يُعد غلين جون ماكوين واحدًا من الأسماء البارزة التي أسهمت في تشكيل ملامح فن الرسوم المتحركة الرقمية في نهايات القرن العشرين وبدايات القرن الحادي والعشرين، ورغم قصر عمره، فإن بصمته الإبداعية بقيت حاضرة في ذاكرة السينما العالمية، خاصة من خلال أعماله مع بيكسار، حيث شارك في صناعة أفلام أصبحت علامات فارقة في تاريخ أفلام التحريك.
وُلد غلين جون ماكوين في 24 ديسمبر عام 1960 بمدينة تورنتو في مقاطعة أونتاريو الكندية، وبرز شغفه المبكر بالرسم والتقنيات البصرية، ما قاده إلى الدراسة في كلية شيريدان، إحدى أهم المؤسسات التعليمية المتخصصة في الفنون البصرية والرسوم المتحركة.
تخرج ماكوين عام 1985، وحصل على منحة دراسية للعمل في مختبر رسومات الحاسوب بمعهد نيويورك للتكنولوجيا، حيث تولى رئاسة قسم الإنتاج ثلاثي الأبعاد، وأسهم في تطوير المؤثرات السينمائية والإعلانات التلفزيونية والرسومات العلمية.
في مطلع التسعينيات، انضم إلى شركة Pacific Data Images، قبل أن ينتقل عام 1994 إلى شركة بيكسار، مدفوعًا باهتمامه بمشروع فيلم «حكاية لعبة» وإعجابه بالمخرج جون لاسيتير. داخل بيكسار، لعب ماكوين دورًا محوريًا كمشرف على تحريك الشخصيات، وشارك في عدد من أنجح أفلام الشركة، من بينها «حكاية لعبة»، و«حياة حشرة»، و«حكاية لعبة 2»، و«شركة المرعبين المحدودة»، وأسهم بأسلوبه الدقيق والحيوي في إضفاء الروح على الشخصيات الكرتونية.
إلى جانب عمله الفني، كان ماكوين عضوًا في أكاديمية فنون وعلوم الصور المتحركة، وعُرف بتواضعه وروحه الجماعية داخل الاستوديو.
في عام 2001، شُخص بإصابته بسرطان الجلد، ورغم ذلك واصل عمله بإصرار حتى وافته المنية في 29 أكتوبر 2002 عن عمر 41 عامًا.
خلدت بيكسار ذكراه بإهداء فيلم «البحث عن نيمو» له، وإطلاق اسم «لايتنينغ ماكوين» على بطل فيلم «سيارات»، فضلًا عن تسمية استوديو بيكسار في فانكوفر باسمه، ليظل غلين ماكوين رمزًا للإبداع والإخلاص الفني في عالم الرسوم المتحركة.