في إطار التحرك الدبلوماسي المصري المكثف لوقف العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة وتخفيف المعاناة الإنسانية، أجرى الدكتور بدر عبد العاطي، وزير الخارجية والهجرة وشئون المصريين بالخارج، سلسلة من الاتصالات الهاتفية مع عدد من نظرائه ومسؤولي الاتحاد الأوروبي، شملت الممثلة العليا للشئون الخارجية والسياسة الأمنية للاتحاد الأوروبي "كايا كالاس"، ووزير الخارجية الفرنسي "جان نويل بارو"، ووزير الخارجية البريطاني "ديفيد لامي".
خلال هذه الاتصالات، جدد الوزير عبد العاطي رفض مصر القاطع لتوسيع العدوان على غزة والتصريحات الإسرائيلية الداعية لما يسمى "إسرائيل الكبرى"، وإدانته لقرارات التوسع الاستيطاني في الضفة الغربية، مؤكداً أن هذه الممارسات تنتهك القانون الدولي وتؤجج التوترات وعدم الاستقرار في المنطقة.
وشدد عبد العاطي على ضرورة مضاعفة الضغوط الدولية للتوصل إلى وقف إطلاق النار، وضمان نفاذ المساعدات الإنسانية والطبية إلى القطاع دون عوائق، محملاً إسرائيل كامل المسؤولية كقوة احتلال عن فتح معابرها الخمسة ووقف سياسة التجويع ضد المدنيين الأبرياء. كما أطلع نظراءه على الجهود المصرية، بالتنسيق مع قطر والولايات المتحدة، للتوصل إلى صفقة تشمل وقف إطلاق النار، وإطلاق سراح الرهائن، والإفراج عن عدد من الأسرى الفلسطينيين، إضافة إلى التحضيرات الجارية لعقد مؤتمر دولي للتعافي المبكر وإعادة إعمار غزة في القاهرة فور وقف العدوان.
وخلال اتصاله بوزير الخارجية الفرنسي، أشاد عبد العاطي بموقف باريس المشرف باعتزامها الاعتراف بالدولة الفلسطينية، داعياً إلى حشد الجهود لمزيد من الاعترافات الدولية بها على حدود الرابع من يونيو 1967 وعاصمتها القدس الشرقية. كما ناقش الوزيران تطورات الملف النووي الإيراني وأهمية الحلول السلمية لتجنب التصعيد في منطقة تعاني من أزمات متفاقمة.
وفي محادثاته مع وزير الخارجية البريطاني، رحب عبد العاطي بالزخم المتنامي في العلاقات المصرية البريطانية وخطط ترفيعها إلى شراكة استراتيجية، مؤكداً أهمية استثمار هذا التطور لدعم التعاون الاقتصادي والتجاري والاستثماري، إلى جانب التنسيق في الجهود الرامية لوقف العدوان وضمان وصول المساعدات. كما ثمن إعلان بعض الدول، ومن بينها المملكة المتحدة، نيتها النظر في الاعتراف بالدولة الفلسطينية خلال اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة الشهر المقبل.
من جانبهم، أعرب المسؤولون الأوروبيون عن تقديرهم الكبير للدور المصري في التهدئة ودعم الشعب الفلسطيني، مؤكدين التطلع للتعاون مع القاهرة لإنجاح الجهود الرامية لوقف إطلاق النار وضمان وصول المساعدات الإنسانية دون حواجز.