داخل «الطوارئ» يرقد على حسن، الذى قال: «أعانى من فشل كلوى وأتردد على المستشفى لأكثر من مرة، الاهتمام يبدأ من أمن المستشفى والتمريض والأطباء، ولو ظهرت مشكلة يتم حلها سريعًا».
بجواره يقف الدكتور محمد على مدير الطوارئ قال: «قسم الطوارئ يعتبر عصب المستشفى، طاقته 22 سريرًا، نستقبل الحالات على مدار اليوم، متوفر كل التخصصات، نسعى لاحتواء مرافقى المريض لقلقهم، القسم مقسم لملاحظة رجال، ملاحظة سيدات، غرفة العظام، غرفة الحالات الحرجة، الجراحة والأطفال ورعاية طوارئ، ويتم التوجيه لهذه الأقسام وفق الفرز الأسترالي».
حسن أبورجيلة، مرافق لشقيقه محجوز قدم سكرى وغسيل كلى قال: «أخى اتحجز وعمل عملية تنضيف وتسليك وحاليًا اتحجز لعملية أخرى، الخدمة تمام، لكن المبنى نفسه صغير على عدد المرضى ونأمل افتتاح مستشفى آخر بإسنا».
محمود منير أخصائى تمريض، تحدث هو الآخر وقال: «نؤدى دورنا ونبذل كل الجهد لخدمة المرضى وأحيانًا المضايقات تكون من المرافقين وليس من المرضى، ولا توجد لدينا حاليًا مشكلة فى المستلزمات أو الأدوية».
الألوان مبهجة، رسومات مواد كرتونية محببة للأطفال، البلونات منتشرة بالمكان، وفى الغرف أمهات قضين العيد مع أطفالهن بالمستشفى، إنه القسم الداخلى للأطفال، وسط الرسومات تقف والدة «كيان» تداعبها، «كيان» صاحبة التسعة أشهر تعانى من تشنجات متكررة قالت والدتها: «الوحدة عملت لها إحالة للمستشفى واتحجزت «كيان» وتتلقى العلاج اللازم وسننتظر ستة أيام أخرى، لكن الحمد لله اطمنت عليها، كنت قلقة من فكرة الحجز بالمستشفى لكن المعاملة الجيدة طمنتني».
بجوارها تقف الدكتورة إيناس ثابت أخصائى الأطفال قالت: «القسم فى فصل الشتاء يستقبل حالات معظمها التهاب رئوى، وفى الصيف الأغلبية للنزلات المعوية، ويتخللها حالات متنوعة أنيميا، التهابات بالكلى، تشنجات حرارية، ودائمًا ما نسعى لراحة الطفل والأم ونعطى أعلى كفاءة فى شغلنا».
فى الغرفة المجاورة الطفل «عيد» قارب العامين، يعانى من التهابات بالكلى، وقالت والدته: «بدأت ألاحظ تورمًا بجسمه واتشخص نقص ألبومين، كل شهر نتردد على المستشفى لتركيبه، المعاملة جيدة والحمد لله فى تحسن».
وسط قسم الحضانات تقف الدكتورة حنان سيد قالت: «القسم يضم 18 حضانة، منها حضانات بجهاز تنفس صناعى، أو بدون يتم حجز حالات مثل حالات نقص العمر الرحمى والنمو، حالات صعوبة التنفس، الصفراء، التشنجات، وغيرها، وفى حالة الاحتياج لجراحة يتم عمل جواب إحالة.
انتقلنا بعد ذلك للقاء الدكتور عبدالحكيم سليم، استشارى جراحة العظام والكسور بالمستشفى، الذى قال: «أداء قسم العظام ومستشفى طيبة التخصصى عمومًا فى طفرة غير مسبوقة خلال السنوات الأخيرة وأصبح أول مستشفى على مستوى الصعيد يحصل على اعتماد الهيئة العامة للاعتماد والرقابة الصحية وثانى مستشفى على مستوى الجمهورية، وتوليت من قبل رئاسة قسم العظام بمستشفى الأقصر الدولى وكنت مدير مستشفى إسنا، وكانت كل حالات العظام بإسنا تُحول إلى الأقصر وأسيوط، لكن الآن كل الحالات تقريبًا تتم بالمستشفى، وبصفة عامة منذ عشر سنوات لو حلمنا بما نحن عليه الآن لم نكن نتوقع تحققه».
الجولة لم تكن لتكتمل دون الحديث مع اللواء طبيب مدحت سعيد، مدير مستشفى طيبة التخصصى التابع للهيئة العامة للرعاية الصحية بالأقصر، الذى قال: «المستشفى يقدم خدمات طبية على أعلى مستوى، فبعد أن يحضر المنتفع بجواب الإحالة، يتم استقباله من قبل مسئول إرضاء المنتفعين لمعرفة ما يحتاجه والخدمة المطلوبة بناء على جواب الإحالة، وبعد ذلك يتوجه لمكتب التسجيل الطبى بالعيادات، ولدينا مختلف التخصصات، وفى أول خطوة بالعيادات يتم قياس الوظائف الحيوية للمنتفع، وبعد ذلك يستقبله الطبيب ويتم الكشف عليه وتحديد الإجراء الطبى المطلوب، وإذا كان يحتاج فحوصًا طبية من أشعة أو تحاليل، ويتم تسجيل كل ذلك على السيستم ولا يوجد استخدام ورقي، بعد ذلك يتوجه للمعمل أو الأشعة أو الصيدلية حسب ما وصفه الطبيب، وفى حالة الاحتياج للعرض على الطبيب بعد عدة أيام يتم تسجيل ذلك أيضًا.
وأضاف «د. مدحت»: «المستشفى انضم لمنظومة التأمين الصحى الشامل فى 2021، وحاليًا يبلغ متوسط عدد العمليات الجراحية شهريًا نحو 1200 عملية جراحية، يبلغ متوسط التردد على العيادات الخارجية ما بين 800 إلى 1000 مريض يوميًا، والطوارئ نحو 300 أو 400 مريض يوميًا، وهذه معدلات تردد كبيرة، خاصة أن مركز إسنا يعادل نحو40 فى المائة من محافظة الأقصر ويخدمه مستشفى واحد، وكذلك توجد تخصصات غير متوفرة بمستشفيات أخرى مثل جراحة الأوعية وجراحة القلب، طاقة المستشفى نحو مائتى سرير، 53 سرير رعاية مركزة، 7 غرف عمليات منها خمس غرف جراحية، غرفة قسطرة وغرفة مناظير، وعدد الحضانات 18 محضنًا، المستشفى يضم مختلف التخصصات منها جراحة القلب والمسالك والأوعية، المستشفى متميز فى إجراء جراحات مثل جراحة الشريان الأورطى الصاعد، ويُجرى الدكتور سعيد عبدالعزيز أحد كبار جراحى القلب والصدر عمليات كبرى لدينا، المستشفى تم اعتماده لمدة ثلاث سنوات من الهيئة العامة للاعتماد والرقابة الصحية «GAHAR».
وأضاف: «التأمين الصحى الشامل نتج عنه إصلاح أمور كثيرة لما قبله، فمستشفى كطيبة التخصصى يقدم الخدمة للمنتفعين من جميع المستويات الاقتصادية لثقتهم فى المستشفى، فلدينا غرف عمليات على أعلى مستوى، وفكرة التأمين قائمة على دفع اشتراك شهرى وفى المقابل يتلقى المنتفع الخدمة الطبية ويحصل على الدواء مهما كان سعره، ويُجرى أى عملية مهما كانت التكلفة دون تحمل أعباء مالية سوى مبلغ بسيط 300 أو 400 جنيه كمساهمة».
وعن «قوائم الانتظار» قال «د. مدحت»: «وفقًا لمنظومة الهيئة قوائم الانتظار لها فترة محددة لا بد أن يتم الإجراء الطبى خلالها، غير مقبول تأخر المريض عن فترة معينة، فبمجرد حضور المريض بجواب الإحالة وتوقيع الكشف عليه وتجهيزه يتم إجراء معظم العمليات الجراحية خلال أسبوعين، فالتعليمات أنه لو المريض انتظر شهرًا لسبب ما كنقص مستلزم مثلاً يتم إحالته للتأمين الشامل لإحالته لمستشفى آخر لتلقى الخدمة، فالمريض لا ينتظر أكثر من ذلك، ومن الخدمات الجديدة التى يقدمها المستشفى منظار المسالك، فصل البلازما، رسم العصب، مناظير القنوات المرارية، أيضًا قسم العظام يبذل مجهودًا كبيرًا فى المفاصل وكسور الحوض، والمستشفى بصدد إضافة جديدة وهى توفير ميكروسكوب لجراحات المخ والأعصاب والأنف والأذن، وسيساعدنا كثيرًا فى الجراحات المعقدة، أيضًا بصدد إجراء جراحات ميكروسكوبية للتجميل.
مدير مستشفى طيبة التخصصى، تحدث عن التحديات قائلاً: «إمكانيات المستشفى كبيرة وليس لدينا تحدٍ فى الإمكانيات، فالهيئة العامة للرعاية الصحية توفر الإمكانيات المطلوبة، لكن التحدى فى أن المستشفى يقدم الخدمة لقطاع كبير أكثر من 600 ألف نسمة بإسنا، بجانب استقبال المنتفعين من بقية المراكز لتخصصات مثل جراحات الأوعية والقلب، كل هذا يمثل ضغطًا، ولكن تتم مواجهته، فمعدل دوران السرير عالٍ وبنسبة جيدة، الجراحات تُجرى أولاً بأول، لدينا نخبة كبيرة من الاستشاريين والأخصائيين المتعاقدين، وهذا يساعدنا على تقديم خدمة بجودة عالية والمريض لا يبقى فترة طويلة، ومتوسط الحجز فى الأسرة الداخلى ثلاثة أيام، وفى الرعايات خمسة أيام أو أسبوع على الأكثر، ومعدل دوران السرير الجيد يمكننا من استقبال عددٍ أكبر من الحالات بجميع التخصصات.
وتابع «د. مدحت»: «من مميزات تطبيق منظومة التأمين الصحى الشامل بإسنا تخفيف العبء على المواطنين من نفقات القطاع الخاص، فمعظم الأطباء أغلقوا عيادتهم وأصبحوا متواجدين بالمستشفى باستمرار، خاصة أن الخدمات المقدمة بالمستشفى غير متوفرة بالقطاع الخاص بإسنا وحتى بالأقصر، أيضًا قسم الرمد مهم جدًا وبتم إجراء نحو 50 عملية مياه بيضاء فى المتوسط أسبوعيًا، وفى المتوسط يتم إجراء نحو 35 عملية قلب مفتوح شهريًا، كما أن أى مريض قلب يحضر بجلطة خلال الساعة الذهبية يتم إجراء القسطرة وتوسعة وهذه خدمة متاحة ومهمة.
وردًا على شكاوى المواطنين بخصوص فترة الحجز بالعيادات والانتظار لعدة أيام قال «د. مدحت»: غير مقبول بالهيئة الانتظار لعدة أيام، فقط لمدة 48 ساعة، وعندما يزيد المؤشر عن 48 ساعة يتم فتح عيادة إضافية، ولعل أكثر التخصصات التى بها ضغط ومشكلة هى أربعة من إجمالى 24 تخصصًا، وهى تخصصات جراحة المخ والأعصاب والباطنة والعصبية والقلب، وفى حالة زيادة فترة الحجز لأسبوع أو عشرة أيام يتم فتح عيادات إضافية حتى نقلل فترة الانتظار، أيضًا يمكن للمريض الحضور للمستشفى بجواب الإحالة القديم ويتم الحجز له عن طريق الـ«أوفر بوك» ومقصود به «حجز زائد»، وذلك للتغلب على طول المدة مع مراعاة جودة الخدمة فالمريض على الأقل يستغرق 12 دقيقة بالعيادة.
شكوى بعض المرضى من نقص الأدوية تحدث عنها مدير المستشفى قائلاً: «منذ عدة أشهر كانت توجد مشكلة فى توفر الأودية، وكانت مشكلة عامة وليست لدينا فقط، وخلال الفترة الحالية نقص الأدوية يكاد يكون معدومًا ولم تعد مشكلة حاليًا، فلا توجد مشكلة لدينا فى توفر الأدوية، أحيانًا فى بعض حالات العظام نقابل مشكلة نقص مستلزم طبى معين ويكون مرتبطًا بالتزام الشركة بتوفير مختلف مقاسات المستلزم.
وتابع «د. مدحت»: لا يجب أن نغفل دور إدارة إرضاء المنتفعين فيبذلون دورًا رائعًا مع المريض بداية من استقباله بالعيادة الخارجية والطوارئ والداخلى، من مساعدة المرضى وتثقيف وتوعية، مشكلة أخرى تتعلق بالثقافة، أنه فى حالة أن الرعايات ممتلئة أو العمليات مكدسة، فالهيئة توفر إجراء التحويل لمكان آخر، لكن مريض إسنا يرفض التحويل، أولاً بسبب السمعة الطبية للمستشفى والخدمة الجيدة بها وثانيًا لبعد المسافات بين إسنا والمستشفيات بالمراكز الأخرى، وقبل خمس سنوات أى كسور كانت تذهب إلى مستشفى الأقصر الدولى، وكسور الحوض كانت تضطر الذهاب لمحافظة أسيوط، حاليًا نجريها بالمستشفى، أيضًا مناظير القنوات المرارية يتم إجراؤها، والآن لا يوجد لدينا مشكلة عجز فى الأطقم الطبية، والهيئة توفر لنا أى تعاقدات لاستشاريين وأخصائيين فى جميع التخصصات، أيضًا تحسين بيئة العمل كأحد أهداف المنظومة، لذا لا نرى تكرارًا لحالات تعدٍ على الأطقم الطبية، وفى حالة حدوثها يتم التعامل معها بحسم وباسم المنشأة، كما أن المرتبات جيدة، لذا نستقطب أفضل الكوادر الطبية».
طبيعة المحافظة السياحية تفرض تردد السياح على المستشفى، وهنا أوضح «د. مدحت»، أن «معظم السياح يكون لهم تأمين صحى مع شركات، ومنذ فترة قريبة تردد على المستشفى سائح أمريكى الجنسية كان مريضًا بصحبة ابنته الممرضة، وتم حجزته برفقة ابنته وأثنت على الخدمة وأنها ممتازة بهذه الإمكانيات وظلت معه خمسة أيام بالرعاية المركزة ورفض الانتقال لمستشفى آخر وتلقى الخدمة حتى خرج وعاد لبلده، فميزة طيبة أن معظم الأطباء والفريق الطبى «قلبهم على المكان» ولديهم ضمير عالٍ ويؤدون خدمة طبية رائعة».
وتابع: «الرقمنة اتجاه دولة وهيئة الرعاية الصحية من أوليات الجهات التى استخدمته جيدًا، كل الخطوات تتم على السيستم، وهذه الخطوة حماية للمريض والطبيب فى ظل تطبيق قانون المسئولية الطبية، أيضًا لدينا سجل لكل مريض وتاريخه المرضى، ويساعدنا فى المؤشرات الشهرية ويحدد معدل العمل، وكذلك الاحتياجات من الأدوية والمستلزمات وتحديد حد الأمان وحد الخطر».