رئيس مجلس الإدارة

عمــــر أحمــد سامى

رئيس التحرير

عبد اللطيف حامد

«حسم».. يد الجماعة الإرهابية «المبتورة»


24-7-2025 | 18:08

عناصر حسم الإرهابية نفذوا عملية اغتيال النائب العام الشهيد هشام بركات

طباعة
تقرير: مروة سنبل

مجددًا.. عادت جماعة الإخوان الإرهابية، لتهدد الأمن والاستقرار فى مصر، فبعد سنوات من نجاح القوات المسلحة والشرطة من القضاء على الإرهاب فى البلاد، واستعادة الدولة عافيتها وارتفاع معدلات النمو الاقتصادى والسياحى، المرتبطين بشكل رئيسى بالأمن والأمان، جددت الجماعة الإرهابية أهدافها بالنيْل من مصر وشعبها.

وفى المقابل، أكدت أجهزة الأمن أنها حائط صد أمام كل مَن تسول له نفسه المساس بأمن مصر وشعبها، ومضيها قُدمًا فى ملاحقة عناصر الجماعة الإرهابية والداعمين لها، وإفشال كافة محاولاتهم الرامية للمساس بأمن الوطن وسلامة المواطنين، مؤكدة أمام الجميع أن يقظة أجهزة الأمن واستباقها للمخططات العدائية كفيلة بإحباط أى تهديد يستهدف استقرار الدولة المصرية.

وتصدت قوات الأمن بكل قوة لمحاولات الإخوان اليائسة لعودة عنفهم المسلح؛ وذلك بهدف زعزعة الاستقرار الأمنى، وإثارة الفوضى داخل البلاد، حيث قامت عناصر حركة «حسم»، الجناح المسلح لجماعة الإخوان الإرهابية الهاربة بتركيا، بالإعداد والتخطيط لمعاودة إحياء نشاطها، وارتكاب عمليات عدائية، تستهدف المنشآت الأمنية والاقتصادية، من خلال دفع أحد عناصر الحركة، الهاربين بإحدى الدول الحدودية، السابق تلقيه تدريبات عسكرية متطورة بها، للتسلل للبلاد بصورة غير شرعية، لتنفيذ مخططاتها، يأتى ذلك تزامنا مع إعداد الحركة مقطع فيديو، تداولته مواقع التواصل الاجتماعى، يتضمن تدريبات لعناصرها بمنطقة صحراوية بإحدى الدول المجاورة، والتوعد بتنفيذ عمليات إرهابية واستهداف مؤسسات الدولة.

وبعد أن فشلت «الإرهابية» فى محاولتها لإسقاط الدولة، تسعى الجماعة والموالون لها لبث الذعر والخوف بين المواطنين فى محاولات منها لتركيع الدولة.. ولجأت «الإخوان» وأذرعها المسلحة إلى التأصيل الشرعى للعنف بارتكاب عمليات عنف عشوائية، مما يؤكد أن حربها فى مواجهة الدولة لن تتوقف، وأن الغلبة داخل الجماعة لتيار العنف والصدام المسلح، وأن الجماعة تسعى لفرض مطالبها بقوة السلاح.

وقد ظهرت «حسم» فى عام 2016، وأعلنت مسئوليتها عن عمليات إرهابية معتمدة على التخطيط النوعى والتمويل الخارجي، والتدريب على استخدام الأسلحة والمتفجرات، وقامت الحركة بسلسلة من الاغتيالات والعنف، بينها محاولة استهداف مفتى الجمهورية الأسبق د. على جمعة، والنائب العام المساعد، إلى جانب اغتيال رئيس مباحث طامية بمحافظة الفيوم عام 2016.

كما تلقت الحركة ضربات أمنية قوية على مدار السنوات الماضية، أدت إلى تفكيك عدد من خلاياها والبنية التنظيمية لها، وضبط مخازن أسلحة تابعة لها، وتصفية عدد من قادتها فى اشتباكات مسلحة مما أدى إلى تراجعها بشكل كبير، وكان آخر العمليات النوعية لـ«حسم» هى تفجير سيارة بمحيط معهد الأورام، مما أسفر عن وفاة 22 شخصا وإصابة العشرات عام 2019.

ويتضح جليًا أن العمليات النوعية التى تقوم بها الحركات الإرهابية مثل حركة «حسم» تستند إلى «شرعنة العنف»، حيث تؤمن بأنه ليس بالضرورة أن يكون البديل عن العمل السلمى أن تكون المقاومة مسلحة، ولكن بينهما مراحل ودرجات يمكن ممارسة التغيير من خلالها، بما يطيل نفس المقاومة، ويربك المشهد، ويوفر قوتهم حتى لا ينجروا إلى صراع لم يحسبوا حسابه أو يعدوا عدته، وتعد «حسم» أبرز الحركات التى تتبنى هذا الفكر وتعمل بهذا المنهج.

وتتبع الحركة الفكر التكفيرى كغيرها من الحركات التى نشأت عقب فض اعتصامى «رابعة» و«النهضة»، وتتسم بكونها تقوم بتنفيذ هجمات فردية من خلال مجموعات قليلة من الأشخاص لا يتعدى 4 إلى 5 أشخاص، وهنا تشير بعض المصادر إلى أن هذه الحركة، وإن كانت لا تملك الحرفية الأكثر تقدما، ولكنها قادرة على صناعة الإزعاج، وتسعى لإرباك المشهد الداخلى مما يؤثر على الوضع الاقتصادى والاستثمارى، فضلا عن محاولاتها لفتح جبهات داخلية لتشتيت الجهود الأمنية، وسعيها لتحفيز الخلايا النائمة والمتعاطفين مع الإخوان للخروج ضد الدولة ومؤسساتها.

«حسم» قريبة فكريًا من التنظيمات التكفيرية، وتلقت عناصرها دورات فى التكتيك العسكرى بالمناطق الحدودية، وتبنت لجانها النوعية أعمال العنف واغتيال عدد من ضباط الشرطة والشخصيات العامة فى أعقاب عزل محمد مرسى، وتتكون هذه اللجان من مجموعات من الشباب، لا يحمل معظمهم أى سوابق جنائية، ويتم تدريبهم لتنفيذ الاغتيالات والأعمال الإرهابية والتفجيرات.

ويعمل الجناح المسلح لـ«الإخوان» على أكثر من محور.. منها «مجموعات المواجهة» وهى التى تضم عناصر حركية تختص بـ«الرصد، التنفيذ، وتصنيع للقنابل والعبوات الناسفة»، بالإضافة إلى «مجموعات الحراك الشعبى الفوري»، وهى المجموعات التى تكلف بالنزول وسط التجمعات وإحداث حالة من الفوضى واستغلال حراك الشارع، هذا مع إعطاء التأصيل الشرعى والدينى للعمل المسلح، ليصل اعتقادهم بأنهم يطبقون شرع الله، وأنه إذا تم قتله فإنه استُشهد فى سبيل الدفاع عن الحق.

ويحرك «حسم» خططيًا قيادات الإخوان وحلفاؤها الموجودون بتركيا، وعلى رأسهم يحيى موسى، أحد مؤسسى الحركة، والمشرف على هيكلها المسلح والتقنى والتأصيل الشرعي، والمحكوم عليه بالعديد من القضايا بالإعدام والسجن المؤبد، وعلى رأسها قضية اغتيال النائب العام، ومحاولة استهداف عدد من الشخصيات المهمة، ومحاولة استهداف الطائرة الرئاسية، واغتيال الشهيد المقدم ماجد عبد الرازق بقسم شرطة النزهة، وقد أدرجته وزارة الخارجية الأمريكية فى يناير 2025 على قوائم الإرهاب، مؤكدة ضلوعه فى قيادة العمليات العدائية خارج مصر، ودعمه لنشاط الجماعة المسلح، ويقيم «موسى» فى تركيا، ويتولى مسئولية التخطيط والتمويل لعمليات مسلحة تستهدف الدولة المصرية، بالتنسيق مع قيادات إخوانية أخرى هاربة، أبرزهم علاء على السماحي، ومحمد عبد الحفيظ، محمد رفيق إبراهيم مناع.

وكشفت معلومات الأمن الوطنى عن تخطيط جديد أعده «موسى» وقيادات «حسم» الهاربة فى تركيا لإعادة إحياء النشاط المسلح داخل مصر، ويتضمن المخطط تهريب عناصر مدربة على العمليات المسلحة من إحدى الدول الحدودية، وتوفير تمويل خارجى لدعم عمليات داخلية ضد مؤسسات الدولة، وإعداد فيديو دعائى تم تداوله على مواقع التواصل، يتضمن تدريبات لعناصر إرهابية فى منطقة صحراوية، والتوعد بتنفيذ عمليات إرهابية، وتعتبر حركة «حسم» أبرز لجان الحراك المسلح، وهو المسمى الجديد للنظام الخاص القديم للإخوان، وتعتمد على العمل النوعى المسلح بتدريب مجموعات صغيرة.

وفى إطار محاولاتها أيضا لنشر الفوضى والتحريض على العنف، قامت العناصر الإرهابية التابعة للإخوان وحركة حسم بمبادرات على مواقع التواصل الاجتماعى لبث سمومها والاستقطاب والتحريض ضد الأجهزة الأمنية، وكشفت تلك الصفحات التى يديرها عناصر الإخوان الهاربين بالخارج من تبنى مبادرات أوضحت مدى كراهيتهم للدولة وللشعب المصرى، حيث تحولت تلك الصفحات لمنصات تدعم استخدام السلاح فى مواجهة الدولة وبث رسائل تحفيز لعناصرها باستهداف الأمن القومى المصرى، كما تدعو عناصرها إلى الاستمرار فى إثارة الفوضى، واعتادت تلك الصفحات على نشر الأكاذيب والتحريض ضد الدولة بالاعتماد على فبركة الموضوعات والصور لإثارة الرأى العام واستقطاب الشباب.

هشام النجار، المتخصص فى شئون الحركات الإسلامية، أكد أن الإرهاب مرتبط بالخارج، وجماعة الإخوان جماعة وظيفية هى أداة بيد جهات وأجهزة خارجية لها أجنداتها وأهدافها المعروفة، مضيفًا أن «جماعة الإخوان منذ تأسيسها وهى منضوية ومنخرطة فى مشروع تخريبى وتقسيمى وتفكيكى ظهر بوضوح منذ منتصف التسعينيات، ولا تزال هذه الجماعة الخائنة الإرهابية تعمل ضمن نفس المشروع الذى يهدف لتغيير خارطة الشرق الأوسط وخدمة مشروعات توسعية مثل إسرائيل الكبرى والعثمانية الجديدة وغيرهما، وكلها خطط ومشاريع تستهدف أمن واستقرار ووحدة الدول العربية».

وعن مغزى توقيت نشاط حركة حسم الإرهابية، قال «النجار»: لأن الجماعة الخائنة تريد أن تثبت نفسها للقوى الراعية لها، وأنها قادرة على نيل رضاها وثقتها مجددا بالضغط على الدولة المصرية، وإحداث قلاقل واضطرابات مجددا بالداخل المصري، لكن يقظة وإخلاص وفدائية أجهزة الأمن المصرية ورجالها تحول دائما دون تنفيذ هذه المخططات الخبيثة الشيطانية.

كما أكد «النجار»، أن الإخوان الخائنة الإرهابية ترغب فى استعادة ثقة القوى الغربية وأجهزة المخابرات المحركة للنشاط الإرهابى حول العالم بها، خاصة بعدما تم تهميشها خلال الفترة الماضية لصالح أجنحة تكفيرية أخرى.

وأشار إسلام الكتاتني، الباحث فى شئون الحركات الإسلامية، إلى يقظة الأجهزة الأمنية ونجاحها فى توجيه ضربات استباقية لإحباط مخطط الجماعة الإرهابية التى تستهدف زعزعة الأمن والاستقرار، والقضاء على الخلية الإرهابية التابعة لحركة حسم، والتى كانت تخطط للقيام بعمليات نوعية مسلحة ضد منشآت الدولة، مشيرا إلى أن الجماعة الإرهابية تعمل وفق خطة باستهداف مقدرات ومنشآت الدولة، فى محاولة منها لاستنزاف مقدرات الأجهزة الأمنية، وتخطيطها للتركيز على العمليات النوعية الفردية، بهدف بث الذعر والخوف بين المواطنين، وانعكاسات ذلك على الوضع الاقتصادى والاستثمارى لمصر، ومضيفًا أن الشرطة نجحت بقوة فى التصدى لمخططات الجماعة الإرهابية وقامت بتفكيك العديد من الخلايا الإرهابية، وتصفية عناصرها.

وأوضح «الكتاتنى»، أن الجماعة الإرهابية ليست سوى أداة لتنفيذ أجندات خارجية تستهدف إسقاط الدولة وتخريب مؤسساتها، مشددا على أن الوعى الشعبى والدعم الجماهيرى الكبير لقوات الجيش والشرطة، هو حائط الصد القوى ضد الإرهاب ومموليه.

كما حذر من قيام الجماعة الإرهابية وحركة حسم ببثّ سمومها عبر صفحات التواصل الاجتماعى التى تديرها كتائبهم من الخارج، من خلال محاولة بث المواد التحريضية والأخبار الكاذبة، وهى ضمن مخططاتهم الإرهابية التى يستخدمونها فى الترويج لأفكارهم المتطرفة، والتحريض ضد الدولة المصرية ومؤسساتها.

ولفت «الكتاتنى» إلى أن ظهور «حسم»، بعد فترة كُمون استمرت 6 سنوات، ومحاولة إعادة إحياء نشاطها، واستهداف منشآت اقتصادية وأمنية -يؤكد بوضوح أن معركة الجماعة الإرهابية مع الدولة المصرية لم تنته، وأنها مستمرة فى سعيها لزعزعة استقرار الدولة بدعم وتمويل خارجي، مشددا على أن إحباط قوات الأمن لمخطط حركة حسم الإخوانية يعتبر ضربة أمنية ناجحة تضاف إلى سجل الدولة الحافل فى مواجهة الإرهاب.

أما منير أديب، المتخصص فى شئون الحركات الإسلامية والتنظيمات المتطرفة والإرهاب الدولي، فقال إن حركة «حسم» خرجت من رحم الإخوان، كغيرها من الحركات المتطرفة، وتم تأسيسها بأوامر مباشرة من القيادى الإخوانى محمد كمال، الذى ترأس ما عُرف بـ«اللجنة الإدارية العليا»، المسئولة عن النشاط السرى للجماعة، بعد تصنيفها كتنظيم إرهابى.

وأوضح «أديب» أن الضربات الأمنية الاستباقية نجحت فى تفكيك العديد من الخلايا التابعة للحركة، وضرب مراكزها اللوجستية، مما أدى إلى انهيار بنيتها التنظيمية، وقدراتها على العمليات النوعية خلال السنوات الماضية، مما قلّص من قدرات الحركة، خاصة بعد حادثة تفجير معهد الأورام عام 2019، والذى شكل نقطة تحول أدت إلى تراجع التنظيم.

«أديب»، لفت أيضا إلى أن هذه المحاولات تتزامن مع ظروف إقليمية شديدة التعقيد، ومحاولاتهم استلهام التجربة السورية والصراعات التى يشهدها السودان والعراق وليبيا، فهذه الأوضاع توفر ملاذا آمنا لجماعات العنف والتطرف، فى محاولة يائسة لإعادة إنتاج سيناريو إسقاط الدولة، وهو ما فشلت فيه الجماعة سابقا، وتحاول الإخوان استغلال الفوضى فى المنطقة لإعادة بث الفتنة وزعزعة الاستقرار داخل الدولة المصرية.

وأضاف: حركة «حسم» عملت خلال فترة الكُمون المؤقت على إعادة هيكلة بنائها التنظيمى وهم يستدعون تلك الحالة من أجل محاولة إسقاط الدولة، مشيرا إلى أن العنف المسلح ليس بجديد على الإخوان، بل إن الجماعة منذ تأسيسها وهى تتبنى العنف، وقامت بتأسيس الجناح العسكرى السرى للجماعة ما عُرف بـ«النظام الخاص»، كما أن عددا من قيادات التنظيم لا يزالون هاربين خارج البلاد ويخططون بدعم من دول إقليمية وأجنبية للإضرار بالدولة ومؤسساتها، فالجماعة لا تزال تعيش وهم العودة إلى السلطة، رغم سقوطها المدوى شعبيا خلال ثورة 30 يونيو.

«أديب»، فى سياق حديثه، أشاد بدور الأجهزة الأمنية ونجاحها فى التصدى لتلك المخططات الإرهابية، مؤكدا على ضرورة الوعى المجتمعى بخطورة تلك التهديدات، خاصة فى ظل تزايد التهديدات فى المنطقة.

 

أخبار الساعة

الاكثر قراءة