رئيس مجلس الإدارة

عمــــر أحمــد سامى

رئيس التحرير

عبد اللطيف حامد

خبير: إسرائيل تفعل "بروتوكول هانيبال".. والداخل الإسرائيلي عاجز عن كبح اليمين المتطرف

16-9-2025 | 14:38

جنود الاحتلال

طباعة
محمود غانم

قال الدكتور حسام فاروق، أستاذ الاتصال السياسي، إن خطوة الاجتياح البري التي بدأها جيش الاحتلال الإسرائيلي في مدينة غزة، شمالي القطاع، انطلقت بضوء أخضر من الولايات المتحدة الأمريكية، حيث إن وزير الخارجية الأمريكي مارك روبيو في زيارة إلى تل أبيب، لاسيما أن إسرائيل تنفذ اجتياحها بأسلحة أمريكية، وهناك دعم سياسي ولوجستي من واشنطن لهذا القرار.

وأضاف فاروق، في حديث لـ"دار الهلال"، أن هذا يتسق مع ما أكده وزير الخارجية الأمريكي من أن زيارته تأتي لدعم موقف إسرائيل، موضحًا أن ذلك جاء بالتزامن مع انعقاد القمة العربية الإسلامية الطارئة في العاصمة القطرية الدوحة، ومؤكدًا أن ذلك يعكس حالة من التحدي لكل الجهود الرامية إلى تحقيق السلام.

وأشار فاروق إلى أن إسرائيل، قبل الاجتياح، كانت قد سيطرت بالفعل على نحو 75% من القطاع، وهذا يعكس – في تصوره – أنها تلجأ إلى تنفيذ "بروتوكول هانيبال" القاضي بتصفية الأسرى الإسرائيليين لدى فصائل المقاومة الفلسطينية؛ فإسرائيل بهذا الشكل تسعى إلى قتل الأسير والأسْر معًا.

وأكد أن حكومة نتنياهو تتحدث عن مسألة الأسرى بشكل ظاهري، لكنها في حقيقة الأمر ليست ضمن حساباتها، موضحًا أن ما في حساباتها هو القضاء على فكرة إقامة الدولة الفلسطينية سواء في قطاع غزة أو في الضفة الغربية.

وقال إن نتنياهو وظّف ما حصل في السابع من أكتوبر لقتل هذه الفكرة، مؤكدًا أن ما يجري منذ ذلك اليوم لا يأتي في إطار الرد على عملية "طوفان الأقصى" التي نفذتها المقاومة الفلسطينية، بل هو إبادة جماعية وتطهير عرقي ومحاولات لإخلاء غزة عبر تهجير الفلسطينيين، تمهيدًا لتوظيف القطاع في مشروع استثماري؛ في انتهاك واضح للقانون الدولي وحقوق الشعوب على أراضيها.

وأضاف مؤكدًا أن تهجير القسري في حد ذاته جريمة حرب كما يعرفها القانون الدولي، مشيرًا إلى أن إسرائيل بهذا التهجير تحرق آخر خيط يمكن أن يقود إلى حل سلمي.

 

الأمور تتجه نحو التصعيد

وفي ظل المجريات الراهنة، يؤكد فاروق أن الأمور تعقدت كثيرًا ولا تخدم التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار، لاسيما بعد أن استهدفت إسرائيل الوفد المفاوض في الدوحة، وهو استهداف كذلك للوسيط، بينما تواصل في الوقت نفسه قصف مدينة غزة دون تفرقة بين المدنيين والمقاومين.

وأشار إلى أن حركة حماس تسعى في الوقت الراهن إلى استغلال آخر أوراقها المتمثلة في الرهائن لديها، موضحًا أن تقارير أمريكية أفادت بأن الحركة أخرجت المحتجزين إلى فوق الأرض، ما يعرضهم للقتل، وهو ما يشير إلى أن المعادلة تتجه نحو الصفر.

وأردف أن إسرائيل لا تعي أنه لا يمكن القضاء على حركة حماس، باعتبارها فكرة، والفكرة لا تموت، وحتى إذا قضت على الفصائل الحالية فستظهر فصائل أخرى.

 

لا خيارات في الداخل

وفي ما يتعلق بموقف الداخل الإسرائيلي من هذا التصعيد الذي أصبح فيه مصير الأسرى الإسرائيليين القتل، أكد فاروق أن الحرب على قطاع غزة مستمرة منذ عامين، وأن عائلات الأسرى أدركت منذ نحو ثلاثة أشهر من اندلاع العدوان أن قضية أبنائهم ليست ضمن أجندة بنيامين نتنياهو؛ ومن ثم اندلعت تظاهرات في ذلك الوقت ضمت نخبًا سياسية وعسكرية، وما يزال هذا الحراك متواصلاً حتى اليوم دون نتائج ملموسة، بالرغم من أن التحركات الإسرائيلية الحالية تشير إلى أن مصير ذويهم هو القتل.

وأضاف أن ذوي الأسرى لا يملكون في أيديهم أي خيارات تصعيدية تجاه نتنياهو، ولا يملكون سوى التظاهر، بينما أوراقهم في هذه المعركة ضعيفة أمام جموح اليمين المتطرف وآماله التوسعية.

وشدد فاروق على أن الوحيد القادر على تحرير الأسرى هو الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عبر ممارسة ضغوط منطقية على بنيامين نتنياهو لتحقيق السلام، مؤكدًا أن الولايات المتحدة وإسرائيل يتحدثان في العلن فقط عن ملف الأسرى، بينما خلف الكواليس يجري الترتيب لأمر آخر.

وقال: ربما يكون ملف الحرب في غزة والمحتجزين بحلول عام 2026 هو القاضي على مصير نتنياهو السياسي وتعريضه للمحاكمة، في ظل جهود تقودها المعارضة للكشف عن فشله.

وأشار إلى أن التصعيد الإسرائيلي بطبيعته سيؤثر على الاستقرار في المنطقة والإقليم ككل، إلى جانب سلوك إسرائيل التوسعي واستمرار اعتداءاتها على دول عربية. 

أخبار الساعة

الاكثر قراءة