رئيس مجلس الإدارة

عمــــر أحمــد سامى

رئيس التحرير

عبد اللطيف حامد

مقال رأي بالجارديان: الصحفيون الفلسطينيون يدفعون ثمنا باهظا في عام آخر مروع شهد اغتيالات بحقهم

22-12-2025 | 13:08

غزة

طباعة
دار الهلال

 ذكر مقال رأي بصحيفة الجارديان البريطانية أنه في يناير هذا العام، انتشرت صور الصحفي الفلسطيني أنس الشريف وهو يقفز في الهواء بعد أن خلع خوذته وسترته الواقية احتفالا بوقف إطلاق النار الذي سرعان ما ثبت أنه مؤقت للغاية في غزة، وانهار في صيف العام نفسه، أثناء تغطيته لأخبار المجاعة في مسقط رأسه التي أصبحت الآن منطقة حرب. وقال له أحد المارة: "استمر يا أنس، أنت صوتنا".


وذكر المقال -الذي كتبته جين مارتينسون أستاذة الصحافة المالية بجامعة سيتي سانت جورج وعضو مجلس إدارة مؤسسة سكوت ترست المالكة لمجموعة الجارديان- أن شعبية الشريف في غزة جعلت منه هدفا. وفي يوليو، حذرت منظمات دولية من الخطر الذي يهدده مع تصعيد الجيش الإسرائيلي هجماته الإلكترونية، واصفا إياه زورا بأنه إرهابي. وأصرت قناة الجزيرة -التي يعمل بها- على أن يقتصر عمله على مستشفى الشفاء الأكثر أمانا بعد مقتل والده والعديد من زملائه. وفي أغسطس الماضي، وقبل أشهر قليلة من بلوغه التاسعة والعشرين من عمره، قتل الشريف وستة آخرون في هجوم مباشر على خيمة إعلامية بجوار المستشفى. في منشور نشر بعد وفاته، قال: "إذا وصلتكم هذه الكلمات، فاعلموا أن إسرائيل نجحت في قتلي وإسكات صوتي".


وأضاف المقال أن أنس الشريف واحد من بين 67 إعلاميا قتلوا عام 2025 أثناء تأديتهم واجبهم، وفقا لتقرير منظمة مراسلون بلا حدود السنوي حول سلامة الصحفيين. بل إن الاتحاد الدولي للصحفيين ذهب أبعد من ذلك، إذ وجد أن 111 صحفيًا قتلوا عام 2025، نصفهم تقريبا في غزة.


واستطرد قائلا إن كل وفاة من هذه الوفيات مأساة، وانتهاك لحق الصحفيين في نقل الحقيقة. ومع ذلك، يجدر بنا أن نتذكر قصة الشريف، لا سيما أنه أصبح أحد أبرز الأمثلة على تكتيك تشويه سمعة الصحفيين باتهامهم بالتحيز .


وأكد الجيش الإسرائيلي استهدافه للشريف، زاعما أنه كان يقود خلية إرهابية، وأنه "مسؤول عن شن هجمات صاروخية على إسرائيليين"، كل ذلك رغم ظهوره المتكرر على الهواء. لقد نفى هذه الاتهامات مرارا وتكرارا، ولم تجد أي من منظمات الدفاع الرئيسية عن حرية الصحافة أي دليل على صحة هذه الادعاءات.


من جانبها ، قالت إيرين خان، المقررة الخاصة للأمم المتحدة المعنية بحرية الرأي والتعبير: "من جهة، ترفض إسرائيل السماح لأي صحفي دولي بدخول غزة ومن جهة أخرى، تشوه سمعة الصحفيين المحليين القلائل المتبقين وتهددهم وتعرقل عملهم وتستهدفهم وتقتلهم، فهم بمثابة العيون الوحيدة للعالم الخارجي على الإبادة الجماعية المستمرة". وفي أغسطس2024، دعت لجنة حماية الصحفيين، إسرائيل إلى الكفّ عن توجيه اتهامات إرهابية لا أساس لها لتبرير قتلها وإساءة معاملتها للصحفيين الفلسطينيين.


وأشار المقال إلى أنه في ظل حظر دولي على الصحافة ترفض إسرائيل رفعه، يمنع الصحفيون الدوليون من دخول غزة إلا في رحلات عسكرية برفقة حراس. وهذا الحظر يصعب كثيرا سرد القصص الإنسانية التي تلامس الرأي العام وتحفّز العمل السياسي المباشر.


وقتل أكثر من 240 صحفيا فلسطينيا منذ 7 أكتوبر بمن فيهم الصحفية الفلسطينية الأمريكية البارزة شيرين أبو عقلة، برصاص قناصة إسرائيليين أثناء ارتدائهم سترات صحفية. قال جون ويليامز، المدير التنفيذي لمؤسسة روري بيك الخيرية، الداعمة للصحافة المستقلة: "كان الصحفيون الفلسطينيون في غزة بمثابة عيون وآذان العالم، وقد دفعوا ثمنا باهظا".

أخبار الساعة