على مدار 10 أعوام تمكنت مصر من تحقيق الاكتفاء الذاتى من الخضراوات والفاكهة التى تحظى بسمعة عالمية بسبب جودتها وميزتها التصديرية، وأصبحت الصادرات الزراعية على مدار الأعوام الخمسة الماضية هى الحصان الرابح بين الصادرات المصرية بعد تفوقها واحتلالها المركز الأول بقيمة 9.2 مليار دولار، مع توقعات بوصولها لـ10 مليارات نهاية العام الجارى لتصبح مصر سلة الغذاء للداخل والخارج.
وساعدت المشروعات الزراعية العملاقة فى تحقيق الأمن الغذائى، حيث توسعت مصر فى استصلاح الأراضى الصحراوية بالدلتا الجديدة وغرب المنيا، وأضافت للرقعة الزراعية نحو مليونى فدان تمت زراعتها بأجود أنواع الخضر والفاكهة التى تحظى بقبول واسع فى الأسواق الأوروبية والخليجية، كما تعمل الدولة عن طريق وزارة الزراعة ومركز البحوث الزراعية على توطين العديد من المحاصيل والخضر النقدية التى تحقق ربحًا وفيرًا، حيث تم إدخال أصناف جديدة من الفراولة والبطاطس والموالح والعنب والزيتون التى ستجنى مصر ثمارها خلال الأعوام المقبلة.
كما لم تغفل الدولة أهمية الدور اللوجستى لتحفيز عملية التصدير وتوفير كل الآليات لنموها، حيث دشنت الحكومة المصرية خط الرورو المصرى - الإيطالى، لنقل الحاصلات الزراعية بين مصر وإيطاليا، من خلال نقلها من ميناء دمياط بمصر إلى ميناء تريستا فى إيطاليا، وهو ما يسهم فى تحويل مصر إلى مركز إقليمى للنقل واللوجستيات وتجارة الترانزيت، حيث يختصر زمن الرحلات بين البلدين إلى يومين ونصف اليوم.
هذا النجاح المتواصل ترجمته الأرقام والبيانات الرسمية التى أشارت إلى أن صادرات مصر الزراعية قفزت إلى 8.6 مليون طن خلال عام 2024 لتسجل أعلى مستوى فى تاريخها، بزيادة تتجاوز 1.2 مليون طن عن العام السابق، وكانت الموالح والبطاطس والبصل والعنب والفاصوليا والمانجو على رأس القائمة، وأرجع مصدرون، أسباب هذه الطفرة إلى زيادة حجم الإنتاج المحلى من المحاصيل الزراعية نتيجة التوسع الأفقى والرأسى فى الإنتاج، وفى الوقت نفسه انخفاض الإنتاج فى الدول المنافسة نتيجة تأثرها بالتغيرات المناخية، مؤكدين أن دول الاتحاد الأوروبى تستحوذ على الصدارة فى استقبال الصادرات الزراعية المصرية، تليها الدول العربية.