قال الرئيس الكوري الجنوبي لي جيه ميونج، إن بلاده قد عادت بالكامل إلى المجتمع الدولي، مشيرا إلى استعداد سول للقيام "بدور الدولة الرائدة" على الساحة العالمية.
وقال الرئيس ميونج في كلمة ألقاها اليوم الأربعاء، أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة لأول مرة منذ توليه منصبه في مطلع يونيو عقب فترة من الاضطرابات السياسية التي شلّت دبلوماسية سول: "أعلن بفخر أن جمهورية كوريا الجديدة، التي ستكون منارةً لمواطني العالم، قد عادت بالكامل إلى المجتمع الدولي"، مُشيرًا إلى كوريا الجنوبية باسمها الرسمي.
وأضاف في كلمته وفقا لوكالة أنباء كوريا الجنوبية (يونهاب)- : "إن جمهورية كوريا، التي نمت بفضل دعم ومساعدة الأمم المتحدة، لن تتردد في الاضطلاع بدور الدولة الرائدة، مُشاركةً بسخاء تجربتها وتاريخها في استعادة الديمقراطية".
وتابع"إن تعافي كوريا الجنوبية من الاضطرابات السياسية يمثل "لحظة تاريخية"، مُتطرقًا إلى تداعيات فرض الأحكام العرفية الذي لم يُدم طويلًا في ديسمبر.
وقال: "إن الصمود والقوة اللافتين للديمقراطية اللتين أظهرتهما جمهورية كوريا سيكونان لنا وللعالم أجمع".
وفي معرض حديثه عن جهود إدارته المستمرة لإعادة بناء الثقة بين الكوريتين وتعزيز السلام في شبه الجزيرة الكورية، طرح لي مبادرة حوار جديدة.
وقال: "من خلال حوار شامل يتمحور حول "التبادل" و"التطبيع" و"نزع السلاح النووي"، أو ما يطلق عليه مبادرة "إنهاء" يجب أن ننهي حقبة العداء والمواجهة في شبه الجزيرة كورية، وأن ندخل حقبة جديدة من التعايش السلمي والنمو المشترك".
ولم يتطرق إلى تفاصيل الدفع نحو صيغة الحوار، ولكن من المتوقع أن يشكّل ركيزةً أساسيةً لجهود سول لتشجيع بيونج يانج على نزع سلاحها النووي من خلال مساعي مُختلفة، بما في ذلك استئناف الحوار المُحتمل بين واشنطن وبيونج يانج.
وقال: "ستُنهي جمهورية كوريا الحرب الباردة في شبه الجزيرة الكورية من خلال مبادرة "إنهاء" وستُفي بمسؤوليتها ودورها في المساهمة في السلام والازدهار العالميين".
وفي إشارةٍ تصالحيةٍ إلى الشمال، قال إن حكومته "تُؤكد بوضوح احترامها للنظام الحالي لكوريا الشمالية، ولن تسعى إلى أي شكلٍ من أشكال التوحيد عن طريق الاستيعاب، ولن تُشارك في أي أعمالٍ عدائية".
كما أكّد لي عزم إدارته على إنهاء "الحلقة المفرغة" من التوتر العسكري غير الضروري بين الكوريتين والأعمال العدائية، مُشيرًا إلى أنه أمر بتعليق البث عبر مُكبّرات الصوت وإرسال منشورات دعائية إلى الشمال في إطار هذه الجهود.
وأضاف: "في المستقبل، ستسعى حكومتنا جاهدةً لإيجاد سبلٍ لتخفيف التوترات العسكرية واستعادة الثقة بين الكوريتين". وتابع: "السلام الأكيد هو حالةٌ لا داعي فيها للقتال".
وأقر لي بصعوبة تحقيق نزع السلاح النووي لكوريا الشمالية على المدى القصير، واقترح "حلولاً واقعية وعقلانية قائمة على تصور هادئ".
وقال إن المجتمع الدولي يجب أن يجمع حكمته في حل عملي ومتدرج يبدأ بوقف تطوير القدرات النووية والصاروخية، ثم يمر بمرحلة تقليص ويصل في نهاية المطاف إلى مرحلة التفكيك.
وكان يشير إلى النهج الثلاثي المراحل لنزع السلاح النووي لكوريا الشمالية، الذي رفضه الشمال.
وبالإضافة إلى الجهود بين الكوريتين، تعهد لي بالعمل مع المجتمع الدولي بما في ذلك الولايات المتحدة لدفع السلام في شبه الجزيرة الكورية.
وتزامن حضور لي مع تولي كوريا الجنوبية الرئاسة الدورية لمجلس الأمن الدولي هذا الشهر كعضو غير دائم، مما منحه منصةً رفيعة المستوى للتعهد بدور أكبر في تعزيز "التعاون متعدد الأطراف" في مواجهة التحديات المشتركة.
وقال: "بصفتها عضوًا في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة للفترة 2024-2025، تبذل جمهورية كوريا جهودًا لتمكين مجلس الأمن من الاستجابة بشكل استباقي للتهديدات التي تُهدد السلم والأمن الدوليين".
وبينما سيترأس لي نقاشًا مفتوحًا حول الذكاء الاصطناعي في المجلس اليوم الأربعاء، وهي المرة الأولى التي يترأس فيها رئيس كوري جنوبي هذا النقاش، أعرب عن أمله في أن تُسهم هذه الجلسة في تعزيز الجهود العالمية لتعزيز الاستخدام المسؤول للذكاء الاصطناعي.
وفي إطار جهود توسيع التعاون في مجال الذكاء الاصطناعي، صرّح لي بأن كوريا الجنوبية ستعلن عن "مبادرة للذكاء الاصطناعي" خلال اجتماع القادة الاقتصاديين لمنتدى التعاون الاقتصادي لآسيا والمحيط الهادئ (أبيك) المقرر عقده في مدينة غيونغجو جنوب شرق البلاد في الفترة من 31 أكتوبر إلى 1 نوفمبر المقبل.
وفيما يتعلق بالمناخ والتنمية، تعهد لي بأن تقدم كوريا الجنوبية مساهمة وطنية جديدة محددة لخفض انبعاثات الغازات الدفيئة، في إطار تحولها نحو قدر أكبر من الكفاءة واستخدام الطاقة المتجددة.