رئيس مجلس الإدارة

عمــــر أحمــد سامى

رئيس التحرير

عبد اللطيف حامد

أطفال غزة والعدالة الثقافية


24-10-2025 | 16:20

.

طباعة
بقلـم: محمد عبد الحافظ ناصف

حين أعلنها الرئيس عبد الفتاح السيسى أن التهجير لأبناء غزة ظلم لن تشارك فيه مصر، كان هذا هو القول التاريخى الفصل الذى بدأت الدول المحبة للعدل والمساندة للحق أن تبنى عليه. من هنا بدأت مقاومة الفكرة الظالمة عالميًا، وبدأت الدول تنتظر ماذا ستقول مصر، كما أكد على ذلك ملك الأردن عبد الله الثانى بشجاعة كبيرة وتحدٍ عظيم لتلك الدعوة، بالتنسيق مع مصر. ويشاء القدر أن يتم مؤتمر السلام فى أرض السلام بشرم الشيخ، برعاية أمريكا صاحبة الدعوة بعد إسرائيل، التى سوّقت لتلك الفكرة الظالمة التى نتمنى أن تكون قد تراجعت عن تلك الخطة التى كانت تسعى لتحقيقها بشكل نهائى، وأن تدعم الحق الفلسطينى فى حل الدولتين، ورعاية إعمار غزة كى تعود للحياة مرة أخرى؛ فى كل مجالات الحياة التى يحتاجها الإنسان، وخاصة المسكن، والأمن، والصحة، والغذاء، والشراب، والصرف الصحى، والكهرباء، والتعليم، والرعاية الاجتماعية، والثقافية، والفنية وغيرها.

أطفال غزة والعدالة الثقافية

ولأن غزة جزء من فلسطين الحبيبة، وكانت دائمًا الجزء الأقرب لها طوال تاريخها، وأطفال رفح المصرية أقارب لكثير من أبناء رفح الفلسطينية، كان يجب التفكير فى الذهاب إلى رفح المصرية لتقديم خدمات ثقافية هناك، ولم لا؟ وعدد كبير من أطفال غزة المرضى والذين كانوا موجودين فى سيناء لأغراض كثيرة قبل الحرب موجودون هناك، حتى أن الرئيس زار بعضًا منهم فى مستشفى العريش مع الرئيس الفرنسى ماكرون، وكانت لهذه الزيارة الإنسانية وقع وفعل السحر فى اتخاذ فرنسا موقفًا إيجابيًا تجاه القضية الفلسطينية، وصولًا إلى الاعتراف بدولة فلسطين مع بريطانيا وعشر دول مؤثرة فى أوروبا. والجدير بالذكر لمن لا يعرف أن فرنسا هى أول دولة، وقبل بريطانيا، وعدت اليهود بوطن قومى فى فلسطين على لسان نابليون بونابرت، وذلك أثناء حربه فى أوروبا، من أجل أن يكسب دعم اليهود فى بناء إمبراطوريته ويتخلص منهم للأبد من أوروبا، وكان ذلك جزءًا من حملة نابليون على مصر والشام، ولكن بسالة عكا وقفت حجر عثرة ضد هذا، وهذا تفسير تمثال نابليون بونابرت الذى وضع أيام إيهود باراك فى عكا.

ومن هنا كان على وزارة الثقافة أن تأخذ قرارها فى أن تصل لأبناء غزة فى رفح المصرية وغيرها ببرنامجها عن العدالة الثقافية، الموجود فى جولة بسيناء شمالًا وجنوبًا، بداية من قصرى ثقافة العريش والطور، ووصولًا إلى الوديان. وعليه، وجه الدكتور أحمد فؤاد هنو وزير الثقافة بتحرك مشروع «المواجهة والتجوال» بكل أنشطته إلى مدينة رفح المصرية ليُضفى البهجة والسعادة على أطفال غزة فى رفح المصرية، وذلك بتقديم عرض السمسمية والفنون الشعبية، والورش التدريبية، ومعارض الفنون التشكيلية، وتوزيع الكتب على الأطفال كهدايا، علاوة على اكتشاف المواهب فى النواحى الفنية والثقافية والعلمية؛ من خلال هذا المشروع الذى يُعتبر بمثابة وزارة ثقافة متنقلة تتحرك إلى القرى والكفور والنجوع والوديان بعد أن يتم افتتاحه بعاصمة المحافظة. ويُعتبر هذا المشروع من البرامج التى تحقق العدالة الثقافية على مستوى المكان، وعلى مستوى الفئات النوعية مثل أبناء محافظات الحدود، الذين يتلقون مجموعة من البرامج والأنشطة الثقافية والفنية مثل «أهل مصر»، و»أهالينا»، و»صيف بلدنا» وغيرها، كما يدعم الفئات النوعية من سكان مصر مثل أبناء ذوى الهمم من الشباب والمرأة والطفل.

وبالطبع، كل ما ينطبق من دعم ورعاية لأبناء الحدود ينطبق على أبناء غزة، لأنهم جزء من فلسطين العزيزة، التى هى جزء من قلب العرب والعالم الإسلامي. وتلك بداية من وزارة الثقافة المصرية، التى ستكون فى طليعة رجال مصر الذين سيتوجهون لإعمار غزة من كل النواحى والخدمات، وسوف يكون دعم ورعاية البشر أساسًا فيها، وأدعو الفنان الدكتور أحمد فؤاد هنو لتشكيل مجموعة عمل تكون جاهزة للتحرك إلى غزة فور البدء فى الإعمار، وأن يكون مشروع «المواجهة والتجوال» فى طليعة القوافل الثقافية التى تتحرك إلى هناك بقيادة المقاتل الفنان محمد الشرقاوى.

 
    كلمات البحث
  • الرئيس
  • السيسى
  • التهجير
  • أبناء
  • غزة

الاكثر قراءة