رئيس مجلس الإدارة

عمــــر أحمــد سامى

رئيس التحرير

عبد اللطيف حامد

نجوم على مقاعد الدراسة.. من الطفولة إلى الثانوية.. الفنانون يروون حكايات لا تنسى

20-9-2025 | 11:47

إلهام شاهين

طباعة
نانيس جنيدي
على مقاعد الدراسة ووسط رائحة الطباشير وضحكات الطفولة، كُتب أول فصول حكايات النجوم، من خطأ عابر دفع شادية إلى الغناء، و«لدغة» تخطتها فاتن حمامة لتصبح سيدة الشاشة، إلى لحظة فارقة فتحت أمام عماد حمدى أبواب المسرح.
أما نجوم الحاضر، فذكرياتهم لا تقل إثارة: فرزان مغربى كانت تعاقب بالطعام وآخرون كانوا ينامون بملابس المدرسة أو عرفوا أولى خفقات القلب بين جدرانها. قصص تثبت أن النجومية تبدأ من الطفولة، وأن المدرسة كانت دائماً الشرارة الأولى فى رحلة المجد. تتذكر الفنانة رانيا فريد شوقى طفولتها، مؤكدة أنها لم تكن شقية، لكنها لم تحب المدرسة كثيراً. وللتغلب على مشقة الاستيقاظ المبكر، اعتادت أحياناً أن تنام بملابس المدرسة لتستيقظ جاهزة، وبينما لم تلجأ للغياب فى المرحلة الابتدائية، تغير الأمر قليلاً فى الإعدادية حين جربت الغياب مرة أو مرتين، وتروى كيف استخدم والدها الفنان فريد شوقى أسلوب الثواب والعقاب معها، فحرمها من السفر للخارج بسبب تراجع درجاتها، لتبقى الواقعة عالقة فى ذاكرتها كرسالة حازمة من أب شديد الحرص على مستقبل أولاده. حكاية أحمد عبد العزيز مع المناديل البيضاء يربط الفنان أحمد عبد العزيز ذكرياته الدراسية دائماً بأول يوم بعد الإجازة؛ يوم ثقيل فى بدايته لكنه ينقلب إلى فرحة بلقاء الزملاء، ويستعيد مشهد طلاب يطلب منهم إحضار مناديل بيضاء للتفتيش الصباحى والتأكد من نظافة الأظافر، معتبراً ذلك رمزاً لانضباط جيله، أما عن المأكولات المدرسية، فيضحك وهو يتذكر كرهه الشديد للسندوتشات، حتى فوجئ بزميلة تحمل ساندوتش «ملوخية» داخل الفصل، ولا ينسى كذلك بدايات مشاعره الطفولية فى «قصص حب ابتدائى» اكتفى فيها بالنظرات البريئة. إلهام شاهين.. و«الأم صوفى» تستعيد النجمة إلهام شاهين طفولتها فى فى المدرسة، حيث تعلمت القيم والانضباط إلى جانب حب الفن. وتروى بحنين عن «الأم صوفى» الناظرة التى اعتبرتها أماً ثانية لها، وظلت تزورها كلما سنحت الفرصة حتى رحلت عن الدنيا. إلهام تتذكر تفوقها فى اللغة العربية وحصولها على الدرجة النهائية، مقابل تعثرها فى مادة الأحياء التى نجحت فيها بـ«درجات الرأفة»، بعدها أكلمت الدراسة ثم بدأت رحلتها الفنية. إيهاب فهمى: المدرسة كانت «محطة مملة».. ولم أصدق نجاحى فى الثانوية يصف إيهاب فهمى المدرسة بأنها محطة مملة فى انتظار الإجازة، ويعترف بأنه كان يهرب أحياناً. لكن أصعب ما مرّ به كان رسوبه فى الثانوية العامة، ليعيد التجربة وهو مثقل بالخوف. يتذكر بوضوح يوم إعلان النتيجة حين انتظر والده عائداً من استلامها، معتقداً أنه رسب مجدداً، قبل أن يتلقى الخبر السعيد بنجاحه، تلك اللحظة ظلت محفورة فى ذاكرته كأحد أسعد أيام حياته. نجوم زمان ومثلما يملك نجوم اليوم قصصاً وحكايات مع أيام الدراسة، كان لنجوم الزمن الجميل أيضاً ذكريات لا تقل طرافة وإلهاماً، فبعضهم أفصح عنها فى حوارات صحفية، وآخرون سجلوها فى مذكراتهم، لتبقى شاهدة على أن المدرسة لم تكن مجرد مكان للتعليم، بل محطة صنعت مواقف أثرت فى مسار حياتهم وشخصياتهم الفنية، ومن بين هذه الذكريات نذكر ما يلى. شادية .. وخطأ فى درس المطالعة كشفت الفنانة الكبيرة شادية، فى أحد مقالاتها النادرة، أن نقطة البداية فى مشوارها الفنى لم تكن أغنية ولا مسرحاً، بل كانت موقفاً طريفاً داخل الفصل الدراسى، فمنذ طفولتها اعتادت شادية القراءة بصوت مرتفع، وهو ما ساعدها على تلوين صوتها وإجادة الأداء السمعى مبكراً. وفى الصف الثالث الابتدائى، طلب منها مدرس اللغة العربية قراءة درس المطالعة أمام زميلاتها، وكان النص يحكى قصة عصفور صغير وقع أسير طفلين يلهوان به، وعندما وصلت إلى العبارة الشهيرة على لسان العصفور: «آه آه، اتركونى لحالى»، قرأت الكلمة بشكل خاطئ، فحوّلتها إلى أرقام: «51.. 51.. 51»، وسط ضحكات التلميذات. أوضح لها المعلم المعنى الصحيح، لكن الموقف ظل عالقاً فى ذهنها، لتقرر أن تتقن نطق كلمة «آه» وترددها فى كل أغنية تسمعها، ومن هنا، انطلقت رحلة صوتٍ سيظل علامة خالدة فى تاريخ الغناء العربى. بديع خيرى.. معلم اللغة الإنجليزية يكتشف موهبة عماد حمدى أما الفنان الكبير عماد حمدى، فكان تلميذاً نجيباً ومجتهداً فى دراسته، لكن القدر ربط بينه وبين الفن من خلال أحد معلميه، فقد كان الكاتب والمؤلف الكبير بديع خيرى، الذى درّس له مادة اللغة الإنجليزية قبل أن يتفرغ للمسرح، هو أول من لاحظ ميوله الفنية، لم يكتفِ خيرى بتعليمه قواعد اللغة، بل فتح أمامه باب الحديث عن المسرح والتمثيل، حتى رشحه ذات يوم للمشاركة فى مسرحية «كوريولانوس» لشكسبير، وقدمه لعبدالوارث عسر، تلك اللحظة كانت أول مرة يقف فيها عماد حمدى على خشبة المسرح، ومن يومها ارتبط بالفن، دون أن يهمل دراسته الأكاديمية، وعندما اقترب موعد الامتحانات، كان يعتكف فى البيت ليذاكر حتى اجتاز امتحاناته بتفوق، ليجمع بين النجاح الدراسى وشغف الفن حتى صار فتى الشاشة الأول. فاتن حمامة.. من تلميذة «لدغة» إلى أنقى صوت فى السينما حملت سيدة الشاشة العربية فاتن حمامة من المدرسة والمعهد ملامح التحول الأهم فى حياتها. ففى مذكراتها التى نشرتها عام 1965 بمجلة «الكواكب»، روت أنها كانت تعانى من «لدغة» فى حرف الراء، لكن يوم اختبارات القبول بمعهد التمثيل، وبعد منافسة بين أكثر من أربعمائة متقدم، اختيرت ضمن 19 طالباً فقط. وفى أول محاضرة مع أستاذها زكى طليمات، ناداها ساخراً: «تعالى هنا يا عروسة»، فما كان منها إلا أن ردت بانفعال: «أنا مش عروسة.. أنا فاتن!»، لتصبح محط أنظار الجميع، لاحظ طليمات وقتها مشكلتها فى نطق الراء، فكتب لها جملة مليئة بهذا الحرف، ومازحها بعد قراءتها قائلاً: «طلّعى لسانك يا فاتن، عايز أشوف الحتة الناقصة»، ضحك الحضور، لكن تلك اللحظة كانت بداية علاج حقيقى. وبفضل التدريبات المكثفة وتشجيع أستاذها، تغلبت فاتن خلال عام واحد فقط على «اللدغة»، لتتحول إلى صوت واضح ومميز أصبح علامة فى تاريخ السينما، وتثبت أن الإرادة قادرة على تحويل أي موقف إلى قوة. لم تسلم مرحلة الثانوية العامة من ذاكرة النجوم، فقد كان لها نصيب كبير فى حكاياتهم وتجاربهم، حيث استعاد كل منهم ذكرياته معها، بين الإخفاق والطرافة والإصرار، وفى السطور التالية نرصد بصمة الثانوية العامة فى تجربة عدد منهم. عمرو دياب.. الثانوية تتحول إلى أغنية مرّ الهضبة عمرو دياب بتجربة قاسية مع الثانوية العامة، بعد أن حصل على 60 % فقط، لكنه لم يسمح للإحباط بالسيطرة عليه، بل تعامل مع الأمر بخفة دم، مؤلفاً أغنية ساخرة قال فيها: «يا صم صم يا ثانوية يا عمة يا أم العقل اصم..»، بهذه الروح المرحة، تجاوز عمرو الأمر، ليؤكد فيما بعد أن النجاح الحقيقى لا تقيسه درجات الامتحانات. هنيدى.. بداية طريق الكوميديا أما الكوميديان محمد هنيدى، فقد عرف منذ أيام الثانوية معنى التحديات، حيث التحق هنيدى بمدرسة ثانوية أُغلقت بعد عام واحد فقط، لينتقل إلى أخرى ويكمل مشواره الدراسى بصعوبة، حتي إلتحق بالجامعة وهناك بدأت ملامح شخصيته القادرة على التكيف مع المتغيرات، قبل أن يشق طريقه إلى الكوميديا ويضحك الملايين. رزان مغربي والعقاب بالطعام وصرحت رزان مغربي أكثر من مرة أنها كانت تلميذة مشاغبة، وكان المدرّسون يشكونها لوالديها باستمرار، وكما قالت: كنت طفلة شقية، مشاغبة، أحب اللعب ولا أميل الى الدراسة، وكل ما أفعله كان يصل الى والدي، فيعاقبانني بأسلوب غريب لم أكن أقوى على تحمله. وتضيف: كنت أكره الطعام ولا أتناول إلا كميات قليلة منه، فلم تجد والدتي أفضل من الطعام ليكون تناوله عقاباً لي على أي خطأ أرتكبه في المدرسة، فلو علمت أنني أخطأت وكان التوقيت صباحاً، تجبرني على تناول قطعة كبيرة من الكنافة، أما إذا كان العقاب مساءً فأتناول سندوتش دجاج بالحجم الكبير، بصراحة، هذا العقاب خلق لديّ عقدة، وأصبحت لا أتناول الدجاج إلا في ما ندر، ولكن كلما عرف شخص بطبيعة هذا العقاب يصاب بحالة من الضحك الهستيري، ذلك أن تناول الطعام يعدّ مكافأة وليس عقابا.