رئيس مجلس الإدارة

عمــــر أحمــد سامى

رئيس التحرير

عبد اللطيف حامد

ماثيو آرنولد.. شاعر الثقافة والكمال وناقد الفكر الغربي

24-12-2025 | 02:08

ماثيو آرنولد

طباعة
فاطمة الزهراء حمدي

يُعد ماثيو آرنولد أحد أبرز رموز الأدب والفكر في إنجلترا خلال القرن التاسع عشر، إذ تميز بمسيرة فكرية متعددة الجوانب جمعت بين الشعر والنقد والإصلاح التربوي والديني.

وُلد ماثيو آرنولد عام 1822 في مقاطعة ميدلسكس، ونشأ في بيئة تعليمية مؤثرة، كان والده توماس آرنولد من كبار المصلحين التربويين في العصر الفيكتوري.

تلقى تعليمه في مدارس مرموقة قبل التحاقه بجامعة أكسفورد، التي ظلت تمثل لديه رمزًا للحضارة والجمال الروحي، وحصل فيها على إجازة في الآداب، ثم اختير زميلًا في كلية أوريل.

شغل آرنولد منصب مفتش عام للمدارس منذ عام 1851، وأسهم من خلاله في تطوير التعليم الإعدادي والثانوي في بريطانيا، كما شارك في بعثات تعليمية إلى عدد من الدول الأوروبية للاطلاع على نظمها التعليمية والاستفادة منها.

وإلى جانب عمله التربوي، تولى منصب أستاذ الشعر بجامعة أكسفورد، وكانت محاضراته منطلقًا لأفكاره النقدية اللاحقة.

يحتل كتابه الشهير «الثقافة والفوضى» مكانة بارزة في إنتاجه الفكري، حيث طرح فيه رؤية إصلاحية تدعو إلى جعل الثقافة، بمعناها الإنساني الشامل، أساسًا للتقدم الاجتماعي، مؤكدًا أن الاطلاع على أفضل ما أبدعه الفكر الإنساني هو الطريق إلى الكمال.

كما عُرف آرنولد بإسهاماته النقدية في كتابيه «مقالات في النقد»، اللذين حدد فيهما وظيفة النقد بوصفها كشف القيم الفكرية والجمالية وتوجيه الذوق العام.

وفي مجال الشعر، آمن آرنولد بدور الشعر بوصفه رسالة روحية وجمالية تعين الإنسان على فهم حياته اليومية، متأثرًا بالشاعر وليم وردزورث.

وفي سنواته الأخيرة، ازداد اهتمامه بالدين وعلاقته بالأدب، مؤكدًا أثره التربوي والأخلاقي في بناء المجتمعات، وبذلك رسخ آرنولد مكانته بوصفه أحد أهم المفكرين الذين أسهموا في تشكيل الوعي الأدبي والثقافي في الأدب الإنجليزي.

أخبار الساعة

الاكثر قراءة