رئيس مجلس الإدارة

عمــــر أحمــد سامى

رئيس التحرير

عبد اللطيف حامد

عاصفة الأيام الأولى لتطبيق الاتفاق.. إسرائيل تضرب وتقتل.. و«ترامب» يشهد لـ«حماس»


24-10-2025 | 19:13

.

طباعة
بقلـم: نجوان عبداللطيف

أكثر من 20 غارة إسرائيلية على مناطق شرق خان يونس جنوب قطاع غزة، وقصف مدرسة تأوى النازحين فى مخيم النصيرات وسط غزة، وضرب مائة هدف، ومقتل 45 شهيدا فلسطينيا، وقرار إسرائيلى بإغلاق جميع المعابر لغزة، كل تلك الخروقات تمت يوم الأحد الماضى، فى أكبر انتهاك لاتفاق وقف إطلاق النار فى المرحلة الأولى من اتفاق ترامب لإنهاء الحرب على غزة، الذى تم توقيعه فى شرم الشيخ قبل عشرة أيام، ومع تدخل الوسطاء خاصة الجانب الأمريكى عاد وقف إطلاق النار، وقررت إسرائيل فتح المعابر عدا معبر رفح.

 

الرئيس الأمريكى ترامب برأ ساحة حركة حماس من اختراقها للاتفاق وأنها غير مسئولة عن أحداث رفح، التى قتل فيها ضابط إسرائيلى وجندى والتى تعللت بها إسرائيل للقيام بغاراتها المتوحشة على أهالى غزة، وقال ترامب «قيادة حماس ليست متورطة فى أى انتهاكات لوقف إطلاق النار وأشار إلى أن متمردين داخل حماس بحسب قوله هم المسئولون عن أحداث رفح..

ومن المفترض أن إسرائيل التى تحتل رفح بالكامل منذ شهور تعرف من هم هؤلاء، ولكنها تسعى لخرق وقف إطلاق النار.. لماذا؟.

وهل تريد إسرائيل وضع قواعد جديدة للاشتباك فى غزة، لتصبح مثلما يحدث فى لبنان؟.

هل يستخدم نتنياهو تلك العمليات العسكرية للتغطية السياسية، خاصة مع اقتراب الانتخابات ومطالبة البعض بمحاكمته هو وحكومته على فشلهم أمام هجوم حماس فى السابع من أكتوبر.

وهل يرغب نتنياهو فى إبعاد المفاوضات عن تطبيق المرحلة الثانية من الاتفاق، والتى من المفترض أن تبدأ مع زيارة وفد أمريكى رفيع المستوى حيث يصل جيه دى فانس، نائب الرئيس الأمريكى لإسرائيل أثناء مثول المصور للطبع، وسبقه ستيف ويتكوف وجاريد كوشنير اللذان مثلا الجانب الأمريكى فى المفاوضات السابقة، وبدلا من التفاوض على تلك المرحلة ينصب التفاوض على وقف التصعيد واستقرار وقف إطلاق النار؟.

وهل قوات الاحتلال تستخدم عصابات أبو شباب والأسطل فى عمليات يتم نسبتها لحركة حماس لتدعى أنها خرقت الاتفاق، لتبرر عودتها للحرب بعد ما استلمت كل أسراها الأحياء؟ والعديد من جثامين القتلى منهم؟ أم أن تلك العصابات تعمل على إفشال وقف إطلاق النار خوفا من انتقام حماس؟.

الغريب أن الخارجية الأمريكية أصدرت بيانًا تحذيريًا لحماس قبيل نشوب ذلك العدوان قالت فيه : أبلغنا دول الوساطة فى اتفاق غزة بأن هناك مؤشرات تؤكد نيّة حماس خرق وقف إطلاق النار وشن هجوم ضد سكان غزة، وفى حال أقدمت حماس على هذه الخطوة سيتم اتخاد إجراءات لحماية سكان غزة والحفاظ على وقف إطلاق النار.

وعقب ذلك بساعات أعلن الجيش الإسرائيلى شن غارات جوية وقصف مدفعى على منطقة رفح جنوب قطاع غزة لتدمير فتحات أنفاق ومبان عسكرية رصدت داخلها أنشطة لعناصر إرهابية على حد زعمه واتهم حماس بذلك.

وقال إن تلك العناصر أطلقت قذائف مضادة للدروع نحو آليات هندسية تابعة لجيش الدفاع عملت لتدمير بنى تحتية إرهابية فى منطقة رفح بناء على شروط الاتفاق. وأضاف أنه خرق فاضح لاتفاق وقف إطلاق النار، وأنه «سيرد بقوة» على أى هجمات تستهدف قواته.

وحركة حماس نفت بشدة أى علاقة لها بأحداث رفح وقالت كتائب عز الدين القسام الجناح العسكرى للحركة فى بيان لها «نؤكد على التزامنا الكامل بتنفيذ كل ما تم الاتفاق عليه فى اتفاق وقف إطلاق النار، فى جميع مناطق قطاع غزة».

وأكدت الكتائب أنها لا علم لها بأية أحداث أو اشتباكات تجرى فى منطقة رفح، حيث إن هذه مناطق حمراء تقع تحت سيطرة الاحتلال.

وأشارت إلى أن الاتصال مقطوع بما تبقى من مجموعات لها هناك منذ عودة الحرب فى مارس من العام الحالى، ولا معلومات لديهم إن كانوا استشهدوا أم لا زالوا على قيد الحياة وعليه فلا علاقة للكتائب بأية أحداث تقع فى تلك المناطق، ولا يمكنها التواصل مع أى من مجاهديها هناك إن كان لا يزال أحد منهم على قيد الحياة.

يأتى ذلك فى ظل توترات بين حماس وإسرائيل بشأن تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار الذى دخل حيز التنفيذ فى العاشر من أكتوبر الجارى، والذى يتضمن بنودًا لتبادل الأسرى والجثامين بين الجانبين، وهو الجزء الأهم الذى تم تنفيذ معظمه، حيث سلمت حماس كل الأسرى الأحياء العشرين، ويتوالى تسليمها للجثامين بينما يركز المسئولون الإسرائيليون على أن حماس تتلكأ فى تسليم جثامين الأسرى، و تؤكد حماس أنها تبذل ما تستطيع لكن إسرائيل تمنع السماح لدخول الجرارات والمعدات الثقيلة للبحث والتنقيب وسط الركام مما يجعل الأمر صعبا ويستلزم وقتا.

وتستخدم إسرائيل ما اعتبرته انتهاكا من حماس لاتفاق وقف إطلاق النار، للتنصل من التزاماتها فى الاتفاق، حيث قررت وقف دخول المساعدات للقطاع، كما قررت غلق كل المعابر بما فيها معبر رفح ومنع دخول المساعدات كليًا.

بينما أكدت حركة حماس فى بيان لها أنها التزمت تمامًا بالاتفاق وأن الوسطاء والضامنين لم يقدموا أى دليل على قيام الحركة بخرقه أو عرقلت تنفيذه، بل عملت بجهد من أجل تحقيق الاستقرار ورفع المعاناة عن شعب غزة، وأن إسرائيل تخترق الاتفاق منذ اليوم الأول وارتكبت الجرائم ضد المدنيين، وقتلت العشرات ولم تفرج عن العديد من النساء والأطفال فى السجون.

ومن الأمور التى تستدعى البحث والتحليل، ما جرى فى تلك الأيام خلال بيان الخارجية الأمريكية الذى أشارت فيه بشكل غير مباشر لنية حماس للتعرض للمدنيين فى غزة وتحذيرها من ذلك بالإضافة لتقرير أذاعته القناة الـ14 الإسرائيلية الموالية لليمين المتطرف والتى قالت فيه إن الطيران الإسرائيلى يحلق فوق رفح من أجل حماية قوات ياسر أبو شباب، هذا يجعلنا نتساءل ما دخل عصابة ياسر أبو شباب بضرب الآلية الإسرائيلية؟ والمعروف أنها عميلة للشاباك الإسرائيلى؟.

فعقب توقيع اتفاق ترامب وقعت اشتباكات بين حماس وجماعة ياسر أبو شباب وقامت حماس بتنفيذ إعدام لبعضهم، كما وقع قتلى فى صفوف حماس واستشهد أحد الصحفيين، قال الرئيس الأمريكى دونالد ترامب خلال لقائه بالرئيس الأرجنتينى تعليقًا على تلك الأحداث “هم(يقصد حماس ) يريدون منع المشاكل وكانوا حريصين فى ذلك، وصادقنا لهم لفترة محدودة”، واستطرد ترامب:فى غزة نحو 2 مليون شخص سيعودون لبيوتهم المدمرة، هناك أمور سيئة قد تحدث “وقال “إنها عصابات سيئة”. ويعنى ذلك سماح ترامب لحماس بالسيطرة الأمنية على المناطق التى تنسحب منها القوات الإسرائيلية مؤقتا، ولكن ترامب تراجع عن موقفه، ونشر على إحدى وسائل التواصل الاجتماعى “ إذا استمرت حماس فى قتل المدنيين .. فلن يكون أمامنا خيار سوى الدخول هناك وقتلهم!..

ترامب بعد أن وصف تلك المجموعات بأنها عصابات سيئة عاد ليصفهم بأنهم مدنيون! هل استجاب ترامب لضغوط إسرائيلية؟.

فملف تلك العصابات مازال مفتوحًا سنعود إليه فى مقال آخر.

كما أن وصول الوفد الأمريكى عالى المستوى ويتكوف وكوشنير يوم الاثنين الماضى صبيحة هذه الأحداث، وبعدهما فانس يوم الثلاثاء، يعنى أن ترامب حريص على الانتقال للمرحلة الثانية من الاتفاق، وأنه لن يسمح لإسرائيل بتعطيله، ولكنه أيضا لن يعاقبها على مقتل 45 فلسطينيا فى يوم واحد ردا على حماس على فعل لم ترتكبه !.

والمؤكد أن حماس حريصة على استقرار وقف إطلاق النار لأنه فى مصلحتها، بينما نتنياهو يريد استئناف الحرب لتخدمه فى الدعاية الانتخابية وسط جمهوره اليمينى المتطرف.

فـ«صمود وقف إطلاق النار ليس سهلا» هذا ما قاله ترامب .. ماذا تحمل الأيام القادمة؟

    كلمات البحث
  • فزة
  • مخيم
  • النصيرات
  • إغلاق
  • المعابر

الاكثر قراءة