رئيس مجلس الإدارة

عمــــر أحمــد سامى

رئيس التحرير

عبد اللطيف حامد

فى ذكرى ميلاده.. رحلة محمود المليجى «أرستقراطى الشر»

22-12-2025 | 10:39

محمود المليجى

طباعة
نانيس جنيدى
تحل اليوم، الثانى والعشرون من ديسمبر، ذكرى ميلاد أحد أعمدة التمثيل فى تاريخ السينما العربية، الفنان الكبير محمود المليجى، الذى لم يكن المليجي مجرد ممثل أدوار مساعدة، بل مدرسة فنية متكاملة أعادت تعريف الشر على الشاشة، ومنحته عمقاً إنسانياً نادراً.
ولد المليجى عام 1910 بحى المغربلين فى القاهرة، ليبدأ رحلة استثنائية صنعت منه أيقونة لا تتكرر. منذ صباه، عشق المليجى الفن، فالتحق بفرقة يوسف وهبى المسرحية «رمسيس»، حيث بدأ مشواره ملقناً بأجر متواضع، قبل أن تفرض موهبته نفسها سريعاً، وفى عام 1933، كانت انطلاقته السينمائية الحقيقية من خلال فيلم «الزواج» أمام الفنانة علوية جميل، التى أصبحت لاحقاً شريكة حياته لأكثر من أربعة عقود. شكل محمود المليجى مع «وحش الشاشة» فريد شوقى واحدا من أشهر الثنائيات فى تاريخ السينما المصرية، وقدما معاً عشرات الأفلام، تجسد فيها صراع الخير والشر بصورة أيقونية، ورغم قسوته الدائمة على الشاشة، جمعت بينهما فى الواقع صداقة عميقة، وكان الجمهور ينتظر لقاءهما السينمائى بشغف كبير خلال الأربعينيات والخمسينيات. لم يحصر المليجى فى قالب الشر، بل أثبت قدرته على ترويض أصعب الشخصيات، وجاء التحول الأهم فى مسيرته مع المخرج يوسف شاهين بفيلم «الأرض» عام 1970، حين قدم شخصية «محمد أبو سويلم» بأداء إنسانى مدهش، جعله محل إشادة النقاد عالمياً، حتى لقب بـ«أنتونى كوين العرب»، ووضع اسمه بين كبار ممثلى العالم. آمن محمود المليجى بأن الفنان يموت حين يتوقف عن العطاء، فجاء رحيله مطابقاً لفلسفته. ففى السادس من يونيو عام 1983، وبينما كان يستعد لتصوير أحد مشاهد فيلم «أيوب» مع صديق عمره عمر الشريف، تحدث عن غرابة الحياة والموت، قبل أن يغمض عينيه بهدوء ويرحل فجأة، تاركاً خلفه إرثاً فنياً تجاوز 750 عملاً فى السينما والمسرح والإذاعة والتليفزيون. سيظل محمود المليجى حالة فنية فريدة؛ ممثل أخاف الجمهور بنظرة، وأبكاهم بصدق، وأجمع الجميع على تواضعه وعبقريته، لتبقى موهبته حية لا يطويها الزمن.

أخبار الساعة