رئيس مجلس الإدارة

عمــــر أحمــد سامى

رئيس التحرير

عبد اللطيف حامد

د. ضياء عوض يكشف كواليس عمله الفنى: التمثال يعبر عن الهوية المصرية


12-9-2025 | 15:32

الدكتور ضياء عوض.. أستاذ النحت بكلية الفنون الجميلة جامعة المنيا

طباعة
حوار: وفاء عبدالرحيم

لن ينسى أهل المحروسة، أن بلادهم هى منْ حفرت سجلاً فنياً ثقافياً على جدران التاريخ، لنجد المتحف الكبير، يعيد لنا ماضينا الثرى بإبداعاته، ما يؤكد أن الذوق المصرى لن يندثر بفعل العولمة التكنولوجية، إذ تداول المصريون على منصات «السوشيال ميديا»، صورا لكواليس تنفيذ التمثال الفرعونى العملاق المؤدى إلى المتحف على طريق مصر - إسكندرية الصحراوي، الذى صممه الدكتور ضياء عوض، أستاذ النحت بكلية الفنون الجميلة جامعة المنيا، والذى راعى فيه فنون الإبداع والحفاظ على الهوية المصرية، وجمع بين التاريخ وأصالة المصرى القديم وروح حضارتنا المعاصرة.

«المصور» التقت الدكتور ضياء عوض، للحديث عن أسرار التمثال.

 

حدّثنا عن فكرة التمثال؟

اختيار الفكرة جاء لعدة أسباب منها التأكيد على هوية العمل الحضارى والتاريخي، خاصة أنه لا يوجد وجه مقارنة أو تشابه مع أى عمل فنى لدولة أخرى، فالموضوع جزء من منظومة العناصر الفنية والبصرية فى منطقة هضبة الأهرامات، بمعنى أن التمثال تم تصميمه خصيصا لهذه المنطقة، وبما يناسب طبيعة المكان، كما أن التصميم أخذ موافقة مجلس الوزراء ومحافظة الجيزة بالإضافة إلى استشارى من خلال مكتب «اوكوبلان»، وهو الدكتور طارق صبحى الاستشارى الخاص بتطوير منطقة الأهرامات بمنطقة المتحف، ومن خلال مكتب الاستشارى تم ترشيحى لتصميم التمثال من خلال سابقة أعمالى الفنية.

ما شعورك عندما تم اختيارك لتصميم التمثال؟

مسئولية كبيرة جدا أن تقوم بتصميم تمثال بهذا الحجم، ويرتبط بالمتحف المصرى العملاق، وبالطبع الفن التشكيلى بشكل عام مجال كبير للنقد الفني، ولكننا صممنا التمثال بشكل مبهر دون تشويه، ونترك للجمهور الحكم على العمل، وأتمنى أن يحوز إعجاب أغلب المصريين والزائرين، وأن يكون إضافة ثرية للأعمال الفنية الموجودة فى مصر.

وضّح لنا ماهية شكل التمثال وأسلوب عمله؟

التمثال عبارة عن مجموعة تكوينات هندسية ترمز للأهرامات، والوحدة المستخدمة فى بناء المتحف المصرى الكبير هى وحدة المثلث، وجميع العناصر تتكون مع بعض، وفى النهاية نتيجة مجموعة الأهرامات ومجموعة المثلثات تأخذ من جذور الحضارة المصرية القديمة نفسها، فنجد التمثال بشكل معاصر مع الحفاظ على شكل الفن المصرى القديم.. واتبعت أسلوبا هندسيا تجريديا للعمل كله بما يحافظ على الهوية المصرية للعمل الفنى، فالتمثال يعبر عن مصر ومرتبط بها، وأود أن أشير إلى أنه من السهل اقتباس تصميم التمثال ونقله إلى دولة أخرى، لذا وجب علىّ مراعاة أن يعبر تمثالى عن الهوية المصرية، بل كان التحدى الأكبر أن أدمج الفن المصرى القديم بنظيره المعاصر.

ماذا عن سابقة أعمالك وكم حصلت على تكريمات وجوائز عن إبداعاتك الفنية؟

أولاً أشير إلى سعادتى عندما تم تكريمى من الرئيس عبدالفتاح السيسى بعد تنفيذى عدة أعمال فنية بطريق الكباش بالأقصر، كما حصلت على المركز الأول فى مسابقة تصميم تماثيل ميادين العاصمة الإدارية الجديدة، بالإضافة إلى مشاركتى فى الأعمال الفنية الخاصة بمؤتمر مناخ ومنتدى شباب العالم، بجانب أعمال خاصة بى فى معظم ميادين مصر، فضلاً عن اشتراكى بأعمال فنية فى السينما والدراما والإعلانات، والأعمال النحتية الخاصة بالديكورات، وأيضاً لدىّ أبحاث عن علاقة الفن بالديكور السينمائي، على سبيل المثال بحث بعنوان «العلاقة التكاملية بفن النحت وفن الديكور السينمائي» .

كيف توجّه الفنانين بشأن حفاظهم على الهوية المصرية فى أعمالهم الإبداعية؟

ذلك ليس صعباً، فمصر غنية بالمعالم السياحية والتراث الحضارى والأماكن الساحرة، وعلى الشباب أن يستلهموا أعمالهم من الطبيعة الربانية.

كلمة شكر وعرفان لمنْ ترسلها ؟ ولمنْ تهدى التمثال؟

أتوجه بكل الشكر والتقدير للقيادة السياسية الممثلة فى الرئيس السيسى على الدعم وتشجيع الفنانين على تكرار أعمال تليق باسم مصرنا الغالية، وتعبر عن هويتنا، وأهدى التمثال إلى الشعب المصرى العظيم.

بعد تداول المصريين صور تمثالك على وسائل التواصل الاجتماعي، هل نستطيع أن نقول إن نظرة المصريين للفن التشكيلى تغيرت؟ وما هو شعورك عندما لمست هذا الموقف من الجمهور؟

نأمل أن تتغير هذه النظرة التقليدية، وما حدث بداية موفقة لإحداث حالة من الجدل، وهناك نقاشات تتم فى الفن التشكيلي، مما يعطى أملا أكبر فى تطور نظرة الناس إلى هذه النوعية الإبداعية، ما يساعد على زيادة الثقافة البصرية، وكنت فى منتهى النشوة من درجة تفاعل الجمهور، لدرجة أن رواد «الفيس بوك» قاموا بتصميم مستوحى من الخيال لشكل التمثال، الأمر الذى يؤكد التفاعل الإيجابى وانتشار الثقافة الفنية، وهو ما جعل وزير الثقافة يشيد بالتمثال عند رؤيته.

على الرغم من وجود لجان للتجميل وتطوير الميادين بالمحافظات إلا أننا نفتقد الشكل الجمالى الحضارى فى أغلبها.. ما الحل من وجهة نظرك؟

يجب أن تشارك الجهات المختصة فى كل ما هو إبداعي، ومن الضرورى مشاركة وزارتى الثقافة والتعليم فى تدشين لجان تهتم بالجانب الفنى الثقافى بميادين مصر كافة.

أخيراً.. هل تم إطلاق اسم للتمثال الذى أبهر المصريين؟ ومتى تنتهى التشطيبات النهائية لهذا العمل الفنى الرائع؟

حتى الآن لم يتم اختيار الاسم المناسب للتمثال، فالموضوع لا يرجع لى وحدي، بل توجد جهات أخرى معنية بذلك، وبخصوص اللمسات النهائية، فإن التشطيبات للتمثال ستستغرق ما يقرب من 10 أيام متواصلة.

 

أخبار الساعة