الفصام مرض عقلى خطير يؤثر فى طريقة تفكير الأشخاص وشعورهم وتصرفاتهم. ويمكن أن يؤدى إلى مزيج من الهلوسة والتوهم والتفكير والسلوك غير المنظم. وتشمل الهلوسة رؤية أشياء أو سماع أصوات لا يلاحظها الآخرون. وتشمل التوهمات الإيمان بشكل يقينى بأشياء غير صحيحة، والاستماتة فى الدفاع عن الباطل دون بصيرة تبصر الحق.
الإدمان حالة مزمنة، هناك نوعان رئيسيان من الإدمان: اضطرابات تعاطى المخدرات، والإدمان السلوكي.. علما أن الإدمان على المخدرات قابل للعلاج، ومن الضرورى طلب المساعدة فى أسرع وقت ممكن.. أما الإدمان السلوكى فقصة أخرى، فى العصب لا شفاء منه.
جمعت «الهيئة العامة للاستعلامات»، الفصام العقلي، والإدمان السلوكى فى بيان صدر أخيرا، وحرره رئيس الهيئة الأستاذ «ضياء رشوان» فى تشخيص دقيق للحالة المرضية التى باتت عليها بعض المواقع الإخبارية ووسائل التواصل الاجتماعى (سيما الإخوانية)، التى دأبت على اختلاق ونشر الأكاذيب عن مصر وقيادتها منذ إسقاط شعبها العظيم حكم الجماعة الإرهابية، وتداولت مؤخرا مزاعم مختلقة بقيام مصر بمد دولة الاحتلال بمساعدات عسكرية، والغريب (وهذه إضافة ليست واردة فى البيان) فى الجوار منْ يُجرى مناورات جوية مع العدو لقصف مواقع عدائية.
فى التشخيص، ومن البيان، توكيد على تفاقم حالة الانفصام المرضى عن الواقع والإدمان المزمن للكذب، التى باتت مكونًا أصليا وثابتا فى هذه المواقع وتلك الوسائل. فهذان؛ الانفصام والإدمان، اللذان يدفعان بها إلى العمى المؤقت أو الدائم عن رؤية المواقف المصرية الواضحة والثابتة من بدء العدوان الدامى على غزة، والتى لم تترك سبيلا واحدا لدعم الأشقاء الفلسطينيين فيها، إلا وسلكته بكافة إمكانياتها وبكل العلانية الصريحة التى تقتضيها النتائج الكارثية للعدوان على غزة.
¿ ¿ ¿
لفتنى البيان، وتوقفت مليا أمام التشخيص، فالفصام بالإنجليزية Schizophrenia هو مرض دماغى مزمن يصيب عدداً من وظائف العقل، وهو مجموعة من الاستجابات الذهنية تتميز باضطراب أساسى فى العلاقات الواقعية وتكوين المفهوم، واضطرابات وجدانية وسلوكية وعقلية بدرجات متفاوتة، كما تتميز بميل قوى للبعد عن الواقع وعدم التناغم الانفعالى، والاضطرابات فى مجرى التفكير والسلوك الارتدادى.
وتتنوع أعراض الفصام من مريض لآخر، سيما من مريض إخوانى لآخر، فيه حالات إخوانية صعبة تصعب على الكافر، تمكن منها الفصام، انعزلت كلية عن الجيران، الخوف من الجيران فى بعض الحالات عرض ظاهر، يتحسبون لخطوهم خشية الإبلاغ عنهم، يعانون هلاوس سمعية، يسمعون أغنية «تسلم الأيادى» تصدح فى المنور ليلا والناس نيام، ويشاهدون أشياء «غير موجودة»، تصل أحيانا فى الحالات المتقدمة إلى أن يتحدث الإخوانى مع نفسه منفرداً وكأنه يتحدث إلى شخص سلفى بجانبه، ويقول ممنيا نفسه «عائدون» باعتبارهم غرباء، والضحك منفرداً عندما يشاهد شاشات التليفزيون المصرى ولا يجد أثرا لمظاهرات «قنوات الإخوان» العقورة.
المريض الإخوانى فى الواقع يسمع صوتاً غير موجود، ويمكن أن يحدثه ويتحدث إليه بالساعات، مريض الفصام الإخوانى لديه شعور دائم بالاضطهاد، والشكوى من الناس يتآمرون عليه أو يكرهونه ويكيدون له المكائد أو ما يُعرف بالأوهام الاضطهادية، ما يسمونه «المحنة» يقينا مصابون باضطراب أساسى فى التفكير بمعنى انعدام التفكير المنطقى، عدم تناسق الأفكار، يقفز من موضوع إلى آخر بخفة الفهد.
الخطاب، المصنف فى أدبياتها ضمن تاريخ «المحنة»، محض سردية ملحة وفورية وانبعاث لمفهوم «المظلومية». صحيح أنه لم يكن حدثاً طارئاً فى تاريخ الجماعة، الممتد لتسعة عقود، إنما كان مبكراً، وتضاف إليه الحالة التعبوية العنيفة وتشظّى العالم إلى «كفار» و«مؤمنين».
فى هذا السياق المرضى، المريض الإخوانى يأتى عجبا، تصرفات غريبة كأن يخرج فى مسيرة فى خياله ويمشى لمسافات طويلة، وتصدر عنه همهمات عجيبة، كلامه يصعب فهمه، أو تسمع منه كلاما غير مترابط، ويتميز ببرود عاطفى، حيث لا يتفاعل مع الأحداث من حوله أو يضحك فى مواقف محزنة أو يبكى فى أوقات مفرحة، أو يتظاهر فرحا بهزيمة المنتخب الوطنى لكرة القدم.
العدوانية سلوك أساسى، لا حوار فى الجوار، ولا مع الجار بالجنب، سلوك لا إنسانى بالمرة، لا يسمع، لا يناقش، يحتد فجأة، يثور، يغادر مسرعا قبل الهزيمة، يهتاج المريض الإخوانى عند سماع «تسلم الأيادى»، زوج إخوانى كاد يقتل زوجته، سمعها تدندن تسلم الأيادى.
الشاب الإخوانى يصم أذنيه عن رنين الموبايل بـ«تسلم الأيادى» فى مدرجات الجامعة، الرياضى الإخوانى يأتى بأوضاع غريبة، وحركات غريبة باليد، يشير بعلامة رابعة بعد تسجيل الهدف بدلا من السجود، فيبدو بهلوانيا مضحكا، كيف يتثنى له إخفاء الإبهام فى راحة اليد مع فرد السبابة والوسطى والبنصر والخنصر.
انعدام تعبيرات الوجه صفة لازمة، ابتسامة لزجة تسيل على شفاة منْ يقبض عليه متلبسا من قادة الإخوان تؤشر على الانسحاب العاطفى والاجتماعى، مع عدم القدرة على الكلام والتفكير التلقائى، أول كلمة «أنا مش إخوان»، تندر الحركات التلقائية، مع ملاحظة قلة الانتباه، والمزاج المسطح.
الحقيقة أنه لا يوجد أحد محمى من الإصابة بالفصام، هذا المرض المخيف، فقد يصيب أى شخص، ولكن هناك مجموعة من الناس يكونون أكثر عرضة للإصابة من غيرهم، سائغ بين إخوان صهيون، الفصام ليس مرضاً وراثياً بالكامل إلا أن الوراثة تلعب دوراً مهماً فيه، إنهم يرثون الإخوانية فى الجينات، يتعاطون أستاذية العالم، ينامون على وهم الخلافة، ويقرأون الرسائل البناوية ( نسبة إلى المرشد المؤسس حسن الساعاتى، الشهير بحسن البنا).
يحفظون الرسائل عن ظهر قلب، ويطلب الأخ من الشبيبة فى الأسر تسميعها غيبا، هناك بعض الجدل على تأثير الرسائل البناوية العقلى على من هم دون الحادي والعشرين من العمر.
أعلاه يضيف إلى تشخيص الهيئة العامة للاستعلامات التى لخصت تشخيصها فى خلاصة شافية، أن هذين الانفصام والإدمان هما اللذان غيَّبا حقيقة أن مصر هى التى أسست منذ بدء العدوان للرفض العربى والدولى القاطع لتصفية القضية الفلسطينية بتهجير الأشقاء من أرضهم بقطاع غزة، وهو ما جعلها موضعا لحملات عديدة من مسئولى ووسائل إعلام دولة الاحتلال، سواء ضد مواقفها المبدئية أو على جيشها العظيم.