رئيس مجلس الإدارة

عمــــر أحمــد سامى

رئيس التحرير

عبد اللطيف حامد

أن نمضى وكأن شيئاً لم يكن!


17-10-2025 | 12:10

.

طباعة
بقلـم: سحر رشيد

دوافع وتدافع ورايات وحروب وبحث وهروب وتسكع دون حصيد.. خطوات دون وصول.. مكوث ووقوف وتراجع للخلف.. كلٌّ فى تغير ولا نتغير!.. أماكن ومقامات ومواقيت.. يعاندنا الطريق بالقسمة والنصيب!.. بالعند والعزيمة!.. أمر ليس بالسهل ولا بالقناعة والمبدأ يتحقق المصير!.. كل يلف ويدور ظنا بيقين الوصول!.. نخلع الرداء ونغير الحذاء ونتمنى مأدبة بهناء!.. بوضوء وتطهر ورغبات تردنا لارتداء لابتداء!.. ونظن الإنجاز من جديد!.. على الماء نسير!.. على الصخر نتعثر!.. باستطاعة صارت غير موجودة!.. بملامح تغيرت يسحقنا الطريق دون الرفيق!.. ظن وظن ووهم ووهن نمضى دون ملكنا!.. نرسل إلى جهة؟!.. إلى اعتدال!.. إلى رهان نعلم معه الخسارة!.. حيارى خانهم الطريق.. وحدنا وحدنا ولسنا وحدنا منْ كنا وحدنا!.

مشردون بين زوايا وجيوب وعلى أرصفة الطريق.. بلا نجوم ولا قمر يضىء.. كل شىء خان حتى الأقدام ما عادت تقدر على الوقوف.. من سوء البشر وقبح العشير.. من زمان غير مستقيم.. بين الأفخاخ والشراك نمضى عسى فى الأمور أمور وفى الشر الخير يكون!.. ظن خائب لضال الطريق.. من قسوة حكم المسير لعصى موسى وخاتم سليمان نهفو؟!.. ندرك ولا ندرك.. بلا وجهة لنهاية.. بعاد وفرار رغم الفرار فى إجبار سكون؟!.

حكم على الجميع.. بار وعاق.. حكم ومحكوم.. امض وكفى.. كيف تتعب وتعتذر وتطلب العذر وتردد فقدت كل شىء؟!.. لم أعد البطل ولا للمعارك أليق!.. تراكم صدأ الزمن وما عدت للأوسمة أصبو!.. تعفنت وطلبت الرحيل.. ترانى ولا أراك !.. منْ أنت؟!.. غير واضح أم أنا منْ أعمانى الطريق؟!.. أنا على المرأى دون حيلة لإراحة الطريق!.. الراحة فى السير دون سؤال.. وتبقى يا ابن آدم منْ ظننت الوصول وزعمت الفوز السحيق!.. كل يسير ويعاد نحو السبات الجميل!.. بوهم الخطى ومهادنة الطريق تلتقط النفس بعد النفس لتلفظه فوق العتبات!.. لم تكن سوى المهرج الجميل!.. تبكى قدرا ينصف وقتما يريد!.. تحيا تصرخ ألا من سبيل؟!.. شكواك عنوان الطريق!.

فوضى لأقدام خطوات حفاة أو مرتدى ضيق الحذاء!.. تخوض أرضا تنهار لا تمسك بمسمار.. لا عرش ولا حصون ولا مكان تنادى أين المكان؟!.. متقاذف محكوم عليه بالتضحية بالنصر المؤجل يسير بين الفخاخ؟!.. رقص بين السقوط باختراق وقرع غير شافع فى لعبة الحياة حكمها الفناء دون راحة!.. نجاة بأمنية أخيرة لمن كان عليه أن يتحمل الخسارة والهزيمة ولم يتمكن من التوقف.. وكان عليه الرحيل فى مشهد مبتور!.. مستوفيا لشروط اللعبة.. ينتابه ما ينتابه؟!.. بأعظم الأوزار يحيا الوجود فى مسار غابت معه كل المواجيد!.

شعور ووجدان وضمير.. ترتب الآه بعد الآه.. صيرورة الحياة فى عجب وهروب!.. صدام وترجمات وشعارات ومبادئ؟!.. حرية ومساواة وعدالة وحق.. كل يسعى وإن أخفى حقيقته؟!.. لا يحقق شيئا وإن بلغت مهارته؟!.. فى اتزان الفعل وجمال الخلق أو هشاشته!.. حكمة الفكر وحماقة الأدوار وسوء الضمائر.. بحجج نهوى ونحتار.. نسير ونسقط بكل الحذر نكمل ونكمل بيقين المكافح الأبله!.. أو المجنون المستعرض..! نصطاد ونصطاد.. ولا نملك سوى سير أو دق بأقدام تتهاوى!.. تقاوم فى طرق وطرائق العيش والمثابرة والصبر.. نخفى ونعلن إجبارا دون ترف متاح لكل مدفوع الثمن!.. قيمة ولا قيمة فى أناقة أو عبث فى قيادة وتبعية.. حياة تدفعنا وتضرب علينا عتمتها.. يدفعنا تلقاء الطريق.. لإحباط وهجر لكل ألوان الحياة.. يصيبك ما يصيبك تتعافى وتكمل وتحبس الشهقات وتختصر الأوجاع!.. فى لين حيلة وإيمان وضرب من الصبر الجميل!.

نجرح ونمر ونفعل وندور فى أفلاك مقفلة ونظن أننا نمر.. حياة من ندوب الصدمة وجرح الأزمة.. نلاحق الحياة وراء خيوط ناظمة ربما تمنحنا الراحة.. فى بناء وهدم لماهيتنا.. مطالبين بلملمات وتوفيق لأوضاعنا؟!.. ويصبح الكل حقل تجارب لحياة لا تعرف وجلا ولا شفقة!.. تصرخ بسير لهؤلاء وهؤلاء بإملاءات أو صحوات لا يهم؟!.. فهى مصاغة عكس إرادتنا وانتظار اللحظة المناسبة بأى حال نترقب؟!.

فى قلق وحيرة مذعور عاجز تستحضرالإرادة والشغف.. بمقاومة دون مقاومة كل شىء يعجزك.. تحمل الأسئلة الحرجة بمتى وأين ولا تملك التغيير؟!.. تحيا الحلم بحياة الأفضل.. مضطرب وسط مضطربين بتوقيع الحياة والبشر!.. تقبل المرفوض دون اعتبارات الفجأة والصدمة أو ارتباك!.. ففزع الواقع أمر واقع ليس بعارض.. وإن كنا من الهلع ما نتجمد مجبرين إكمال خطوات المصير المجهول.

مهما أصابك عليك ان تمضى.. وضع مضحك مبكٍ.. فلا أحد يلمّ شيئا مهما سعى أو امتلك فهما وحمقا.. ولا أحد يعرف أين يذهب؟!.. كل الأهداف معلقة بعيدة وكل مدفوع للاقتراب بوميض الوهم داخل حلقات لا نهائية!.. تبتعد أو تقترب لا أحد يعلم ولا يملك اليقين.. تواصل باتساع واقتراب فى ركض أو تحرك ببطء شرط ألا تقف فى مكانك تشكو أو تداوى جراحك.. أنت انعكاس الشىء وعكسه.. بفلسفات وجودية الأشياء تسير مع التيار ولو كان عكس حركته!.

كلٌّ يتحرك رغم سواكن المشهد وبطئه يحمل من الهدوء والتقلبات ما تجعله يحمل فجائية التيارات أو الاطمئنان العبثى الذى يجعل الجميع فى حالة استعداد للأسوأ!.. كلٌّ بين توسع وتفرع وانهيار ومحاولات ترميم!.. مخطوفون فى حالات من التنافس.. يسابقنا كل شىء بمحورية لنقطة مركزية يجهلها الجميع.. حالات من التشكك الدائم غير المفضية لنتيجة جازمة وسط تغير مستمر نحاول معه الثبات لالتقاط الأنفاس.. يأخذنا دائما لبعيد لنعاود الصراع من جديد.. وفى النهاية نذهب لمبتدا بلا نهاية!.. نندفع للأمام بالتقدم فى العمر.. فى تطور ناشئ مع واقع لا نتحرك معه فعليا للأمام دائما.. نرتد مرات عديدة للنقطة الأولى.. بفعل ضربات القدر وقد نصل.. وغالبا لا يصل الكثير أو حتى يحقق تقدم يذكر، ونظل حبيسى دائرة مغلقة وغير منجزة!.

حكايات البشر فى تدابير وخوض وركض فى مسيرة كل شىء ولا نحصد أى شىء!. قد نحظى بالهدوء والصمت وقد نصبح فى محصلة اللاشىء.. حاملين العبث بوهم توثيق السرد الذى لن يكون إلا بعد أن تحرق الأرض وتكتب الشهادة على رحلة الشقاء.. خلف وهن الحياة كنا الأشقياء وعلينا أن نحيا التكرار.. بتكرار الارتداد لنقطة الصفر دون أن يتحقق شيء فى حساب الأصفار!.. بذاكرة تقمع وجذور لا تثمر.. تمحورنا وحفرنا الوجع وفق مقاسات الحياة!.

تلاحق وتلاحق نحو كوارث تُصاغ مسبقا.. منعطفات تكفى لسقوطك.. عليك أن تقتحم بجرأة.. تقرأ وتسمع ولا تتعاطف وتنهزم.. تغطى نفسك بطبقات القسوة ولا تتغير!.. تطمس ولا تمحى!.. يقودك مجهول الأسوأ.. مستعد دائما لتلقى الصدمات.. تعافٍ!.. سقوط وتعافٍ!.. ذهول ودهشة.. قليل أو كثير من اللامبالاة.. تحيا وقائع لخريطة حياة تُحاك بدم بارد لا تلتفت لعدل أو عدالة!.

دنيا بلا عدل.. بلا راحة.. يعجز الطبيب عن الوصفة!.. يحاول أن يخلق من الداء دواء لمناعة تصير هشة أو تبعث للقتل الرحيم!.. ولا أحد ينجو بدواء ناجع.. فصارت لحظة الانهيار راحة وسكونا!.. رغم صيحات الاستيقاظ والرفض والتقبل!.. فكل الصيحات فى التأقلم سواء!.. لمعادلة معجزة لا تكون!.. تخالف طبقات الحقيقة دون حلول مقبولة أوسياقات منطقية!.. فاللامنطق عنوان الأحداث.. وعليك تقبل معضلة الأزمة والظلم !.

وينهكنا البحث عن المفاتيح وفك الشفرات والهيمنة وسحب البساط.. وعبثية النزعات فى اتجاه واحد وسط فوضى محيطة.. شروط وأدوات ولا قرار إلا بإشارة من فائدة واستغلال فى كل المواقف الحياتية!.. حالات لا تعبر عن السيطرة فقط بل تمنحنا مؤن الحياة من القدرة على الفهم والأمان ومنحنا وسيلة للبقاء والقبول الاجتماعى.

ورغم أن كلاً منا يظن أنه الوحيد فى لعبة الأيام.. فالواقع يؤكد أنه ليس الوحيد.. يدور فى ذاته وحولها دون أن يفضى لتطور حقيقى.. فالكل فى أفلاك تلتقى وتتشاطر وتنعزل وتلتصق فى عشوائية مفرطة دون أن تفضى لشكل محدد.. قد تتشظى وتنكسر فى تناغم غريب من المطامع والنهم والجور على الحقوق والسحق لفريق ضعيف أو مستضعف لقلة حيلته وانعدام أدوات القوة، رغم وجود رغبات الدفاع وربما الثأر والانتقام فيصيبه العذاب المضاعف بتعجيزه وفرض قناع التواصل ومواكبة ومواصلة المسير.. فيتحول الواقع لرغبات وربما أفعال دافعة ظاهرة وكامنة للتفكك بالارتطام أو التشظى ليتحقق التناغم!.. ويفرض علينا اللحاق بدخانه ونفاياته ونسير ونتحمل مهما عزت الرؤيا أو فقدناها!.

قد تحاول أن تعيد اكتشاف نفسك والطريق دون أن تملك الإجابة عن أى تساؤل.. تزداد اغترابا.. تحيا بحلم تحت غطاء الرضوخ لتتمسك بتلابيب الطريق!.. يرفضك فتزداد اغترابا!.. فتعانق المجهول وتدور فى متاهاته.. حمقا تأمل وعبثا تفقد كل محاولات تخفيف قسوة الزمن والبشر.. فتخلق توافقات كاذبة أو ربما صادقة من واقع يفيض وضوحا بأننا لن نقابل منْ يليق بنا!.. فنقبل أنا نحيا بلا رفيق نشتاق لألفته.. وتفرض علينا الحياة كلما تقدمنا فى العمر حالات من الزهد رغم تزايد الفقد!.. ولا نحيا كما نستحق حاملين جرم اجبارنا علي المسير.. وكأن حياتنا كانت عكس الاتجاه!.. داخل وخارج أسراب لا تشبهنا!.. ونصل للحكمة والصواب وضجيج حقائق مؤلمة بعدما أحرقت أوراق اعتمادنا فى حياة غير مشروعة.. ويمضى كل شىء.. انتصار وهزيمة.. ذكرى أليمة وإنجاز.. تافه وغير تافه.. ومعه نمضى وكأن شيئا لم يكن استيفاء لمشروطية الحياة!.

 
 
 
    كلمات البحث
  • دوافع
  • تدافع
  • رايات
  • حروب
  • تسكع

أخبار الساعة

الاكثر قراءة