليس في باب التجميل المحرّم.
وشدد على أن الشريعة الإسلامية فرّقت بوضوح بين التجميل التحسيني الذي لا حاجة له، وبين التجميل العلاجي الذي يهدف إلى إزالة عيب أو ضرر، موضحًا أن الحالة المذكورة تدخل في النوع الثاني، وهو الجائز شرعًا.