رئيس مجلس الإدارة

عمــــر أحمــد سامى

رئيس التحرير

عبد اللطيف حامد

خبراء يشيدون بـ«خطوة التعليم».. ويقدمون «إرشادات وضوابط» لتدريس الذكاء الاصطناعى الـ«Ai» فى «الابتدائية»


27-10-2025 | 11:41

.

طباعة
تقرير: نهال بلال

«الذكاء الاصطناعى».. ثورة تكنولوجية اجتاحت العالم، وأصبح الـ«Ai» حاضرًا فى العديد من القطاعات، من الطب إلى الهندسة إلى التصميم والألعاب الإلكترونية، ووسط هذا كله بدأت تتحرك الحكومات للحاق بركب التطور، ولم تكن مصر بعيدة عن هذا الأمر، فقد انتبهت القيادة السياسية منذ سنوات عدة إلى ما يحدث فى عالم التكنولوجيا، وسرعان ما تُرجمت توجيهات الرئيس عبدالفتاح السيسى، المتعلقة بـ«مواكبة التطور التكنولوجى» إلى أمر واقع، وبدأت الجهات المعنية فى التعامل مع الأمر، فأُنشئت كليات لـ«الذكاء الاصطناعى»، ودُشنت دورات تدريبية لـ«التعريف والتدريب»، ومؤخرًا أعلنت الحكومة، ممثلة فى وزارة التربية والتعليم، بدء تدريس مادة «الذكاء الاصطناعى» فى المرحلة الابتدائية.

 

«التعليم»، أكدت أن قرار تدريس مادة «الذكاء الاصطناعى» فى المرحلة الابتدائية، يأتى فى إطار استراتيجية شاملة لإعداد جيل رقمى واعٍ قادر على التعامل مع المستقبل التكنولوجى المتسارع، كما يتواكب مع توجهات وزارة التربية والتعليم لتحديث المناهج وتدريب المعلمين على التقنيات الحديثة، بما يواكب التطورات العالمية فى مجالات التعليم الذكى والتحول الرقمى.

وأشارت إلى أن «إدخال مادة الذكاء الاصطناعى يستهدف تعزيز مهارات التفكير النقدى والإبداعى لدى الطلاب منذ الصغر، إلى جانب تنمية الوعى الرقمى لديهم، وتأهيلهم لفهم أساسيات التكنولوجيا الحديثة التى أصبحت محورًا رئيسيًا فى الاقتصاد العالمى وسوق العمل المستقبلى».

وتعقيبًا على هذا القرار، قالت الدكتورة منى طمان، المحاضر والاستشارى الدولى فى تكنولوجيا التعليم وتطبيقات الذكاء الاصطناعى، إن «إدراج مادة الذكاء الاصطناعى فى المناهج خطوة ضرورية لأهميته المتزايدة فى شتى المجالات وتأثيره المحورى فى اقتصاد الدول، وهذا هو الوقت المناسب لتطبيقها، لأن العالم يشهد تطورًا سريعًا فى استخدامات الذكاء الاصطناعى».

وأضافت أن «أبرز مميزات هذه الخطوة هى زيادة الوعى الرقمى ومواكبة الأجيال للتقدم التكنولوجى، بينما تكمن أبرز التحديات فى ضعف البنية التحتية فى بعض المدارس، نظرًا لحاجة هذه الأدوات إلى تجهيزات متقدمة وبنية تحتية متطورة».

كما أشارت إلى أنه «لتجنب الاستخدام السلبى ومخاطر التكنولوجيا، يجب زيادة الوعى الرقمى وتوجيه الطلاب نحو إنتاج مشروعات مفيدة تطبق فى مجالات الحياة المختلفة، وتأهيلهم للمشاركة فى المسابقات المحلية والدولية فى هذا المجال لتحفيزهم وتشجيعهم ليصبحوا روادًا فيه»، مشددة _ فى الوقت ذاته _ على أهمية تدريس أخلاقيات استخدام الذكاء الاصطناعى والتكنولوجيا بشكل عام، وتعريف الطلاب بالمخاطر المحتملة وآليات حماية أنفسهم منها، إلى جانب توعية الأسر بدورهم الحيوى فى مراقبة وتوجيه أبنائهم.

الدكتورة أسماء محمد نبيل إحسان، أستاذ مساعد علم الاجتماع بكلية التربية جامعة عين شمس، قالت إن «الوقت أصبح مناسبًا لتدريس مادة الذكاء الاصطناعى، لأن هذه التقنية أصبحت جزءًا من حياتنا اليومية»، مشيرة إلى أهمية وضع مجموعة من الضوابط لضمان الاستخدام الإيجابى للمادة.

وأوضحت أن «من بين هذه الضوابط تجنب الاعتماد المفرط على الذكاء الاصطناعى بدلاً من التفكير الشخصى والإبداعي، والتركيز على الاستخدام الأخلاقى والواعى، مع التحقق من مصادر المعلومات»، لافتة إلى أن « تدريس الذكاء الاصطناعى يجب أن يكون تدريجيًا بما يتناسب مع المرحلة العمرية؛ ففى المرحلة الابتدائية يتم التركيز على المفاهيم الأساسية للتفكير المنطقى من خلال أنشطة تفاعلية، بينما تبدأ المرحلة الإعدادية بتعليم أساسيات البرمجة، وصولًا إلى المرحلة الثانوية التى تتوسع فى المفاهيم التقنية ومشروعات التطبيق العملى».

كما شددت على ضرورة تهيئة البنية التحتية والتكنولوجية وإعداد الكوادر المدربة، إلى جانب تدريب المعلمين تكنولوجيًا وتوعيتهم بكيفية توجيه الطلاب فى التعامل مع التقنيات الحديثة بشكل انتقائى.

بدوره، قال الدكتور عاصم حجازي، أستاذ علم النفس التربوى المساعد بكلية الدراسات العليا للتربية جامعة القاهرة إن «إعلان الدولة تطبيق مناهج الذكاء الاصطناعى على كافة المستويات الدراسية يعكس وعيًا كبيرًا بأهمية الاندماج المبكر فى المجتمع العالمى والاستعداد للمستقبل، لتجنب حدوث فجوة رقمية بين الطلاب المصريين وأقرانهم فى الدول المتقدمة»، مشيرًا إلى أهمية أن يصاحب تدريس هذه المادة تعليم الطلاب أخلاقيات وطرق الاستخدام الآمن للتطبيقات والمنصات المختلفة، حتى يتمكنوا من توظيفها بما يفيدهم ويفيد المجتمع.

فى حين أكد الدكتور حسن شحاتة، الخبير التربوى، أن «تدريس الذكاء الاصطناعى فى المراحل الدراسية المبكرة يُعد نقلة نوعية فى التعليم المصرى، تسهم فى إعداد جيل قادر على التفكير النقدى والتحليل المنطقى».

وأوضحت الدكتورة هبة غازى، الخبيرة التربوية والنفسية والأسرية، أن الذكاء الاصطناعى أصبح حاضرًا بقوة فى الحياة اليومية، مؤكدة أن الأطفال أكثر الفئات تأثرًا بهذا التطور، ما يستدعى توجيههم منذ الصغر وتقديم محتوى رقمى مناسب يعزز القيم والأخلاق والسلوك الإيجابى.

 
 

 

 
 
 
 

أخبار الساعة