رئيس مجلس الإدارة

عمــــر أحمــد سامى

رئيس التحرير

عبد اللطيف حامد

المراهنات والعملات المشفرة ووهم الشهادات.. أجهزة الأمن تضرب «أوكار النصب والاحتيال»


4-9-2025 | 14:53

.

طباعة
تقرير: وائل الجبالى

جهد ملحوظ تبذله وزارة الداخلية لحماية المواطنين وممتلكاتهم ومحاربة الجريمة بكافة أشكالها، من خلال قيام أجهزة الأمن بحملات أمنية مكثفة، أسفرت عن ضبط عدد من العناصر الإجرامية المتخصصة فى النصب والاحتيال على المواطنين بأساليب احتيالية مبتكرة، تباينت بين الدجل والشعوذة وانتحال الصفة واستغلال الثغرات الإلكترونية، وجاءت هذه العمليات تأكيدًا على يقظة الأجهزة الأمنية وتطور أساليبها فى مواجهة الجريمة المنظمة.

والحملات الأمنية التى قام بها رجال الأمن تؤكد أن هناك تحركات خفية وراء شاشات الهواتف وحسابات التواصل الاجتماعى المزيفة، تستهدف أحلام البسطاء وأموالهم، ورغم تباين الأساليب إلا أن الهدف واحد هو الاستيلاء على أموال المواطنين عبر وهم حل المشاكل أو تحقيق الأحلام أو تحقيق أرباح مالية.

ومن الإسكندرية إلى أسيوط، شنت الأجهزة الأمنية حملة مكثفة أسفرت عن ضبط 11 متهمًا ينتمون لشبكات إجرامية متخصصة فى الصيد من خلال شبكة الإنترنت والنصب والاحتيال فلم تترك هذه الشبكات الإجرامية مجالًا للاستغلال إلا واقتحمته، فبينما يبحث البعض عن علاج لأمراضهم أو حل لأزماتهم يلوح المشعوذون بحلول وهمية وفى الوقت الذى يتطلع فيه آخرون إلى تحسين أوضاعهم المالية أو التعليمية، يظهر المحتال بمشروع استثمارى وهمى أو كيان تعليمى غير مرخص يبيع أوهامًا على شكل شهادات مزيفة.

ففى الإسكندرية، استغل شخصان معاناة بعض الناس، مدعيين القدرة على العلاج وحل المشكلات بالطب الروحانى والدجل، ونشرا دعاياتهما عبر منصات التواصل الاجتماعى لجذب الضحايا من قلب محافظة الغربية، لكن تحريات ويقظة ضباط مباحث حماية الآداب كشفت خيوط اللعبة، وتم ضبطهما وبحوزتهما الأدلة على نشاطهما الإجرامى

كما تضررت سيدة من شخص آخر لقيامه بالنصب والاحتيال على والدتها والاستيلاء منها على مبلغ مالى من محفظتها الإلكترونية بعد إيهامها بكونه موظفًا بخدمة عملاء إحدى شركات الاتصالات وتحصله على بيانات المحفظة الإلكترونية الخاصة بها بإجراء التحريات بمعرفة قطاع مكافحة جرائم الأموال العامة والجريمة المنظمة، وعقب تقنين الإجراءات أمكن تحديد وضبط مرتكب الواقعة، وهو عاطل له معلومات جنائية مقيم بدائرة مركز شرطة العدوة بالمنيا، وبحوزته هاتف محمول، وبفحصه فنيًا تبين احتواؤه على دلائل تؤكد نشاطه الإجرامى، وبمواجهته اعترف بارتكاب الواقعة.

كما تم ضبط أحد الأشخاص مقيم بالقاهرة له معلومات جنائية بالنصب والاحتيال على المواطنين والاستيلاء على أموالهم من خلال الزعم بقدرته على العلاج الروحانى وقيامه بممارسة أعمال الدجل، والترويج لنشاطه الإجرامى بمواقع التواصل الاجتماعى.

وعقب تقنين الإجراءات تم ضبطه بدائرة قسم شرطة كرموز بالإسكندرية وبحوزته هاتف محمول، وبفحصه فنيًا تبين احتواؤه على دلائل تؤكد نشاطه الإجرامى والأدوات المستخدمة فى أعمال الدجل.

وفى جريمة تمس الصحة العامة مباشرة، انتحل عاطل له معلومات جنائية فى الجيزة صفة طبيب أسنان بجرأة نادرة، وأسس عيادة كاملة مزودة بكافة المعدات وأحدث الأجهزة والأدوات والشهادات الممهورة بالأختام المزورة، ليعبث بصحة المصريين ويستولى على أموالهم، إلى أن تم كشفه والقبض عليه.

وفى محافظة أسيوط، ادعى أحد الأشخاص قدرته على تحقيق ثراء سريع للمواطنين من خلال استثمار أموالهم فى عالم افتراضى خطير عالم المراهنات والمضاربة بالعملات المشفرة ونجح فى استدراج البعض، بطرق وأساليب احتيالية قبل أن يتم ضبطه وبحوزته الأجهزة الإلكترونية التى استخدمها فى جريمته والمتحصلات المالية.

وتكرر السيناريو ذاته ولكن بأساليب أكثر احترافية فى المنيا، حيث شكلت مجموعة مكونة من 4 عناصر إجرامية شبكةً للاحتيال المصرفى الإلكترونى اتصلوا بالضحايا متنكرين فى هيئة موظفى خدمة عملاء فى البنوك، وطالبوهم بتحديث بياناتهم وبمساعدتهم فى الحصول على قروض، ليتحولوا لاحقًا إلى عصابة للاستيلاء على الحسابات البنكية الخاصة بعملاء البنوك، وتم ضبطهم وبحوزتهم ترسانة من وسائل الاتصال تشمل 32 شريحة هاتف و23 هاتفًا محمولاً، بالإضافة إلى مبالغ مالية كبيرة بالعملتين المحلية والأجنبية.

وفى القاهرة أيضاً وجد المحتالون ضالتهم حيث انتشرت أوكار تسمى مراكز تعليمية، لكنها فى الحقيقة كانت مصانع لبيع الأوهام، فقد قامت هذه الكيانات غير المرخصة، تحت إدارة مديرين تم ضبطهم، بتضليل الشباب الباحث عن فرصة وبيعهم وهم الحصول على شهادات تؤهل للعمل فى كبرى الشركات وتم ضبط آلاف الكتب الدراسية غير المعتمدة، ومئات الشهادات الفارغة الجاهزة للملء بوضع الأسماء، وأختام مزورة، فى ضربة موجعة لهذا النوع من الاحتيال المنظم، وتم اتخاذ الإجراءات القانونية حيال جميع المتهمين وتم عرضهم على النيابة العامة لتتولى التحقيق.

فانتشار جرائم النصب والاحتيال تؤكد على حقيقة راسخة وهى تطور أساليب الجريمة، وقد كانت الأجهزة الأمنية ليست فقط فى حالة تأهب دائم، لكنها تتطور بوتيرة أسرع لتحصين المجتمع وضمان عدم إفلات المجرمين من العقاب، وتعيد توجيه رسالة أمان للمواطن.

 

أخبار الساعة