رئيس مجلس الإدارة

عمــــر أحمــد سامى

رئيس التحرير

عبد اللطيف حامد

«اوعوا تبطّلوا تحلموا».. دنيا سمير غانم: «نفسى أكون زى سمير ودلال»


8-9-2025 | 14:45

.

طباعة
حوار: سما الشافعى

 تبقى دنيا سمير غانم واحدة من القلائل الذين ينجحون فى الجمع بين الفن والإبداع والنضج الشخصى، بصراحة لافتة تُحسد عليها، وها هى تطل بقوة مجددًا عبر الشاشة الكبيرة، بعد سنوات من الانشغال بالدراما والغناء. فبعد غياب طويل عن الفن السابع، عادت النجمة المتألقة إلى جمهورها بفيلم مختلف يجمع بين الأكشن والكوميديا العائلية وهو فيلم «روكى الغلابة»، الذى يُعرض خلال الموسم السينمائى الصيفى، لتقدم فيه، شخصية جديدة عليها، ولونا دراميا مختلفا كعادتها.

«المصوّر»، التقت «دنيا» التى تحدثت عن التحولات التى عاشتها، بكل جرأة وصراحة، هذا إلى جانب حديثها عن كواليس فيلمها الأخير، وعن التعاون مع شريكها فى البطولة الفنان محمد ممدوح، ومشاركة ابنتها «كايلا» للمرة الأولى على الشاشات، وكذلك نتعرف منها على حياتها الشخصية، وطموحاتها القادمة، ورؤيتها لمستقبل السينما المصرية.. وإلى نص الحوار..

 

كيف بدأت فكرة فيلم روكى الغلابة.. وسر انجذابك إليه لتعودى من خلاله إلى السينما؟

الفكرة جاءتنى بطريقة بدت فى البداية غير تقليدية، حيث عرض علىّ الكاتب نصًا يتناول شخصية فتاة يتيمة من حى شعبى تحاول أن تثبت نفسها وسط ظروف معيشية صعبة، ويكون لديها حلم كبير فى عالم الرياضة، تحديدًا فى لعبة الملاكمة، وهذه الفكرة ذكّرتنى بقصص عالمية مثل روكى، لكن الاختلاف هنا أننا نصنع نسخة مصرية خالصة، تحمل ملامحنا ولغتنا وعاداتنا.. وسر انجذابى هو المزج بين الكوميديا والدراما والجانب الإنسانى، حيث شعرت أن الفيلم يتيح لى أن أقدّم صورة جديدة ومختلفة عنى، وفى الوقت نفسه يلامس وجدان الجمهور لأنه يحكى عن شخصيات قريبة منهم.

اختيارك لتجسيد شخصية مرتبطة بالملاكمة.. هل كان تحديًا بالنسبة لكِ؟

بالتأكيد كان تحديًا كبيرًا خاصة أننى لست رياضية محترفة، ومع ذلك كان علىّ أن أظهر فى شخصية مقنعة قادرة على ممارسة الملاكمة، وخضعت لتدريبات بدنية مكثفة استمرت شهورًا، وكان معى مدربون متخصصون علّمونى الحركات الأساسية وتقنيات الدفاع والهجوم، فالأمر لم يكن سهلًا على الإطلاق، لأننى فى بعض الأوقات كنت أعود إلى المنزل منهكة تمامًا ولكنى أحببت التجربة جدًا، وشعرت أنها أضافت لى كفنانة وأيضًا على المستوى الشخصى، حيث جعلتنى أكتشف قوة داخلية لم أكن أعرفها.

إلى أى مدى شخصية البطلة قريبة من دنيا سمير غانم الحقيقية؟

هناك نقاط التقاء كثيرة، فمثلا البطلة فى الفيلم –رقية أو روكى، لا تستسلم، لديها عزيمة رغم الظروف، وتضحك رغم الألم، وهذا يشبهنى إلى حد كبير، أنا أيضًا تعلّمت من عائلتى أن أقاوم ولا أستسلم، وأظل متمسكة بالأمل، لكن بالطبع هناك اختلافات، فأنا لم أعِش حياتها القاسية تمامًا، لذلك كان علىّ أن أدرس البيئة الشعبية التى تنتمى إليها الشخصية، أجلس مع سيدات وفتيات من مناطق مشابهة، وأتأمل أحلامهن وطريقة كلامهن، بل كنت أريد أن أجعلها حقيقية بقدر المستطاع.

يقال إن سبب نجاح فيلم «روكى الغلابة» وجود حالة من التناغم والتوافق الفنى «كيميا» بينك وبين الفنان محمد ممدوح الذى يشاركك البطولة؟

العمل مع محمد ممدوح تجربة ممتعة جدًا، هو ممثل موهوب بشكل استثنائى، لديه قدرة على جعل المشهد طبيعيًا وحقيقيًا، بل كنا نتبادل النقاش دائمًا حول المشاهد، ونضحك كثيرًا بين اللقطات، وهو أيضًا شخص حساس ويعرف كيف يدعم زميلته فى العمل، ووجوده منحنى طمأنينة، لأننى كنت أعلم أننى أمام شريك يقدّر الفن بجدية ويهتم بالتفاصيل، وأعتقد أن الجمهور رأى ملامح هذه الكيميا بيننا على الشاشة.

«كايلا» شاركت فى الفيلم.. كيف كانت بداية مشاركتها فى العمل؟

مشاركة ابنتى كانت من أجمل اللحظات بالنسبة لى، وأنا لم أكن أخطط لذلك فى البداية، لكن المخرج اقترح أن تشارك فى أحد المشاهد القصيرة، ووجدنا أنها متحمسة جدًا للفكرة، وهى بطبعها تحب الكاميرا، وربما ورثت ذلك من عائلتنا، ووجودها فى الكواليس أضفى جوًا من البهجة، وحتى فريق العمل شعر بالسعادة، أما بالنسبة لى، فرؤيتها أمام الكاميرا كانت لحظة مؤثرة للغاية، لأننى شعرت أن الفن يجرى فى دمها.

ألم تشعرى بالقلق من وجود ابنتك فى عمل فنى وهى ما زالت صغيرة فى العمر؟

بالطبع، هناك قلق طبيعى كأم، فأنا لا أريد أن تتأثر دراستها أو طفولتها، لذلك لن أسمح أن يتحول الأمر إلى التزام مستمر الآن، لكنها أحبّت التجربة، وأنا رأيتها كخطوة لطيفة وليست أكثر من ذلك، وفى النهاية القرار سيكون لها عندما تكبر، لكن أن أرى ابنتى تشاركنى لحظة فنية، فهذا شىء سيبقى محفورًا فى قلبى.

كيف كانت الأجواء فى كواليس «روكى الغلابة»؟

الأجواء كانت مليئة بالطاقة والمرح، رغم التعب الشديد من التدريبات والمشاهد الصعبة، إلا أننا كنا نضحك كثيرًا، والمخرج كان يحرص على أن يجعل فريق الفيلم فى حالة معنوية جيدة، وكان هناك تعاون بين الجميع، كذلك الفنيون وعمال الإضاءة والكاميرا كانوا يشعرون أننا عائلة واحدة، وهذه الروح انعكست على الشاشة، وأتمنى أن تصل للجمهور.

وما المشهد الأصعب الذى واجهكِ أثناء التصوير؟

هناك مشهد قتال طويل داخل حلبة ملاكمة، استغرق تصويره أكثر من ثلاثة أيام، وكنت مضطرة لتكرار الحركات نفسها عشرات المرات حتى نحصل على النتيجة المطلوبة، وفى اليوم الثالث أُصبت بكدمات حقيقية فى يدى وكتفى، لكنى قررت الاستمرار، وكنت أشعر أن هذا المشهد سيترك بصمة مهمة، ولذلك صممت على تقديمه بأفضل شكل.

وهل كان لجذور عائلتك الفنية، سمير غانم ودلال عبدالعزيز، خطوة فى اختيارك لهذا العمل؟

والداى رحمة الله عليهما كانا دائمًا يعلّماننا أن الفن رسالة وليس مجرد مهنة، بل أذكر أن والدى كان يقول لي: «الناس تضحك معكِ أو تبكى معكِ، لكن الأهم أن تتركى أثرًا»، وعندما جاءنى سيناريو روكى الغلابة فكرت فى تلك الكلمات، أردت أن أختار عملًا يمسّ الناس ويعطيهم أملًا فى البطولة رغم الظروف الصعبة، وأنا أشعر بوجود والداى بروحهما معى فى كل خطوة، وهما السبب فى أننى أبحث دائمًا عن عمل يحمل معنى هاما أو هدفا ورسالة.

كيف استطعتِ التوفيق بين دورك كأم وزوجة وبين التزاماتك الفنية؟

هذا أصعب تحدٍّ فى حياتى، أضع عائلتى دائماً فى المقام الأول، لذلك كان علىّ أن أنظم وقتى بدقة، كنت أستيقظ مبكرًا لأقضى وقتًا مع ابنتى قبل الذهاب إلى التصوير، وأحيانًا كنت أعود متأخرة جدًا لكنى أحرص أن أكون بجانبها حتى لو دقائق، وزوجى أيضًا داعما جدًا، وكان يتحمّل الكثير خلال فترة التصوير، لأنه بدون دعم الأسرة لن أستطيع الاستمرار فى الفن.

هناك مَن يرى أن عودتك إلى السينما تأخرت بعض الشىء.. ما تعليقك؟

يمكن أن يكون ذلك صحيحًا من ناحية الوقت، لكنى لم أرغب فى العودة لمجرد الظهور، وكنت أبحث عن مشروع مناسب، مختلف، وقادر على أن يضيف لى، بل إننى خلال السنوات الماضية ركزت على الدراما التلفزيونية وأعمال أخرى، لكن السينما لها سحر خاص، والآن أشعر بأن عودتى جاءت فى توقيت مناسب مع فيلم يحمل رسالة قوية.

ما شعورك نحو جمهورك الذى ينتظر أعمالك سواء درامية أو سينمائية؟

جمهورى هو سرّ استمرارى، أحيانًا ألتقى أشخاصًا يقولون لى إنهم نشأوا على مشاهدة أعمالى منذ الطفولة، وهذا يملأ قلبى بالامتنان والحب، وأشعر أننى مدينة لهم، لذلك أحاول أن أكون صادقة فى اختياراتى، وأكثر ما يسعدنى هو أن جمهورى يشمل كل الفئات، من الأطفال حتى الكبار، وأرى أن هذه المحبة مسئولية كبيرة.

ما تقييمك لمكانة السينما المصرية اليوم؟

السينما المصرية تمر بمرحلة تجديد، وهناك تجارب شبابية متميزة، وتقنيات حديثة بدأت تدخل الصناعة، لكن لا بد أن نركز على المحتوى بشكل أفضل، لأن الجمهور أصبح أكثر وعيًا، وأنا متفائلة، وأعتقد أن السنوات القادمة ستشهد ازدهارًا أكبر، إذا استمررنا فى تقديم أعمال تحمل قصصًا حقيقية قريبة من الناس.

وهل هناك مشروعات فنية جديدة بعد «روكى الغلابة»؟

نعم، هناك أكثر من مشروع قيد التحضير، لكن لا أستطيع الكشف عن التفاصيل حاليًا، وأستطيع أن أقول إننى أبحث عن التنوع دائمًا، فقد أعود للدراما التلفزيونية، وربما أقدّم عملًا غنائيًا أو مسرحيًا، وأحب أن أجرب أشياء مختلفة، لأننى لا أحب التكرار.

ما طموحاتك الفنية فى المرحلة المقبلة؟

طموحى أن أترك بصمة مميزة فى كل مجال أشارك فيه، أريد أن أقدّم أعمالًا تظل فى ذاكرة الجمهور لسنوات طويلة، مثلما فعل والدى ووالدتى، وأحلم أيضًا أن أصل بأعمالى إلى جمهور عربى أوسع، وربما العالمية، ولكن الأهم أن أبقى صادقة مع نفسى، وألا أتنازل عن الجودة والرسالة.

وكيف تنظرين إلى دور المرأة فى السينما المصرية فى وقتنا الراهن؟

أرى أن المرأة أصبحت أكثر حضورًا، وهناك مخرجات وكاتبات وممثلات يحققن نجاحات كبيرة، لكننا ما زلنا بحاجة إلى مزيد من القصص التى تبرز قوة المرأة وتعكس واقعها بتفاصيله، أنا سعيدة أننى أقدّم فى «روكى الغلابة» شخصية امرأة مقاتلة لا تستسلم، وأتمنى أن يفتح ذلك الباب لمزيد من الأدوار القوية للنساء.

ماذا تودين إرساله إلى الجمهور من فيلمك الجديد؟

الرسالة هى أن الإنسان يمكن أن يحقق ما يريد إذا تمسك بالأمل، فبطلة الفيلم تواجه صعوبات لا تُعدّ، لكنها ترفض أن تنكسر، وهذه الرسالة ليست للمرأة فقط، بل لكل شخص يعيش تحديات يومية، وكنت أريد أن يخرج المشاهد من الفيلم وهو يقول لنفسه: «سأحاول مرة أخرى».

فى رأيك، ما الذى يميز دنيا سمير غانم عن غيرها من الفنانات؟

لا أرى نفسى مميزة عن أحد ولا أحب المقارنة، ولكننى أرغب أن أكون ممثلة ومغنية ومقدّمة برامج فى الوقت نفسه، ولا أضع نفسى فى قالب واحد، وأسعى أن أتنقل بين الكوميديا والدراما، وبين الغناء والتمثيل، فهذا التنوع يمنحنى طاقة ويجعلنى دائمًا فى حالة اكتشاف جديدة، وأعتقد أن الجمهور أحب فى هذه الروح المتجددة.

وإذا طلبت ابنتك كايلا أن تدخل عالم الفن مستقبلًا، كيف سيكون ردّك؟

سأدعمها بكل تأكيد إذا كان ذلك اختيارها عن قناعة، لكن سأطلب منها أن تتعلم أولًا، وأن تعرف أن الفن ليس مجرد شهرة أو أضواء، بل تعب واجتهاد وصبر، بل سأخبرها أن تضع دراستها أولًا، ثم تختار الطريق الذى تحبه، وبالنسبة لى، أهم شىء أن تكون سعيدة وراضية.

كلمة أخيرة تودّين قولها لجمهورك بعد عودتك للسينما؟

أقول لهم إننى اشتقت إليكم كثيرًا فى صالات العرض وعبر الشاشات، وأننى بذلت كل جهدى لأقدّم لكم عملًا يستحق وقتكم ومشاعركم، أتمنى أن تكونوا وجدتم فى الفيلم شيئًا يلمسكم ويمنحكم طاقة إيجابية، وشكرًا لمحبتكم التى لا تنتهى، فهى وقودى فى هذه الرحلة.

 

 

أخبار الساعة

الاكثر قراءة