في 29 سبتمبر 1864، وُلد الكاتب والفيلسوف الإسباني ميجيل دي أونامونو في مدينة بيلباو، ويعد أحد أبرز رموز الفكر الإسباني الحديث، وصوتًا وجوديًا سابقًا لعصره، جمع بين القلق الروحي، والتمرد العقلي، والبحث عن الخلود في كتاباته.
كان روائيًا، شاعرًا، كاتبًا مسرحيًا، وأكاديميًا، كتب في كل شيء تقريبًا: من الدين إلى السياسة، ومن الذات إلى الأمة، شغل منصب رئيس جامعة سالامانكا مرتين، وكان شخصية مثيرة للجدل بسبب مواقفه المتقلبة، إذ
دعم الجمهورية ثم انتقدها، وواجه الديكتاتورية ثم صمت أمامها، قبل أن ينفجر في وجهها في لحظة تاريخية شهيرة عام 1936.
من أبرز أعماله:
- الإدراك المأساوي للحياة: عمل فلسفي عميق يتناول صراع الإنسان بين العقل والإيمان، بين الرغبة في الخلود ووعي الفناء.
- الضباب (Niebla – 1914): رواية تجريبية تُعد من أوائل روايات "الميتافكشن"، حيث يواجه البطل مؤلفه في حوار وجودي عن المصير والحرية.
- آبل سانشيز (1917): إعادة سرد لقصة قابيل وهابيل، في قالب نفسي يعكس الغيرة والهوية والتمزق الداخلي.
- كتاب حياة دون كيخوته وسانتشو (Vida de Don Quijote y Sancho – 1905): قراءة فلسفية في شخصيات ثيربانتس، تعكس رؤية أونامونو للبطولة والجنون كأدوات مقاومة للواقع.
تميز أدب أونامونو بـ:
- القلق الوجودي: كان يرى أن الإنسان يعيش في صراع دائم بين الرغبة في البقاء والوعي الحاد بالموت.
- اللغة الحية: استخدم لغة مباشرة، مشحونة بالعاطفة والتوتر، تعكس قلقه الداخلي.
- التمرد على التصنيفات: رفض أن يُحصر في مدرسة أو تيار، واعتبر نفسه "كاتبًا يكتب ليعيش"، وتوفي أونامونو في 31 ديسمبر 1936.