مساء الاثنين الماضى عقدت الهيئة الوطنية للصحافة اجتماعا موسعا مع رؤساء مجالس الإدارات الصحفية، ومديرى العموم فى القطاعات المالية والطباعة والتسويق والتوزيع؛ لدراسة المشاكل المالية والإدارية التى تواجه المؤسسات وبحث سبل حلها، كجزء أساسى وفاعل فى خارطة الطريق، وحضر الاجتماع من الهيئة الكتاب الصحفيون حمدى رزق وعمرو الخياط وأسامة أبو باشا، ودكتور سامح محروس أعضاء الهيئة، ومروة السيسى أمين عام الهيئة والدكتور أحمد مختار مستشار الهيئة للاستثمارات، ووليد عبدالعزيز .
وصرح المهندس عبدالصادق الشوربجى رئيس الهيئة، أن اجتماع رؤساء مجالس الإدارات، ومديرى العموم فى المؤسسات الصحفية القومية، هام للغاية وذلك للمشاركة فى وضع خارطة الطريق وعرض رؤيتهم لتطوير الرسالة الصحفية ولمسئوليتهم عن مستوى إنتاج الإصدارات، وتوزيعها وتسويقها إلكترونيا وورقيا.
وأضاف أن هدف الاجتماع تشخيص الوضع الراهن مالياً وإدارياً وأيضا من حيث الطباعة والتوزيع، واقتراح البدائل، والكلفة المادية للوجيستيات المطلوبة لإحداث نقلة نوعية فى المحتوى.
حضر الاجتماع رؤساء مجالس إدارات، ومديرى العموم فى مؤسسات الأهرام، والجمهورية، وأخبار اليوم، وروز اليوسف، ودار الهلال، ودار المعارف، ووكالة أنباء الشرق الأوسط، كما تم تشكيل ثلاث لجان فرعية فى الماليات، والتوزيع، والمطابع، لدراسة النواحى المالية والطباعة والتوزيع بالمؤسسات الصحفية القومية وعرض التوصيات على الهيئة لتضمينها فى الدراسة المطلوبة؛ تنفيذا لتوجيهات الرئيس عبدالفتاح السيسى، وتعليمات الدكتور مصطفى مدبولى رئيس الوزراء.
وسبق هذا الاجتماع لقاءات كثيرة منها جلسة موسعة بحضور خالد البلشي، نقيب الصحفيين، والعديد من القامات الصحفية ونخبة من القيادات النقابية ونقباء الصحفيين السابقين، للاستماع لجميع الأفكار والمقترحات حول خارطة الطريق وتطوير المنظومة الإعلامية بما يضمن الاستجابة للمتغيرات المتسارعة التى تشهدها المنطقة والعالم، وبما يمكن الإعلام المصرى من أداء رسالته على الوجه الأكمل.
ومن ضمن الجلسات التى عقدتها الهيئة الوطنية للصحافة جلسة نقاشية ثرية مع رموز وشيوخ الصحافة القومية وكبار كتابها حول ورقة تطوير المحتوى الإعلامى التى أعدتها لجنة تطوير المحتوى مع خبراء مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، وانتهت الجلسة النقاشية لمجموعة من الأفكار والتوصيات والمقترحات التى دعمت ورقة المحتوى وأضافت إليها مزيدا من الأفكار الملهمة، كما عكست الجلسة حجم الإدراك لأهمية القضية المطروحة والاحتياج الشديد إلى تنفيذ توجيهات الرئيس عبدالفتاح السيسى خلال اجتماعاته مع قيادات الهيئات الإعلامية، بوضع خارطة طريق شاملة لتطوير الإعلام .
وتوافق الجميع على عدد من الحقائق أولا: أن الإعلام بشكل عام والصحافة على وجه الخصوص ليست ترفا بل ضرورة فى ظل الأوضاع الحالية إقليميا ودوليا، كما أن الصحافة رسالة وطنية يجب أن يتعاون الجميع فى دعمها.
ثانياً: أن الصحافة الورقية لم تفقد مصداقيتها أو تأثيرها بل ما زالت لها مكانتها لدى القارئ المصرى، وإذا كانت قد تعرضت لتحديات أثرت على رسالتها لكنها استطاعت خلال السنوات الأخيرة أن تستعيد قوتها وتأثيرها ومكانتها، وأرقام التوزيع تؤكد ذلك.
ثالثاً: أن أخطر التحديات التى تواجه الصحافة الورقية هى الإعلام الرقمى والسوشيال ميديا والذكاء الاصطناعى، ولا يمكن أن يكون التعامل مع هذه الوسائل من منطق العداء أو التناقض وإنما التعامل معها كجزء من أدوات دعم تحقيق الرسالة الصحفية ووصول ما تنشره الصحافة التقليدية إلى مساحة أكبر من القراء.
رابعاً: أن المؤسسات الصحفية تحتاج إلى مواصلة تطوير إمكاناتها وقدراتها التكنولوجية والارتقاء بالبنية التحتية.
خامساً: أن الدولة لا تدخر جهدا فى دعم الصحافة ورسالتها سواء على المستوى المهنى أو الاقتصادى، وكذلك توفير الأجواء المناسبة من الحرية الداعمة لتحقيق رسالتها، وهذا ما أكدته توجيهات الرئيس عبدالفتاح السيسى بطرح الرأى والرأى الآخر واستيعاب جميع الأفكار.
سادساً: هناك سبيلان للتطوير الأول ضمان زيادة مساحة حرية الرأى التى شدد عليها الرئيس، وأن تكون الصحافة القومية جامعة لكل الأصوات طالما أنها على أرضية وطنية شريطة أن تكون الحرية مسئولة وليست فوضى، والثانى المهنية التى تتطلب تكثيف جهود التدريب والتأهيل للعاملين بالصحافة على الوسائل الحديثة لتكون أداة داعمة لرسالة الصحافة.
سابعاً: ضرورة إيجاد وسيلة تضمن زيادة مساحات التوزيع، فالتنافس الصحفى يكون فى المحتوى بينما التعاون مطلوب فى الطباعة والتوزيع من أجل الوصول إلى أكبر عدد من المناطق.
ثامناً: ضرورة إيجاد وسيلة لتخفيف المؤسسات الصحفية من الديون المتراكمة عبر عصور سابقة وتثقل كاهلها سواء كانت الديون للضرائب أو للتأمينات، خاصة أن المؤسسات الصحفية غير هادفة للربح وتقدم رسالة تنويرية مجتمعية، وبناءً للوعى.
تاسعاً: ضرورة الاستفادة من التجارب العالمية فى تطوير الخطاب الإعلامى والحفاظ على الدور الوطنى المهم للصحافة والإعلام بشكل عام.
كما استقبلت الهيئة الوطنية للصحافة نخبة من خبراء مركز الدراسات السياسية والاستراتيجية بمؤسسة الأهرام للنقاش حول ورقة تطوير المحتوى التى أعدتها لجنة تطوير المحتوى، إلى جانب لقاء موسع مع نخبة من شباب الصحفيين فى الصحف القومية، ونظرائهم المهتمين بالمحتوى، والصحافة الإلكترونية فى المؤسسات الصحفية القومية، وأيضاً عقدت الهيئة اجتماعاً مع رؤساء مجالس إدارات المؤسسات القومية، ورؤساء تحرير الإصدارات الرئيسية، وناقش المجتمعون ورقة الهيئة التى أعدتها لجنة تطوير المحتوى وخبراء مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية .
كما ناقشت الهيئة الوطنية للصحافة خطة تطوير الإصدارات الناطقة باللغات الأجنبية مع مجلس تحرير الأهرام «ابدو» والبوابة الفرنسية برئاسة نيفين كامل رئيس التحرير وسبل تطويرها وتحديث إدارتها بما يواكب متغيرات العصر.