قال خالد مصطفى، الخبير في الشؤون الأوروبية، إن الاعتراف بالدولة الفلسطينية داخل أوروبا أصبح تعبيراً عن تحول سياسي عميق في القارة العجوز، مؤكداً أن الموضوع تخطى حالة الجدل وأصبح حقيقة، خاصة مع اقتراب فعاليات الجمعية العامة للأمم المتحدة.
وأوضح مصطفى في حوار مع "المصور" ينشر لاحقا، أن فرنسا، بحكم ثقلها السياسي والعسكري وعضويتها الدائمة في مجلس الأمن، أعلنت أنها ستعترف بالدولة الفلسطينية، وهو ما يمثل إشارة واضحة للعالم بأن ميزان الشرعية الدولية بدأ يتغير، وأن أوروبا لم تعد أسيرة للرؤية الأمريكية – الإسرائيلية، مشيراً إلى أن هذه الخطوة ليست رمزية فقط، بل تعيد تعريف موقع فرنسا في الشرق الأوسط وتجعلها لاعباً رئيسياً في صياغة مستقبل القضية الفلسطينية.
وأضاف أن بريطانيا تتسم بالتردد كعادتها، حيث تقوم بعملية توازن بين ضغط الرأي العام البريطاني المتعاطف بشكل غير مسبوق مع الفلسطينيين، وبين حسابات واشنطن وتل أبيب. لكنه أشار إلى أن مجرد إعلان لندن استعدادها للاعتراف سيكون له أثر فعلي يعكس إدراكاً بأن حتمية الاعتراف قادمة عاجلاً أم آجلاً، وأن من يتأخر قد يفقد القدرة على التأثير في مسار الأحداث.
وتابع مصطفى أن داخل الاتحاد الأوروبي يمكن القول إن هناك زخماً متزايداً يشبه كرة الثلج، موضحاً أن دولاً مثل إسبانيا وإيرلندا وسلوفينيا ومالطا انضمت بالفعل للاعتراف بالدولة الفلسطينية، فيما سيفتح الاعتراف الفرنسي الباب أمام دول أوروبية كبرى أخرى، رغم تحفظ ألمانيا وإيطاليا، حيث يتصاعد هناك الضغط الشعبي والسياسي بقوة.