أكد المتحدث باسم وزارة الخارجية الفرنسية كريستوف لوموان، ضرورة تنفيذ حل الدولتين وإقامة الدولة الفلسطينية.
وقال لوموان - في مداخلة لفضائية "القاهرة الإخبارية" اليوم الجمعة - "إن فرنسا أرسلت خطابا للرئيس الفلسطيني محمود عباس بأنها ستعترف بالدولة الفلسطينية أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة ، مشددا على ضرورة أن يكون هناك حل للدولتين يعيشان جنبا الى جنب في أمن وسلام".
وأضاف أن الموقف الراهن في المنطقة والقطاع؛ يظهر الحاجة الماسة إلى تجنب أي حلول عسكرية، منبها إلى أن "الأعمال التي نراها الآن في غزة ستؤدي إلى كارثة محققة على المستوى الإنساني وغيرها من المستويات الرفيعة".
وتابع "كان لزام علينا أن نتخذ خطوات في سبيل الحلول السياسية ، لذلك قرر الرئيس الفرنسي ماكرون الاعتراف بالدولة الفلسطينية، كما يأمل ويطمح أن يعطي بعض الدفعة القوية ويرى بريطانيا وكندا يتخذون هذه الخطوات؛ وهي إشارة إيجابية لصالح الدولة الفلسطينية وهناك المزيد من الخطوات في اتجاه الأمن والسلام في المنطقة".
وأشار إلى أن الاعتراف بالدولة الفلسطينية يعني أن هناك طريق أمام السلام والاستقرار؛ ومن شأنه أن يمهد الطريق لاستعادة السلطة الفلسطينية السيطرة على الموقف الراهن وأن تكون واضحة في هذا الشأن.
وأوضح أن الموقف الراهن في غزة مريع للغاية والمدنيين يعانون من المجاعة والمساعدات الإنسانية لا تدخل الى القطاع بالشكل الكامل لذلك يجب العمل على إدخال المزيد من المساعدات إلى قطاع غزة بالطرق البرية والشاحنات ، لافتا إلى أن الإنزال الجوي للمساعدات في غزة ربما يكون خطة إيجابية ولكنه ليس الطريق الأمثل لذلك نطالب بفتح جميع المعابر في القطاع فورا.
وشدد على أن الرئيس الفرنسي ماكرون لديه رغبة بتنفيذ آلية واضحة لإيجاد الحلول السياسية التي تهدف لحل القضية الفلسطينية، مع ضرورة تنفيذ تحرك دولي لحل القضية الفلسطينية ووقف الحرب والدمار وإنهاء المعاناة في غزة.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الفرنسية كريستوف لوموان إن فرنسا والولايات المتحدة حلفاء قدامى وكانا يعملان جنبا الى جنب على مدار عقود، لكن الآن لدى فرنسا منهجية مغايرة فيما يتعلق بالموقف في غزة والضفة الغربية، والولايات المتحدة ليست على توافق تام مع وجهة النظر الفرنسية، لكننا نعمل على تمهيد طريق للحلول السياسية والاعتراف بالدولة الفلسطينية خطوة في صالح الجميع.
وأضاف لوموان "لا يمكن السماح بقتل المدنيين من منتظري المساعدات الإنسانية في غزة، منوها بأن آلية توزيع المساعدات في غزة عبر المراكز الأمريكية الإسرائيلية ليست الطريق الصحيح لأنها تزيد أعداد الوفيات، "ونحن على قناعة تامة بأن عمل توزيع المساعدات هو عمل خاص للأمم المتحدة ووكالة أونروا المنخرطة في هذا الشأن، والتي تعمل على توزيع المساعدات الإنسانية بالشكل الأمثل ، لكن آلية توزيع المساعدات الأمريكية الإسرائيلية في قطاع غزة غير مقبولة نهائيا".
وتابع "نبذل ضغوطا كبيرة بشأن الاعتراف بالدولة الفلسطينية ونخوض حراكا دبلوماسيا للجلوس إلى طاولة المفاوضات للوصول إلى حلول، كما نعمل مع الدول الأعضاء بالاتحاد الأوروبي لتعليق بعض الاتفاقيات الخاصة بالتبادل مع إسرائيل من أجل الضغط عليها، ونحن على قناعة تامة بأنه لا يوجد سبيل آخر لحل الأزمة في غزة ودعم القضية الفلسطينية إلا من خلال الطرق الدبلوماسية في المقام الأول".
وأعرب عن أمله في أن تكون خطوات فرنسا بالاعتراف بالدولة الفلسطينية مؤثرة على دول الاتحاد الأوروبي، لافتا إلى أنه وبعد إعلان فرنسا، أعلنت بريطانيا وكندا كذلك الاعتراف بالدولة الفلسطينية وهناك دول أخرى من الاتحاد الأوروبي في طريقهم للاعتراف أيضا، حيث وضعت فرنسا آلية واضحة في طريق الاعتراف بالدولة الفلسطينية وسنحقق زخما كبيرا في سبتمبر المقبل.
وشدد على أن الإنزال الجوي للمساعدات ربما يقدم بعض المساعدات المحدودة، لكن هناك الكثير من الحالات الطارئة في القطاع؛ لذلك يجب تنفيذ وقف فوري لإطلاق النار في غزة ووقف الأعمال العسكرية لضمان إدخال المساعدات الإنسانية وفتح جميع المعابر مع قطاع غزة بشكل كامل لإدخال مزيد من المساعدات الإنسانية.