اكتئاب الخريف أو الاكتئاب الموسمي هو ظاهرة نفسية معروفة تحدث لبعض الأشخاص مع تغير الفصول، تبدأ فى فصل الخريف وبداية الشتاء وتنتهى مع بداية الربيع ، ويطلق عليها علميًا الاضطراب العاطفي الموسمي، وهذا الاكتئاب يرتبط بنقص التعرض للضوء الطبيعي نتيجة قِصر ساعات النهار ، مما يؤدي إلى اضطراب في الساعة البيولوجية للجسم والتأثير على هرمونات الجسم مثل السيروتونين أو قد يحدث بسبب العوامل الاجتماعية مثل الوحدة، الفراغ، قلة النشاطات في الخريف والشتاء، كما نتعرف على ذلك فى هذا التقرير.
رغم أن الاكتئاب الموسمي قد يأتى بأعراض وسمات مختلفة في أي عمر، لكن كبار السن هم الأكثر تعرضا له، لأن قدوم الخريف يشعرهم بـ «خريف العمر»، مما يعزز مشاعر الحزن والوحدة، يلعب طول مدة الليل ووحشته السبب الرئيسي لهذا الاكتئاب، حيث تقصر ساعات النهار ومع بداية ظلمة الليل مع الغروب والذي يستمر لأكثر من اثني عشر ساعة مع الفراغ والوحدة عند أكثرهم يبدأ الشعور لديهم بالخوف والرهبة والعزلة، مما يؤثر سلبا علي حالتهم الصحية حيث يعانون من أمراض الشيخوخة فيزداد الشعور لديهم باليأس وتزداد حدة الأمراض التي يعانون منها.
تتنوع الأعراض حسب الشخص، لكنها تشترك في سمات رئيسية، مثل اضطرابات النوم التى تتمثل في أرق لدى البعض أو نوم مفرط لدى آخرين أو تغير الشهية فبعض الناس يفقدون الرغبة في الطعام مثل كبار السن، أو يفرطون في تناول السكريات والكربوهيدرات مثل الشباب.
وهناك أعراض أخرى مثل خمول الطاقة والخمول الجسدي لكبار السن أو الشباب بالإضافة إلى القلق والتوتر وزيادة العزلة الاجتماعية وعدم الرغبة فى التعامل مع الناس، أما أصحاب الأمراض المزمنة مثل السكر ومرضي الضغط فنجد زيادة حدة هذه الأعراض بسبب ما يعانونه من اضطراب عاطفي ومشاعر مضطربة، أما كبار السن فيعانون غالبا من آلام في العظام فتزداد حدة هذه الآلام للضغط العصبي الذي يحدث للمفاصل.
ومن هنا أكد علماء النفس أن مواجهة الاكتئاب الموسمي لا تعتمد على العلاج الدوائي فقط، بل تحتاج إلى تدخلات أخرى، منها التعرض للضوء الطبيعي في ساعات النهار، و ممارسة النشاط البدني بانتظام حتى بالمنزل، بالإضافة إلى ملء وقت الفراغ والدعم الاجتماعي من خلال العلاقات الأسرية الدافئة، والأصدقاء مثل المشاركة في فعاليات أو مناسبات سعيدة، يعد الاكتئاب الموسمي ظاهرة مؤقتة، لكنها قد تؤثر بعمق إذا لم يتم الانتباه لها، فالمشاركة والونس من أهم طرق العلاج والحد من هذا النوع من الاكتئاب، لأن شعور الإنسان بأنه ليس وحيدًا يقلل كثيرًا من حدة الأعراض، لذلك، فإن العائلة والأصدقاء يلعبون دورًا مهماً جدا، خاصة لكبار السن الذين يعانون من الوحدة.