يقول المولى عز وجل:- «إِذْ قَالَتِ امْرَأَتُ عِمْرَانَ رَبِّ إِنِّى نَذَرْتُ لَكَ مَا فِى بَطْنِى مُحَرَّرًا فَتَقَبَّلْ مِنِّى إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ»..آل عمران.
يأتى ذكر السيرة العطرة للسيدة مريم بنت عمران التى ولدت فى ناصرة «فلسطين»، وعاشت فى المعبد لمدة 12 عاما قبل أن تُسَلَّمَ إلى يوسف، وكانت والدتها «حنة بنت قاعود» قد نذرتها وهى فى بطنها لخدمة الرب، يأتى تزامنا مع «صوم العذراء»، الذى بدأه الإخوة المسيحيون من يوم 8/7 ويستمر 15 يوما، وهو صيام تسلمته الكنيسة من الآباء الرسل أملا فى رؤية جسد السيدة مريم بعد صعودها، فكما ورد فى بعض المراجع القديمة أنه عندما صعدت السيدة العذراء إلى السماء عن عمر يقارب الـ58 عامًا، وقام تلاميذها بدفنها كان توما الرسول فى رحلة تبشيرية فى الهند، وخلال رحلة العودة رأى صعود جسد العذراء للسماء، وعندما عاد وسأل عن السيدة العذراء، وأخبروه أنها انتقلت أى توفيت طلب منهم أن يرى مكان دفنها، وعندما ذهبوا إلى القبر لم يجدوا الجسد المبارك، فروى لهم ما رآه فطلبوا بدورهم أن يروا هذا المشهد ليتأكدوا ويوثقوا هذا الاعتقاد عندهم بصعود جسد العذراء، فصاموا 15 يومًا من أول مسرى «أغسطس» حتى 15 مسرى، وفى اليوم الـ 16 رأى الرسل جسد العذراء وهو يصعد مرة أخرى، ومنذ ذلك الوقت صار هذا الصوم تقليدا يتبع .
يذكر أيضا أنه تزامنا مع صوم العذراء يحتفل بأعياد قديسات شهيرات مثل القديسة بانيسة 8 أغسطس، والقديسة بوليصة 12 أغسطس والقديسة مارينا 22 أغسطس وأثناء صوم العذراء أيضًا يحتفل بعيد التجلى المجيد 19 أغسطس .
صوم العذراء أو «العفيفة»، كما يطلق عليه البعض، يهتم به الأقباط فى مصر، وبخاصة السيدات، اهتمامًا يفوق الوصف، حيث يتم طهى طبق «الشلولو» وشهرة هذا الطبق تعود إلى زيارة السيدة مريم وصغيرها عيسى ويوسف النجار إلى مصر، وخلال «رحلة العائلة المقدسة» لم تجد ما تأكله، فأعطاها المصريات قليلًا من «الملوخية الناشفة»، فوضعت عليها ماء وتناولتها، وصار هذا الطعام من الوجبات الرئيسية فى صوم العذراء تيمنًا بالسيدة مريم، فقط أضيف إليه الثوم والملح والليمون وعادة تهديه السيدات إلى جارتهن المسلمات ردا للجميل .
وبعد انتهاء فترة الصوم تقام الاحتفالات فى الكنائس والأديرة، وخاصة دير العذراء مريم بـ»درنكة»، وأيضا يحضرة عدد كبير من شعب الكنيسة وكنيسة العذراء بـ«مسطرد»، يذكر أن بمصر عددا من الكنائس باسم السيدة «مريم العذراء» يصل إلى «444» كنيسة وديرًا حبا فيها وتبركا بقدومها إلى مصر واحتمائها بها، والخير الذى حل على أرض المحروسة جراء هذه الرحلة المباركة .
