في مثل هذا اليوم من عام 2011، رحلت عن عالمنا الفنانة الكبيرة هند رستم، إحدى أبرز أيقونات السينما المصرية، التي ظلت لأكثر من ثلاثين عاما نجمة ساطعة على الشاشة الفضية، شاركت خلالها في أكثر من 84 فيلما، ورغم تنوع أدوارها، ظلت حبيسة لقب "ملكة الإغراء" الذي لم ترض به يوما.
لم يكن هذا الوصف محليا فقط، بل امتد صداه إلى خارج الحدود، حيث لفتت هند رستم أنظار النقاد والسينمائيين في هوليوود، لا سيما بعد دورها اللافت في فيلم "باب الحديد" (1958) للمخرج يوسف شاهين. ووصفتها مجلة هوليوود ريبورتر في تقرير نشر فى أحد المجلات الصحفية عام 1990 بأنها "ليست فقط ممثلة إغراء متميزة، بل ممثلة قديرة تضاهي الإيطالية آنا مانياني".
حين اختار صناع كتاب أمريكي عن نجمات الإغراء العالميات نجمات من خارج هوليوود، وقع اختيارهم على هند رستم كأيقونة عربية تمثل السينما المصرية خلال الفترة من 1955 إلى 1975، إلى جانب نجمات عالميات مثل بريجيت باردو.
رغم التقدير العالمي، لم تُخفِ هند رستم استياءها من اختزال مسيرتها الفنية في هذا اللقب.
وقالت في تصريحات صحفية وقتها:"قدمت أكثر من 100 فيلم، منها 8 فقط يمكن تصنيف أدواري فيها كإغراء، ولكن للأسف هذه هي الأدوار التي شاهدها الغرب، فاختصروني فيها".
ابنتها بسنت رضا أكدت ذلك أيضًا، مشيرة خلال ظهورها في أحد البرامج إلى أن والدتها كانت تنزعج من لقب "ملكة الإغراء"، لأنه كان يقيدها في قالب واحد، ويتجاهل تنوع أدوارها وقوة موهبتها.
وفي حوار أُجري معها عام 1987، عندما سُئلت هل الإغراء كان طبيعة أم صنعة مكتسبة؟، أجابت هند رستم:"الفنان لا يجب أن يُحاصر نفسه في نوع واحد من الأدوار، بل يجب أن يتقن كل الأشكال، من المجني عليه إلى المجرم، ومن الفتاة المحتشمة إلى امرأة الإغراء، وأنا فعلت كل ذلك".