رئيس مجلس الإدارة

عمــــر أحمــد سامى

رئيس التحرير

عبد اللطيف حامد

الملف النووي الإيراني بعد الحرب.. الضربات لم تُنه الطموح ولا التفاوض

29-6-2025 | 16:22

طهران

طباعة
محمود غانم

خرجت طهران من الحرب مع إسرائيل والولايات المتحدة مؤكدة تضرر منشآتها النووية، ومع ذلك، فإن من المؤكد أنها قادرة على تجديدها مرة أخرى، وهذا ما يجعل الإدارة الأمريكية تتمسك بمواصلة المسار التفاوضي مع طهران، المتعلق ببرنامجها النووي.

وتُسلَّط الأضواء على هذا الملف من جديد بعد تصريحات المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية، رافائيل جروسي، بأن طهران قد تكون قادرة على استئناف التخصيب مجددًا خلال أشهر، رغم الهجمات التي استمرت 12 يومًا على المنشآت النووية.

بل قال أيضًا: "حتى لو لم يتبقَ شيء من البرنامج النووي الإيراني، فإن المعرفة والقدرة الصناعية موجودة، وإيران متقدمة جدًا من الناحية التكنولوجية النووية"، مشددًا على أن هذه القضية "لا يمكن حلها عسكريًا بأي حال".

وعقب وقف الحرب يوم الثلاثاء الماضي، تواترت التقارير الاستخباراتية مؤكدة أن الضربات التي نزلت بالمنشآت النووية أضرتها بالفعل، غير أنها لم تدمرها، ما يعني أن إيران قادرة على ترميم منشآتها النووية مرة أخرى.

وحسب ذات التقارير، فإن جزءًا من اليورانيوم عالي التخصيب الإيراني نُقِل إلى مواقع أخرى، وبالتالي نجا منها، كما أن معظم أجهزة الطرد المركزي لم تتعرض لأضرار.

ويأتي ذلك على عكس المزاعم الأمريكية والإسرائيلية، التي تؤكد أن البرنامج النووي الإيراني لن تكون له قائمة بعد اليوم، في إشارة إلى تدميره.

ومن جانبه، أكد جروسي على أن هناك إجماعًا على أن أضرارًا بالغة الخطورة لحقت بالمنشآت النووية الإيرانية، بما في ذلك فوردو ونطنز وأصفهان، وهي المنشآت التي تُعتبَر قلب البرنامج النووي الإيراني.

 

ترامب يبحث عن المفاوضات

بعد وقف الحرب بين إسرائيل وطهران، أكد الرئيس الأمريكي أن بلاده ستجتمع مع الإيرانيين خلال وقت قريب، في حين أن طهران أكدت أنه لم يتم التوصل إلى أي اتفاق بخصوص مفاوضات مع أمريكا، بل لم يُجرَ حتى أي نقاش بهذا الشأن.

وعامة، فإن طهران أصبحت ترى أن الولايات المتحدة طرف لا يمكن الوثوق به، بعد أن سمحت لإسرائيل بضربها أثناء ما كانت تجلس معها على طاولة المفاوضات، وحينما فشلت إسرائيل في مهمتها، ذهبت هي لتُكمِلها عوضًا عنها.

ومع ذلك، فإن مصادر أكدت أن مبعوث ترامب للشرق الأوسط، ستيف ويتكوف، سيعقد خلال الأيام المقبلة محادثات مع مسؤولين إيرانيين بشأن إمكانية التوصل إلى اتفاق لوقف تخصيب اليورانيوم، مقابل تخفيف العقوبات، حسب ما أوردته قناة "إن بي سي" الأمريكية.

والجمعة، قال الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، إنه كان يعمل خلال الأيام القليلة الماضية من أجل رفع العقوبات المفروضة على إيران ومنحها فرصة للتعافي الكامل والسريع، غير أنه أوقف على الفور كل الجهود بشأن رفع العقوبات، وذلك بعد تصريحات للمرشد الأعلى علي خامنئي بشأن إمكانية شن هجمات جديدة ضد الولايات المتحدة.

في السياق، تقول صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية، إن الولايات المتحدة، إن كانت قد نجحت عبر ضرباتها في تدمير قدرات إيران النووية، فإن ذلك سيُبقي الدبلوماسية مفتوحة حتى لا تضطر واشنطن لقصف إيران بانتظام لمنعها من إعادة بناء برنامجها النووي، وذلك ما يفرض على طهران أن تقبل بتنازلات، أو حتى التخلي عن طموحاتها النووية.

وفي المقابل، إذا لم تسفر الضربة الأمريكية عن تدمير المنشآت النووية، فقد تشعر إيران بقدرتها على الدفاع عن برنامجها النووي في وجه القوة النارية الأمريكية، وبالتالي ستكون الدبلوماسية ضرورية، وستكون المفاوضات أكثر صعوبة بالنسبة لواشنطن.

أخبار الساعة

الاكثر قراءة