أكد الدكتور طارق البرديسي، خبير العلاقات الدولية، أن قمة شرم الشيخ للسلام تأتي لتجدد التأكيد على الدور المصري المحوري في المنطقة، مشددًا على أن مصر ليست لاعبًا ثانويًا في المعادلة الإقليمية، بل هي اللاعب الأكبر وصاحبة الكلمة المؤثرة في قضايا الشرق الأوسط.
وأوضح البرديسي، في تصريح خاص لـ"دار الهلال"، أن انعقاد القمة يعكس التقدير الكبير الذي يكنّه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب للرئيس عبد الفتاح السيسي، مؤكدًا أن هناك حالة من "الكيمياء السياسية" تجمع بين الزعيمين، توافقت على إحلال السلام في المنطقة بعد فترة اشتعلت فيها نيران التوتر.
وأضاف خبير العلاقات الدولية أن مصر، منذ قمة القاهرة للسلام عام 2023 وصولًا إلى قمة شرم الشيخ 2025، لم تتوقف عن الدعوة إلى السلام وتدشين مساراته، انطلاقًا من قناعة راسخة بأن السلام هو الخيار الإنساني الصحيح والمستدام.
وأشار إلى أنه لو أن المجتمع الدولي استمع لصوت القاهرة في 2023، لكان بالإمكان تجنّب اتساع رقعة الصراع، إلا أن تقاعسه عن أداء مسؤولياته أدى إلى تفاقم الأوضاع ووقوع فظائع وخسائر فادحة طالت المنطقة بأكملها.
وشدد البرديسي على أن قمة شرم الشيخ تمثل الفرصة الأخيرة أمام العالم لإعادة السلام والاستقرار، واضطلاع المجتمع الدولي بمسؤولياته الحقيقية، واغتنام هذه الفرصة لإعادة الأمن المفقود إلى شعوب المنطقة، بعيدًا عن دوامات الإرهاب والتطرف والحروب.
وتحتضن مدينة شرم الشيخ المصرية، غدًا الاثنين، قمة دولية تهدف إلى إنهاء الحرب في قطاع غزة، وتعزيز جهود إحلال السلام والاستقرار في منطقة الشرق الأوسط، وفتح صفحة جديدة من الأمن الإقليمي، حسب بيان صادر عن الرئاسة المصرية.
وتأتي القمة عقب الإعلان عن التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار بين إسرائيل وحركة "حماس"، خلال محادثات استضافتها المدينة ذاتها، بوساطة مصرية ـ قطرية ـ أمريكية.
وجاء التوصل إلى هذا الاتفاق في إطار خطة طرحها الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب لإنهاء الحرب، وتتألف من 20 بندًا، وهو ما يفسر الاحتفاء الأمريكي الكبير بها.
ومن المقرر أن تُعقد القمة برئاسة مشتركة بين الرئيس عبد الفتاح السيسي، والرئيس الأمريكي دونالد ترامب، وبمشاركة قادة أكثر من 20 دولة، في حدث وُصف بالتاريخي، إذ يشهد الإعلان الرسمي عن إنهاء حرب الإبادة الإسرائيلية التي استمرت لعامين.