رئيس مجلس الإدارة

عمــــر أحمــد سامى

رئيس التحرير

عبد اللطيف حامد

خبير إعلام رقمي: السوشيال ميديا حولت موسم الصيف لـ"ملف تسويقي بحث"


9-8-2025 | 13:57

الدكتور حسام النحاس أستاذ الإعلام وخبير الإعلام الرقمى

طباعة
تقرير: محمد زيدان

قال الدكتور حسام النحاس أستاذ الإعلام وخبير الإعلام الرقمى، إن السوشيال ميديا فى السنوات الأخيرة أصبحت تتعامل مع موسم الصيف والمصايف كملف تسويقى بحت.

وأضاف في تصريحات لمجلة المصور: بعيدًا عن الواقع الفعلى لكثير من المواطنين، للأسف، تحولت أدوات الدعاية والتسويق عبر المنصات الرقمية إلى آلية لعرض أنماط الرفاهية، من شاليهات فاخرة ومصايف ساحلية باهظة، وكأنها متاحة للجميع، بينما هى فى الحقيقة حكر على فئة محدودة فقط، وأن هذا الخطاب الإعلامى الرقمى يسهم فى تعميق الفجوة النفسية والاجتماعية، ويخلق صورة نمطية عن المصيف باعتباره ضرورة، رغم كونه رفاهية مؤجلة لأغلب الناس.

وتابع أن المحتوى المتداول على السوشيال ميديا قد تجاوز حدود الترويج ليصبح فى كثير من الأحيان نوعًا من الاستعراض والمبالغة، حيث يتم التركيز بشكل مبالغ فيه على المناطق الساحلية ذات التكلفة الباهظة، مثل بعض مناطق الساحل الشمالى التى للأسف الشديد، لم تعد تقدم على مواقع التواصل بوصفها فرصة للراحة أو الترفيه، بل كنوع من التأكيد الطبقي، حتى ظهرت مصطلحات مثل «الساحل الشرير» و«الساحل الطيب»، فى إشارة إلى مناطق باهظة لا يمكن لغالبية المصريين الوصول إليها، وتلك التى ما زالت متاحة للبعض، لكن الحقيقة أن كلا الجانبين سواء ما يعرف بالساحل القديم أو الجديد أصبح يتطلب ميزانية ضخمة تفوق قدرة أغلب الأسر والطبقات المتوسطة، وأن هذا الخطاب الرقمى يكرس لمفهوم زائف عن المصيف، ويشعر المتابع بأن هذه الرفاهية متاحة للجميع، بينما الواقع يشير إلى أن البحر بات «لمن يملك فقط» لا لمن يحتاج إلى نسمة هروب من حرارة الصيف.

«النحاس»، أوضح أن عملية التسويق والدعاية للمصايف تحتاج إلى قدر من التوازن والواقعية، بعيدًا عن الانحياز الكامل للفئات المقتدرة فقط.

ولفت إلى أن الطبقة المتوسطة وهى فئة واسعة تستحق اهتمامًا خاصًا فى الخطاب التسويقى والإعلامي، فهى ما زالت تحاول التمسك بثقافة قضاء إجازة صيفية ولو بأقل الإمكانات. وهناك عدد من الوجهات الشاطئية التى يمكن تقديمها كخيارات واقعية وملائمة لهذه الشريحة، مثل: جمصة، بلطيم، رأس البر، الإسكندرية، ومرسى مطروح، وهى أماكن لا تزال تحتفظ بجاذبيتها الطبيعية وتاريخها كمدن مصيفية، وتعد مناسبة من حيث الأسعار والخدمات المتوفرة، التسويق الذكى يجب أن يراعى الفوارق الاجتماعية، ويعيد الاعتبار للمصايف التى يمكن أن تمنح الأسرة قدرًا من الراحة النفسية، دون أن ترهقها ماديًا.

الاكثر قراءة