رئيس مجلس الإدارة

عمــــر أحمــد سامى

رئيس التحرير

عبد اللطيف حامد

5 أسباب وراء «نزيف الأسفلت»


24-8-2025 | 14:03

.

طباعة
تقرير : وائل الجبالى

مما لا شك فيه أن «الحوادث المرورية» أصبحت ظاهرةً شائعةً فى الآونة الأخيرة، بما صاحبها من خسائر فى الأرواح وإصابات متنوعة ما بين متوسطة وجسيمة وعاهات مستديمة، بالإضافة إلى خسائر الممتلكات، وما يتبع ذلك من فقد المال العام والخاص، وحفاظًا من الدولة ودورها الوطنى تقوم بالنصح والإرشاد من خلال جميع أوجه الاتصال مع المواطنين عبر وسائل الإعلام وأئمة المساجد والتوعية بالنوادى والطرق.

وفى هذا السياق، كشف اللواء أحمد هشام، الخبير المرورى، أن الحوادث المرورية أصبحت خلال الفترة الأخيرة ظاهرةً خطيرةً وأسبابها متعددة، وتتمحور فى 5 أركان رئيسية الأول: قائد السيارة ويمثل العنصر البشرى والركن الثانى: متعلق بالمركبة والصلاحية الفنية والركن الثالث: المواطن فرد المشاة وعدم الالتزام بتعليمات المرور وعدم الثقافة والعلم بإرشادات المرور، والركن الرابع: متعلق بشبكة الطرق وعدم صلاحية الطريق، والركن الخامس: الأحوال الجوية وسوء الأحوال، سواء أمطارًا غزيرة أو شبورة مائية تمنع الرؤية أو شبورة ترابية أو سقوط ثلوج أو سرعة رياح تتجاوز 50 كيلو مترًا فى الساعة، ولن يخرج أى حادث عن تلك الأسباب مما يتعرض لها الشارع المصرى يوميًا والتى نفقد فيها الكثير من الأرواح والممتلكات والمال العام والخاص وما يصاحبها من تأثير سلبى على المجتمع المصرى بصفة عامة والأسرة بصفة خاصة، حيث تفقد الاسرة أبًا أو أمًا أو أخًا أو اختًا أو جميعهم، مما يؤثر على المجتمع المدنى ككل، وهنا تكمن أهمية التثقيف والتوعية للحد من الحوادث المرورية.

الخبير المرورى، أضاف أن الملاحظة خلال السنوات الأخيرة وتحديدًا خلال الفترة الماضية للحوادث تكشف أن العنصر البشرى وقائد السيارة هو الغالب والمسبب الرئيسى فى غالبية الحوادث، والتى تتراوح بنسبة ما بين 70 فى المائة إلى 77، وذلك نتيجة عدم التزام قائد السيارة بتعليمات وآداب المرور وعدم الإلمام بقانون المرور، حيث يرتكب قائد السيارة العديد من المخالفات المرورية التى تتسب فى الحوادث، وأهمها السير بسرعة جنونية وعدم الالتزام بالحارة المرورية واستخدام التليفون المحمول أثناء القيادة، مما يفقده التركيز ووضع أطفال على رجل قائد السيارة، وعدم مراعاة مسافات الأمان بين السيارات بحد أدنى 3 أمتار وحد أقصى7 أمتار، والوقوف المفاجئ والوقوف فى مطالع ومنازل الكبارى وتجاوز السيارة من الخلف من الجهة اليمنى، وهذا مخالف لقانون المرور، لأن التجاوز يجب أن يكون من الجهة اليسرى مع استخدام آلة التنبيه.

وتابع: كذلك، يجب عدم استخدام آلة التنبيه عند التقاطعات إلا فى حالة الضرورة، وكذلك تناول الأدوية المنبهة والمواد المخدرة أثناء القيادة والتى أصبحت ظاهرةً منتشرةً فى الوقت الحالى، خاصة مع سيارات النقل الثقيل والنقل بمقطورة والنقل «التريلا»، حتى يتمكن من زيادة عدد الرحلات وتحقيق أكبر عائد مادى ومخالفة تعليمات منظمة الصحة العالمية التى حددت عدد ساعات القيادة الأمنة وهى 4 ساعات متصلة يوميًا أو 8 ساعات منفصلة يوميًا، وهو ما لم يتم تطبيقه، ونرى السيارات الملاكى سيارات الشركات الخاصة يعمل عليها السائقون لفترات تتجاوز 8 ساعات يوميًا، وهو ما يؤدى إلى وقوع الحوادث وتكون نتائجها جسيمة وبالأخص حوادث سيارات النقل الثقيل الذى يتجاوز عددًا من السيارات عند وقوع حوادث وعدد كبير من الأرواح، وهنا يتضح ان العنصر البشرى هو المتسبب الرئيسى فى الحوادث المرورية.

اللواء «هشام»، أكمل: أما عن البند الثانى وهو المركبة وعدم الصلاحية الذى يتسبب فى وقوع الحوادث إذا كانت المركبة غير صالحة للسير يسبب كارثة مؤكدة، ما يؤدى الى تعطل السيارة فجأة فتسبب الحادث المرورى، أيضا تعطل فرامل اليد أو الفرامل الهوائية أو عملها بشكل غير جيد، مما يضعف قائد السيارة عن التوقف فى حالة الطوارئ يؤدى إلى زيادة الحوادث المرورية، أيضًا الإطارات إن كانت حالتها غير جيدة وضغط الهواء فيها بشكل غير مناسب يتناسب مع سخونة الأسفلت فى فصل الصيف أو برودته فى فصل الشتاء، مما يؤدى إلى انفجار الإطار وانقلاب السيارة أو انحرافها، مما يتسبب فى الكثير من الحوادث المرورية.

وأردف: أما البند الثالث والذى يخص فرد المشاة، فإنه يجهل قوانين المرور لعدم امتلاكه سيارة، ويجب أن يسير على الرصيف وليس بنهر الطريق والذى يعرضه للحوادث، ويؤدى إلى بطء سير السيارات وتعريض حياته للخطر والعبور من الأماكن الخاطئة، فيجب عبور المشاة من الأماكن المخصصة أمام إشارات المرور، وعندما تكون الإشارة حمراء يسمح لأفراد المشاة بالعبور، وكذلك يجب على أفراد المشاة استخدام أنفاق وكبارى المشاة للعبور، والدولة وفرت ذلك وبالأخص على الطرق السريعة وأبرزها طريق السويس الصحراوى الذى يشهد العديد من الحوادث، ويجب على فرد المشاة فى حالة عدم وجدود رصيف أو نفق أو كوبرى مشاة أو إشارة مرور أن يكون سيره مواجهًا للسيارات، حتى يتمكن من رؤيتها، وأن يكون السير على يمين السيارات وليس شمالها، حتى يتجنب السرعة الزائدة على شمال السيارات مع الحرص والانتباه أثناء السير.

الخبير المرورى، أوضح كذلك، أنه فيما يخص شبكة الطرق عدم صلاحية الطريق وهذا غير موجود حاليا فى الشارع المصرى، بعدما تم تجديد وإصلاح شبكة الطرق التى نقلها من ترتيب 118 فى 2014 على مستوى العالم إلى 18 فى 2024 ووصولها الى ترتيب 12 على مستوى العالم فى 2030، وهى ما تساعد بشكل كبير فى الحد من الحوادث المرورية، ولكن بالنسبة لمناطق الأعمال يجب أن يكون قائد السيارة لديه حرص وانتباه وخفض السرعة إلى 80 كيلو مترًا فى الساعة.

واختتم حديثه قائلاً: أما ما يخص الأحوال الجوية، فسوء الأحوال الجوية والارتفاع الشديد فى درجات الحرارة والشبورة المائية الكثيفة والشبورة الترابية التى تصل الى مرحلة العتمة وسقوط الأمطار بغزارة وارتفاع منسوب المياه على المسطحات الأرضية إلى ما يجاوز 20 سم وتجاوز سرعة الرياح لـ50 كيلو مترًا، كل ذلك يمنع نهائيًا السير بالسيارة تجنبًا للحوادث، والإدارة العامة للمرور موجودة والخدمات المرورية المكثفة تتواجد للرد على استفسارات قائدى السيارات، فى القاهرة الكبرى وجميع المحافظات لتجنيبهم وقوع الحوادث، كما أن وزارة الداخلية تقوم بواجبها بإعلام المواطنين بمناطق الأعمال وإغلاقات الشوارع المختلفة والتحويلات المرورية لتجنيب المواطنين الحوادث وضمان رحلة آمنة، هذا فضلاً عن أن التزام قائدى السيارات بتعليمات رجال المرور يُحسّن السيولة المرورية ويُجنّب الحوادث وظهور الشعب المصرى بمظهر حضارى.

الاكثر قراءة