تُعد ملابس الإحرام من المستلزمات الأساسية للحجاج والمعتمرين، وتتنوع فى مصر من حيث «الأنواع، والخامات، والأسعار، وأماكن البيع»، كما تتفاوت الأسعار حسب مكان الشراء، حسب تصريحات نصير أبو محمد، تاجر جملة فى الأزهر وليس حسب الخامات فقط، لافتًا إلى أن الخامات غالبًا تكون متوفرة فى المكان نفسه ويوجد تفاوت فى الأسعار.
وأكد «أبو محمد»، أن مكان الشراء عليه عامل مهم، فلن يكون الشراء من العتبة أو الأزهر، مثل التجمع أو زايد، منوهًا بأن أنواع وخامات ملابس الإحرام للرجال هى الإزار والرداء البشكير، وعادة ما يُصنعان من القطن المصرى الخالص، وتتراوح الأوزان بين 400 و600 جرام للقطعة، ما يوفر الراحة والتهوية الجيدة، وحزام الوسط الذى يستخدم لحمل النقود والأوراق الثمينة، ويتوفر بأنواع جلدية أو قماشية، والحذاء أو الشبشب الذى يفضل أن يكون مفتوحا ومريحا، ومصنوعا من القماش أو الجلد الطبيعى، أما للنساء فملابس الإحرام لهن هى العباءة البيضاء أو السوداء، وتُصنع من القطن أو الأقمشة الخفيفة، وتتميز بالاتساع والراحة، والخمار أو الطرحة وتُصنع من القطن أو الشيفون، وتستخدم لتغطية الرأس، والسروال أو البنطال القطنى وهو قطعة يتم ارتداؤها تحت العباءة لزيادة الاحتشام، والحذاء القماش أو الجلد الذى يفضل أن يكون مريحا وخفيف الوزن.
وعن الأسعار، قال: إن طقم الإحرام الكامل يبدأ من 300 جنيه ويصل إلى 2000 جنيه مصري، حسب الخامة والتطريز، وتوجد محال متخصصة فيه فقط، مثل محال «عوف الأصيل»، التى تُعد من أقدم المحال المتخصصة فى بيع ملابس الإحرام فى منطقة الأزهر، بخلاف أن منطقتى الحسين والغورية تُضمان العديد من المحال التى تقدم ملابس الإحرام بجودة عالية وتقدم منتجات قطنية مصرية، وهناك محال فى مناطق السيدة زينب والعتبة والأزهر تتوفر فيها محال متعددة تقدم ملابس الإحرام بأسعار تنافسية.
وعن النصائح التى يمكن أن يمنحها للمقبل على شراء ملابس الإحرام، أفاد «أبو النصر طه» - من تجار الغورية- بأن أهمها ألا يأخذ بالمظاهر، بل يجب تحديد ميزانية مناسبة وعمل جولة جيدة بين المحال قبل أخذ قرار الشراء، وأهم ما يجب أن يراعيه الحاج، هو الخامة حتى لا يقع فريسة خداع الأسعار المنخفضة جدا عن المعقول، وعند شراء الزى الرجالي، قائلًا: «لا تتعجل ولا تبتاع إلا الأقمشة التى تظهر عليها جودة اللون، بحيث لا يكون اللون باهتا أو كأن التراب يعتليه وربما يتحجج البائع بأنها أتربة، فلا تصدق ولا تشترِ، ولا يكون القماش بين يديك صلبًا بل يكون مرنًا تشعر به يرحب بك وبلمستك له وليس فظًا وكأنه قطعة من الكرتون، ولا يكون سميكًا أو خفيفًا بل يكون متوسط السُمك، ولا تنخدع بانخفاض وارتفاع الأسعار، والأفضل أن تستشير صديقًا اشترى قبلك وتذهب إلى تاجر محل ثقة».
وتابع أن أكثر العملاء لديه من النساء، ويشترين ملابس الإحرام للزوج أو الأبناء أو الأحفاد وربما للجيران أيضًا، وغالبا تأتى النساء فى مجموعات ولا تكون سيدة واحدة تبتاع ملابس الإحرام إلا فى حالات محدودة جدا، ويبحثن لساعات قبل الشراء، ثم يحتفلن عند إتمام العملية بالزغاريد وكأنهن جميعا ذاهبات للإحرام، وتذكر أن سيدة ابتاعت ملابس الإحرام لزوجها وظلت تبكى كثيرا هى ومَن معها من النساء، لأنها كانت تخشى عليه من إرهاق الرحلة وكان مريضا، وبعد عام جاءت تبتاع ملابس الإحرام لها وحدها، وعلم منها أن زوجها توفى هناك وهى سوف تسافر للعمرة ولتزوره أيضًا، لأنها اشتاقت إليه كثيرا، والمفارقة أنها لم تعُد بل توفيت ودُفنت بجواره أيضًا هناك، وهو ما عرفه بالصدفة.
ويضيف «أبو النصر»، أن هناك مستلزمات إضافية للحج والعمرة، منها الحقائب القماشية لحمل المستلزمات الشخصية والقبعات أو الشماسى للحماية من الشمس والنظارات الشمسية لحماية العينين من أشعة الشمس، فضلًا عن مستلزمات النظافة الشخصية، مثل «الفوط، وفرشاة الأسنان، والمعجون، ومزيل العرق بدون رائحة»، كما توجد حقيبة تُباع فيها هذه الأغراض الجانبية لمَن يريد، وسعرها حسب المحتويات وتبدأ من 400 جنيه.
وعلى الرغم من أن ملابس الإحرام ومستلزماتها تتوفر فى مصر بأسعار متنوعة تناسب جميع الفئات، مع تنوع فى الخامات والماركات، فإن كمال المنزلاوي -تاجر فى الرحاب- ولديه سلسلة محال، ينصح بالتسوق من المحال المعروفة لضمان جودة المنتجات، منوهًا بأن الأجداد قالوا مثلا شعبيا عريقا قيل فيه «الغالى ثمنه فيه»، أى إنك حين تبتاع ملابس خاصة كملابس الإحرام غالية الثمن، فهذا يعنى فى النهاية راحتك الشخصية وضمان أن تكون الخامات أصلية وقطنية ومريحة، ولا تُبلى فى المياه أو أشعة الشمس أو أى من عوامل الجو، ولا تُخدش بسهولة لجودة خاماتها.
وأضاف «المنزلاوى»، أن مَن يبحث عن الرخيص والأغلى فهى المعادلة الخطأ، وصوابها أن تبحث عن الجيد والأكثر راحة وقوة، لهذا ينصح أن تكون ملابس الإحرام تليق بهيبة وروعة هذه الرحلة، ولا يجب على الإطلاق اقتناء ملابس رخيصة من أماكن مغمورة، وهو شخصيا تابع عدة شكاوى من عملاء ابتاعوا بالفعل ملابس رخيصة وسببت لهم بعض الأمراض، مثل الحكة لسوء المنتجات المصنوعة منها.
وعن الأسعار، قال إن هناك ما يطلق عليه «التوأم»، وهى علبة تتضمن ملابس الإحرام الرجالية والنسائية فى علبة واحدة وتناسب زوجا وزوجته أو أشقاء ويمكن أن يقتسمها فردان، وهى تتميز بجودة المنتجات وتحتوى على الطقم كاملا بالإضافة إلى عباءة خفيفة وسعرها 23 ألف جنيه، وتوجد أطقم منفردة تبدأ من 5000 وتصل حتى 40 ألف جنيه حسب الخامات، ومنها المستورد، ومنها ما يشع روائح داخلية، ليست عطورا، بل منظفات الأقمشة المعروفة التى تناسب الأنواع المختلفة منها، والحقائب القطنية كلها مصنوعة من قطن خالص لا يسبب أى أمراض، والأكثر طلبا هى الأطقم المنفردة، والنسائية منها هى الأكثر مبيعًا.
وأشار «المنزلاوى» إلى أن نوع التطريز لملابس الإحرام، يُعد الأكثر طلبًا من العملاء، الذى غالبًا ما يزيّن ملابس الإحرام النسائية، والبعض ينقش الاسم ورقم الهاتف أو اسم الزوج كنوع من التبجيل أو خوفًا من فقد الأشياء، والحقائب الخاصة القطنية تحتوى على عدة جيوب سرية، بحيث يسهل حملها ويكون من الصعب الوصول لها من قِبل «لص» أو ما شابه، كما توجد الطلبات الخاصة، والتى تتمثل فى ملابس الإحرام للأطفال، وهى الفئة التى لا يهتم بها كثير من البائعين العاديين غير المختصين فى هذا الشأن، ولكن قسم الأطفال هو قسم مهم فى ملابس الإحرام، ويتميز بالألوان المختلفة الهادئة وأغطية الرأس المحببة والمطرزة بطرق إسلامية جميلة ومحترفة.
وأكد «المنزلاوى»، أنه لم يعد يثق فى التصميمات القديمة لملابس الإحرام، حيث أصبحت متشابهة ولا يوجد ما يميزها، لذلك استعان بمصمم أزياء له صفة الذكاء الاصطناعي، وهو مثل روبوت وراتبه الشهرى 1100 دولار، ليُقدم له تصميمات مبتكرة وجديدة ويتميز بالسرعة والدقة فى العمل، لافتًا إلى أن المصمم الذكى يملى عليه صاحبه ما يريد مثل التصميمات الخاصة للعملاء، كأن تكون النقوش أسماء أو صورة للأبناء أو الأحفاد أو حتى صاحب الطلب نفسه، ويتم تنفيذها وتصميمها بسهولة وسرعة، موضحًا أن من مميزات الذكاء الاصطناعى تقديم التصميمات للمنفذين دون تأخير وتحديد درجة اللون بسهولة.
